لاجئو ألمانيا يصنعون حياة

لاجئو ألمانيا يصنعون حياة

20 ابريل 2015
لكل واحد من هؤلاء اللاجئين عمله (Getty)
+ الخط -

داخل إحدى دور اللجوء الخاصة بالسوريين في مدينة تورنغن، نجحت مجموعة من القاطنين هناك في تنظيم حياتهم والتعاون في ما بينهم بطريقة لافتة، كلٌّ بحسب إمكانياته وقدراته، ليشكلوا فريقاً مميزاً لاقى اهتمامَ الصحف المحلية.

رؤوف طبيب سوري طرد من عمله في الجامعة حين قرر العمل في مستشفى ميداني في منطقته. يقول إن "النظام وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يريدان قتلي". بعدها، وجد نفسه مضطراً لمدّ يد العون للسوريين في مكان آخر، أي في ألمانيا. يرافق المرضى إلى المستشفيات، ويحاول أن يشرح للأطباء أوجاعهم. ويلفت إلى أن أكثر ما يعانيه أبناء بلده اليوم هو الاكتئاب، بسبب ظروف الحرب والخوف من رفض طلباتهم كلاجئين. ويساعد رؤوف، كمال، الذي يعاني من الاكتئاب.

من جهته، يتولى حسام مهمة إعداد الطعام، وخصوصاً عندما يدعو أحدهم أصدقاءه الألمان لتناول الطعام. يقول إنه قد يمضي نهاره في إعداد المأكولات كالتبولة والكبة وغيرها. وعلى الرغم من أن الطهو قد يكون متعباً أحياناً، إلا أنه يجد سعادته من خلاله.

أما أبو ريان، فيبدو منهمكاً في تعلم اللغة الألمانية، على الرغم من عدم حصوله حتى اللحظة على حق اللجوء. بات قادراً اليوم على التكلّم بالألمانية، ما شجع آخرين على الاستعانة به للمساعدة في ترجمة بعض الكلمات أو الجمل أو تعلم مفردات جديدة. دائماً يحثّ الشباب على التعلم. في رأيه، لا يجب انتظار الحصول على الإقامة.

بدوره، يتولى محمد مهمة تنظيف البناء بأكمله، علماً أنه يتقاضى أجراً بسيطاً من إدارة الملجأ. يقول: "لا أستطيع أن أبقى من دون عمل". في سورية كان ميكانيكياً. يفكر اليوم أنه لا يريد قضاء وقته من دون أي عمل. لذلك، وجد في التنظيف فرصة جيدة. شاب آخر تولى مهمة غسل الثياب وتجفيفها، قبل توزيعها على الشباب المقيمين. يعلّق ضاحكاً: "يحصل أحياناً أن يعاتبني أحدهم لأن بنطاله لم يجفّ جيداً. يذكّرني الأمر بما كنا نفعله مع أمهاتنا".

لرضا أيضاً وظيفته. يشرف على الدراجات الهوائية، وقد سجّل أسماء جميع الذين يريدون استعارة الدراجة. يعمل على إعادتها وإقفال المحل الذي تركن فيه الدراجات. يلفت إلى أن عدداً من الألمان قد تبرعوا بدراجات للشباب بهدف تسهيل حركتهم.

أما الطالب أمين، فقد اختار الحلاقة، علماً أنها لم تكن مهنته يوماً. في سورية كان رياضيّاً في رمي الرمح وقد حاز على جوائز عدة. ارتفاع كلفة الحلاقة، في ألمانيا، دفعه إلى تقديم هذه الخدمة للشباب.