نساء غزة يُحوّلن النايلون التالف لأشغال يدوية

نساء غزة يُحوّلن النايلون التالف لأشغال يدوية

24 يوليو 2016
زينب عزيز أثناء عملها (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


تعمل زينب عزيز (25 عاماً)، على جمع ما في بيتها من أكياس النايلون التالفة، ويساعدها شقيقها بجمع أعدادٍ أخرى من الحي الذي يقطنانه، وما يجاوره، لتجميع عددٍ كافٍ من أكياس النايلون، رغبةً في تدويره وصناعة منتجات فنية وأشغال يدوية ذات قيمة جمالية.

وتقوم زينب بتوزيع النايلون على مجموعة من النسوة تشاركن في صناعة المنتجات الفنية، بعد تجميعه وغسله ومن ثم تعقيمه وتجفيفه تحت أشعة الشمس، حتى تقطيعه إلى خيوط تشبه غيرها من الصوف، لتسهيل عملية غزله.

زينب عزيز، أمٌ لطفلين، من بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، بدأت فكرتها بعدما لم تسعفها الشهادتان الجامعيتان اللتان حصلت عليهما في الدراسات الإسلامية عام 2012، واللغة العربية في 2015، في الحصول على فرصة عمل تناسب مجالها التعليمي.

وتقول صاحبة الفكرة، لـ"العربي الجديد": "بعد التخرج من الجامعة والمكوث فترة طويلة بالبيت، فكرت في عمل شيء يختلف عن مجال دراستي، ونظرًا لكثرة أكياس النايلون التالفة، حاولت تحويل أحدها إلى خيط وغزله بالصنارة ليصبح ذا شكل جميل قريب لما ينتجه الصوف".

وتضيف عزيز أنها قامت بعرض الفكرة على بعض من النساء اللواتي يُتقنَّ الخياطة بالصوف، كونها الفكرة نفسها باختلاف المادة المستخدمة النايلون بديلًا للصوف، ولاقت قبولًا لدى 20 منهن، شَرعن بمساعدتها في صُنع المنتجات الفنية.

وتشير إلى أنها اختارت النايلون، حفاظًا على البيئة من الضرر الناجم عن حرقه للتخلص منه، بالإضافة لكونه من المواد المقاومة لعوامل الطبيعة، بما فيها الرطوبة والعفن، وكونه منتج جديد من مادة النايلون قد يكون مصدر دخل لها وللعاملات معها ليساعدهن على كسب الرزق في ظل الظروف الصعبة والمعقدة اقتصادياً في قطاع غزة الساحلي المحاصر.




وعن المنتوجات التي يتم تصنيعها من النايلون، أوضحت عزيز أنهن يُنتجن أنواعاً مختلفة من المحفظات والقبعات وأنواعاً مختلفة من أغطية سلال النفايات، وبعضاً من رسوم الكارتون، بالإضافة للعديد من مستلزمات البيوت بشكل عام، ومنتجهاتهن تخرج بجمال فائق.

وأنشأت عزيز صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت وسم "التراث الجديد" لتسويق منتجاتها وبيعها، بعد أن شاركت بمنتوجاتها في أحد المعارض في غزة، ولاقت إعجابا واستحسانًا من الناس لما أنتجنه.

وتنوه عزيز لضرورة تبني فكرة المشروع من قبل الجهات المعنية، لخلق فرصة عمل حقيقية للعاطلات من العمل، مُطالبةً سلطة جودة البيئة بزيادة الاهتمام وتوفير الرعاية للمشاريع التي تساهم بعملية إعادة تدوير النفايات إلى منتجات ذات قيمة.

أما حنان أحمد (21 عاما)، وهي إحدى المشاركات في صنع منتجات النايلون، فتطمح إلى أن يكون المشروع مصدر رزق لها، كونها تمتهن الخياطة بالصوف مُسبقا، بعدما لم تُسعفها الظروف الاقتصادية لإكمال دراستها الجامعية، نتيجة الحصار والفقر المدقع في القطاع.

وتقول أحمد لـ"العربي الجديد": "كنت أغزل بالصوف العديد من المنتوجات، كالملابس والتُحف والأطواق، لكن فكرة الغزل بالنايلون شجعتني على التجربة وصنع أطواق وتحف وألعاب أطفال من النايلون المُلوّن". وتوضح أنها تواجه صعوبة في جمع فريق العمل تحت منظومة واحدة، كونهن يعملن في بيوتهن بشكل منفصل، نظرًا لصعوبة توفير مكان للعاملات بالمشروع، بالإضافة إلى عدم رعاية أعمالهن من قبل السلطات المعنية أو أيٍ من ذوي العلاقة.

وتطمح أحمد لتوسيع فكرة المشروع، على أن يشمل مكاناً مخصصاً للعاملات فيه، إلى حد تطويره لمصنع يناسب الطاقات الموجودة لدى العاملات، لما في ذلك من خلق لفرص العمل وتشجيع الأفكار الجديدة في سبيل الحفاظ على البيئة.

وفي القطاع المحاصر منذ عشر سنوات، تجد الحرف المهنية والإبداعية طريقها إلى العمل، عبر شبان وشابات يرغبون في تطوير قدراتهم، وتحصيل بعض المال وكسب الرزق، بعيداً عن الحاجة إلى مساعدات وانتظار الداعمين.



المساهمون