رصاص الاحتلال قتل 41 طفلا فلسطينيا في 5 أشهر

03 مارس 2016
الاحتلال يقتل الأطفال خارج القانون (Getty)
+ الخط -

ذكرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين، اليوم الخميس، أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بالرصاص الحي 41 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، منذ اندلاع الهبة الشعبية بداية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بينهم 16 طفلا استشهدوا العام الجاري".

وذكرت الحركة في بيان صحافي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ سياسة "إطلاق النار بقصد القتل"، بل وصلت إلى القتل خارج نطاق القانون.

ووفقا للقانون الدولي، فإن القوة القاتلة تستخدم ضد التهديد الوشيك بالموت أو الإصابة الخطيرة، أو لمنع ارتكاب جريمة بالغة الخطورة تتضمن تهديدا شديدا للأرواح، وذلك فقط عندما تثبت عدم كفاية الوسائل الأقل عنفا عن تحقيق هذه الأهداف، كما أن التعليق على المادة الثالثة من "مدونة الأمم المتحدة لقواعد السلوك" يشدد على أنه يلزم بذل كل جهد ممكن لتجنب استعمال الأسلحة النارية، خصوصا ضد الأطفال.

ووفق التزام دولة الاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن عليها توفير الحماية والرعاية للأطفال في الأراضي المحتلة وأن تفتح ملفات تحقيق جدية وحيادية في كل الجرائم التي حدثت بحقهم، وتحديدا في حالات القتل، الأمر الذي نادرا ما يحصل، بحسب بيان الحركة.

ومنذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تقم سلطات الاحتلال بفتح أي تحقيق في حالات قتل الأطفال، بل إنها رفضت طلبات الأهالي تشريح جثث أطفالهم واحتجزت عددا منها لفترة من الوقت، حيث ما زالت جثتي الطفلين حسن مناصرة ومعتز عويسات محتجزتين لديها إلى اليوم.

ووثقت الحركة العالمية حادثة قتل الطفل هيثم سعدة (14 عاما) من بلدة حلحول بمحافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال قرب الشارع الالتفافي الاستيطاني في الخامس من شهر فبراير/شباط الماضي، في حين اعتقل ابن عمه وجدي سعدة (16 عاما) الذي كان برفقته، واستطاع صديقهما الفرار من المكان، لتعتقله قوات الاحتلال لاحقا.

وقال الطفل وجدي، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه "توجه وابن عمه هيثم وصديق لهما إلى منطقة قرب الشارع الالتفافي الاستيطاني، وعند وصوله، فاجأهم جنود الاحتلال الذين كانوا يختبئون في المكان بإطلاق النار، فأصابوا هيثم في الجزء العلوي من جسده، واعتقلوا وجدي، بينما استطاع الثالث الفرار".

وأضاف وجدي "لم نلق حجرا، أطلقوا النار صوبنا وقفز فوقي جندي، ولكمني بقوة على وجهي، فسقطت أرضا وطلب مني خلع ملابسي، وكنت أنظر إلى هيثم وهو ملقى على الأرض ولا يتحرك، يبدو أنه فارق الحياة"، مشيرا إلى أن الجنود وضعوا غطاء على عينيه وكبلوا يديه للخلف بمربط بلاستيكي وشدوه بقوة، وأخلوه من المكان بسرعة.

اقرأ أيضا:الشهيد الفلسطيني محمود شعلان.. لن يصير طبيبا

وأفادت مصادر طبية للحركة العالمية أن الطفل هيثم أصيب برصاصة في ظهره اخترقت الرئة والحبل الشوكي وخرجت من منطقة الفم.

ونقل الطفل وجدي وهو معصوب العينين ومكبل اليدين إلى قاعدة عسكرية بالقرب من مستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي الفلسطينيين، وأوقفه الجنود في ساحة حوالي ساعة ونصف في البرد الشديد، وعند منتصف الليل أدخلوه للتحقيق.

وقال وجدي "خضعت للتحقيق بوجود مترجم، وسألني المحقق ماذا كنت أفعل في تلك المنطقة، وعندما أجبته بـ (لا شيء) أمسك رأسي وبدأ بضربه في الحائط وصفعني بقوة على وجهي ودفعني إلى خارج الغرفة".

وأضاف "بعد حوالي ساعة أدخلني مرة ثانية للغرفة وهددني بالضرب، وأنه سيضعني في الزنازين لفترة طويلة، وسيحكم علي بالسجن لمدة طويلة أيضا إذا لم أعترف، كذلك جعلني أشاهد شريط فيديو على الكمبيوتر يظهرنا الثلاثة ونحن نوجد في تلك المنطقة، لكن لم يظهر فيه أننا نلقي الحجارة".

وبحسب الحركة "حاول المحقق إرغام الطفل وجدي على الاعتراف أن هيثم كان يحمل زجاجة حارقة، إلا أن وجدي نفى ذلك بشكل قاطع، فصرخ المحقق في وجهه وضرب بيديه على الطاولة في محاولة لإخافته وإرغامه على الاعتراف، فأكد الطفل أن هيثم لم يكن يحمل أي شيء في يديه، وفي نهاية التحقيق أرغم وجدي على التوقيع على إفادة باللغة العبرية من دون أن يفهم فحواها".

ولفتت إلى أن الطفل وجدي نقل صباح اليوم التالي للحادثة، وهو مكبل اليدين بقيود حديدية للأمام ومعصوب العينين إلى معتقل "عتصيون" شمالي الخليل، وهناك تعرض للشتم من أحد الجنود على مدخل المعتقل وهو في داخل المركبة، كما صفعه بقوة على وجهه، ومن ثم جرى تحويله إلى سجن "عوفر" غربي رام الله، وهو ما يزال فيه بانتظار انتهاء محاكمته.

ومن الحالات التي وثقتها الحركة العالمية، كذلك حالة الطفل محمود شعلان (16 عاما) من دير دبوان برام الله، الذي استشهد في السادس والعشرين من الشهر الماضي على الحاجز العسكري المقام قرب مستوطنة "بيت إيل"، المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين شمال رام الله والبيرة.

وحول الواقعة، قال شاهد عيان للحركة العالمية، إنه "كان ينتظر السماح له بعبور الحاجز بمركبته في طريقه للخروج من رام الله ضمن طابور مكون من 5 مركبات تقريبا، وعندها شاهد الطفل شعلان يتقدم سيرا على الأقدام نحو الحاجز باتجاه مدينة رام الله، ولم يشاهد أي شيء في يديه".

وأضاف شاهد عيان أنه سمع صوت إطلاق ثلاثة أعيرة نارية عندما أصبح الطفل خلف غرفة إسمنتية مع أحد الجنود، وعندها قرر الالتفاف والعودة إلى رام الله وخلال ذلك شاهد الطفل ملقى على الأرض، وقد وجه أحد الجنود بندقيته صوبه وأطلق عليه رصاصتين.

وأفادت مصادر طبية بمجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله، للحركة العالمية، بأن الطفل شعلان وصل المجمع جثة هامدة بعد أن أصيب بخمس رصاصات، ثلاثة في الصدر، واثنتين في اليد.


اقرأ أيضا:الاحتلال يغلق شمال الضفة ويهدم منشآت بالقدس