الإسكندرية غارقة في الأمطار بلا كهرباء ولا تعليم

الإسكندرية

محمد محسن

محمد محسن
04 نوفمبر 2015
+ الخط -
لم يكن اليوم الأربعاء يوماً عادياً في حياة العديد من مواطني الإسكندرية، بسبب المشاكل التي تعرّض لها الكثير منهم، سواء بسبب موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد في الساعات الأولى من صباح اليوم، أو غرق الشوارع بمياه المطر والصرف معاً، بعد تعطل العديد من محطات الصرف الصحي وخروجها من الخدمة في ثاني نوّة للشتاء، وللمرة الثانية على التوالي خلال فترة متقاربة.

وأغرقت المياه المنازل والشوارع والأنفاق والمستشفيات والكليات والمحاكم والعديد من المصالح الحكومية والمدارس، الأمر الذي دفع مديرية التعليم إلى "تسريح" الطلاب والمدرسين، كما تعطلت جميع خطوط ترام الإسكندرية الزرقاء والصفراء بسبب ماس كهربائي، واصطفت عربات الترام في المحطات بالشوارع.

وسادت حالة من الشلل المروري جميع شوارع المدينة بعد ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والأنفاق، وغرق السيارات والمارة، ما أدى إلى حالة من الغضب بين المواطنين، وقطع عدد من أهالي منطقة السيوف الطريق أمام مرور السيارات، اعتراضاً على غرق الشوارع والمنازل بالمنطقة للمرة الثانية على التوالي، من دون أن تتخذ المحافظة إجراءات جدية في نزح مياه الأمطار من الشوارع، فيما تعالت صرخات قاطني عدة مناطق بشرق وغرب المدينة من تعطل مصالحهم وتجاهل المسؤولين وتعاطيهم مع المشكلة بعد ارتفاع منسوب مياه الصرف بالشوارع وأمام مداخل العقارات التي منعت الأهالي الخروج من منازلهم.

وأنقذت قوات الحماية المدنية 30 تلميذاً من الغرق داخل سيارة نقل تلاميذ في إحدى مدارس منطقة "سيدي بشر" بالإسكندرية، بعد أن كادت تحدث أزمة كبيرة بسبب توقف المياه.

وقررت شركة الكهرباء فصل التيار الكهربائي عن العديد من المناطق في الإسكندرية خشية حدوث كارثة بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار في الشوارع وغرق المنازل ودخولها كبائن الكهرباء.

وتوقفت حركة العمل في محكمة الدخيلة غرب الإسكندرية، نتيجة حصار مياه الأمطار لكافة مداخل ومخارج المحكمة، وتسببت الأمطار في منع دخول أعضاء السلك القضائي إلى المحكمة أو أي من المحامين المترددين عليها.

وشهدت الشوارع المحيطة بالمحكمة تكدساً لحركة السيارات المتجهة إلى غرب المدينة وتم تغيير خطوط السير في بعض الطرق بعد توقف المرور تماماً في طريق وأدي القمر.



وفي سياق متصل شهد الطريق الدولي المؤدي إلى منطقة الكيلو 21 توقفاً لكافة السيارات، بسبب حادث تصادم بين مقطورة نقل وأخرى ميكروباص، ولم يسفر الحادث عن أي إصابات أو وفيات.

وغرقت مستشفى الشاطبي الجامعي بمياه الأمطار، وذلك بعد ارتفاع منسوب المياه في فناء المستشفى وداخل الحجرات الموجودة تحت الأرض، مما تسبب في عدم تمكين المرضى من دخول المستشفى أو الخروج منها.

اقرأ أيضاً: مصر.. الأمطار تغرق البحيرة والإسكندرية وشمال سيناء

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور لشوارع المدينة الساحلية وقد امتلأت بالمياه وتحولها إلى ما يشبه النهر، ولجوء العديد من الأهالي إلى استخدام المراكب والقوارب والعوامات الصغيرة للمرور والسير بين العقارات التي أغرقتها مياه الأمطار والصرف الصحي وقيام بعض المواطنين بشفط المياه بالمعدات اليدوية.

واحتل وسم "إسكندرية بتغرق تاني" الصدارة على تويتر اليوم الأربعاء، بعد نفس الواقعة من 10 أيام، والتي انتهت باستقالة محافظ الإسكندرية، هاني المسيري.

وتسبب هطول الأمطار في غرق الشوارع والتسبب في خسائر للمحال التجارية والمواطنين، وسقوط اللوحات بسبب الرياح الشديدة، وغرق السيارات. كذلك دفعت قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالعشرات من سيارات شفط المياه، للمساعدة في إزالة اﻷضرار من شوارع اﻹسكندرية.



وامتنع التلاميذ عن الذهاب إلى مدارسهم، بسبب سوء الأحوال الجوية وغرق المدارس، وارتفاع منسوب المياه داخل ساخات المدارس. واضطرت أتوبيسات نقل التلاميذ إلى العودة بمن معها إلى منازلهم بعد عدم القدرة على المرور بسبب غرق الشوارع وتعطل الأتوبيسات وخوفاً من تعريض حياة التلاميذ للخطر.

وأعلنت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، عن توقف الدراسة، اليوم الأربعاء، بسبب مياه الأمطار، وإلغاء امتحانات الشهر فيها، وعدم احتساب اليوم غياباً للطلاب أو المعلمين الذين منعتهم مياه الأمطار من الحضور. وقالت عزة شعبان، وكيل مديرية التربية والتعليم، إن المديرية أصدرت تعليمات بإلغاء كل الامتحانات الشهرية التي كان مقرراً إجراؤها اليوم، مؤكدة عدم احتساب اليوم كغياب للطلاب الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم، بسبب تراكم مياه الأمطار بالشوارع، وغلق طريق الكورنيش والطرق الرئيسية.

وقالت نقابة المعلمين المستقلة الفرعية بالإسكندرية، إنه حرصاً على سلامة المواطنين، بسبب الأمطار الغزيرة، فقد تم تأجيل مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة، والذي كان مقرراً انعقاده غداً الخميس، لموعد لاحق سيتم تحديده قريباً.



ووصف بيان من نقابة المعلمين المستقلة غرق شوارع الإسكندرية بحالة الإهمال الإجرامي الذي استمر لعقود في مواجهة الظواهر الطبيعية، والذي يحصد ثماره المصريون الآن. كذلك ألغت كلية الهندسة جامعة الإسكندرية الدراسة اليوم في الكلية، وذلك نظراً لسوء الأحوال الجوية وغرق الشوارع، ورفع كشوف الغياب والحضور عن الطلاب.

وقالت آمال عبد الظاهر، مدير إدارة وسط التعليمية بالمحافظة، إن سوء الأحوال الجوية منع التلاميذ من الذهاب إلى المدارس اليوم، مؤكدة أن الأمطار غزيرة ولم تتوقف ولم يستطع الكثير من التلاميذ الذهاب إلى المدرسة، خوفاً على حياتهم وعدم تعرضهم للخطر.

وقال المهندس محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، إن هناك محطة صرف صحي رئيسية معطلة، لذلك غرقت بعض مناطق المدينة، مؤكداً أن عمال الشركة يعملون على قدم وساق من أجل تشغيل المحطة وإدخالها في الخدمة لسحب المياه بشكل طبيعي.

وواصلت سلطات ميناء الإسكندرية إغلاق بوغازي الإسكندرية والدخيلة، لليوم الثاني على التوالي، أمام حركة الملاحة البحرية، بسبب سوء الأحوال الجوية، وزيادة سرعة الرياح وارتفاعات الأمواج.
وقال اللواء فتحي طه، القائم بأعمال رئيس هيئة ميناء الإسكندرية إنه تقرر إغلاق البوغازين حرصاً على عدم اصطدام البواخر والسفن ببعضها أو بأرصفة الميناء، وسلامة الملاحة البحرية.







اقرأ أيضاً: مصر: السيول تضرب محافظات الدلتا

ذات صلة

الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.