مدرسة عراقية ثلث طلابها أيتام... ومناشدات لدعمهم

مدرسة عراقية ثلث طلابها أيتام... ومناشدات لدعمهم

09 يناير 2017
أيتام كثر خارج المدرسة (أود أندرسن/فرانس برس)
+ الخط -


تقدر منظمات ومراكز اجتماعية عراقية وجود أكثر من 4 ملايين طفل يتيم غالبيتهم دون سن الثانية عشرة، بفعل استمرار وتيرة العنف والإرهاب خلال السنوات الثلاث الماضية، وإخفاق الحكومة العراقية الجديدة للعام الثاني في تأسيس دور للأيتام ومراكز رعاية، ترعاهم وتحميهم من الانخراط في سوق العمل بدل الدراسة.

وانتشر شريط فيديو بثه اليوم، الإثنين، ناشطون من مدرسة ابتدائية في مدينة الكوت (170 كلم جنوب العاصمة بغداد) تحوي 150 طفلا يتيما من مجموع طلابها البالغ 400 طالب، يعيشون بلا معيل ولا يملكون ملابس شتوية مناسبة تقيهم من البرد الذي يضرب العراق حاليا.

ويظهر التسجيل مدير المدرسة برفقة العشرات من الطلاب الأيتام قائلاً: "أغلب هؤلاء الأيتام فقدوا معيلهم أو أبويهم معاً وهم يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة"، مطالبا "بتقديم يد العون لهم".

وأثار التسجيل لغطا واسعا في الشارع العراقي رغم أن التسجيل لم يكشف جديدا، باستثناء ما وصفه أحد الناشطين بأنه "فتح جرحا سيئا للغاية".



وعلق مدير مركز "براعم" المعني بشؤون الأطفال، حسين الواسطي، على الفيديو بأنه "موجع". 

وأوضح في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "المركز سجل وجود أكثر من 1000 يتيم في قرية واحدة لا يتجاوز عدد سكانها 60 ألف نسمة، وهذه كارثة كبيرة تفتح الباب باتجاه تحديد العدد الفعلي للضحايا الذين يسقطون يوميا".

واعتبر أن "المشكلة حاليا ليست في اليتم بل في وضعهم المادي والعلمي والاجتماعي، وهم مشاريع جاهزة لأمور لا تخدم المجتمع على الإطلاق".





وقال الواسطي: "تابعنا حالة هؤلاء الأيتام فوجدناهم بحاجة لملابس شتوية ومستلزمات معيشية، فأسرهم تعيش فقرا شديدا، واضطر معظمهم إلى ترك مقاعد الدراسة والتوجه للعمل رغم صغر سنهم لإعالة أسرهم".

ويقول المستشار التربوي عبد الزهرة الحلي، إن "قضية التلاميذ الأيتام تؤرق إدارات المدارس ومديريات التربية في محافظات البلاد كافة، لعدم قدرتها على توفير ما يحتاجونه من مستلزمات وإمكانيات منعاً لتسربهم من مقاعد الدراسة بسبب الفقر".

وتابع: "على الحكومة العراقية أن تتدخل لإنقاذ مستقبلهم من الضياع وسط أمواج التردي الأمني الذي يعصف بالبلاد من كل الجهات، وليس لنا سوى أن نرصد هذه المأساة ونعرضها للرأي العام ونطالب الخيرين بالتبرع لمساعدتهم".

ويثير ارتفاع عدد الأيتام يومياً قلق المراقبين، إذ يصل من جبهات القتال يوميا ما لا يقل عن 30 إلى 50 جثة من مختلف مدن البلاد، أغلب أصحابها متزوجون ولديهم أطفال، بحسب المصادر الطبية.

وقدرت مصادر طبية وحقوقية عراقية عدد القتلى العراقيين الذين قتلوا أو فقدوا دون معرفة مصيرهم بأكثر من نصف مليون شخص غالبيتهم رجال. واحتلت العاصمة بغداد الصدارة، تليها الأنبار ثم نينوى وديالى.

وبيّن رئيس منظمة "كافل اليتيم"، علي الدوري، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا بد من المضي قدماً بمشروع إنشاء دور أيتام في المناطق المحررة، الذين ارتفعت نسبتهم بحدة، ولا يجدون سكناً ملائماً أو قدرة على العيش، ولم تضع الحكومة برنامجاً لاحتوائهم ومساعدتهم حتى الآن".

ومع غياب البرنامج الحكومي، بادر ناشطون لكفالة العشرات منهم وتوفير سكن ملائم لهم وفرص لإكمال دراستهم، خاصة لأولئك الذين فقدوا الأبوين معاً. ولكن العقبات المادية تقف حائلا أمام احتواء المزيد منهم.

وتوضح الناشطة المدنية ريم العبيدي أن "العراق بحاجة لعشرات دور الأيتام في مختلف المدن لاحتواء جيش الأيتام من الضياع"، معتبرة أن غياب مشروع حكومي واضح لإنقاذهم سيخلف خلال السنوات العشر المقبلة جيشا كاملا من الأميين والمشردين".



دلالات