هزات أرضية متتالية تضرب تركيا وسط تصاعد المخاوف

هزات أرضية متتالية تضرب تركيا وسط تصاعد المخاوف

09 نوفمبر 2023
يتخوف السكان في مدن تركيا من زلزال كبير (عمر فاروق يلدز/الأناضول)
+ الخط -

استيقظ سكان جنوبيّ تركيا وشماليّ سورية، اليوم الخميس، على هزة أرضية بلغت شدتها 4.8 درجات على مقياس ريختر، ضربت ولاية هاتاي الواقعة جنوبيّ البلاد، بحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية.

وحدّدت إدارة الكوارث مركز الزلزال في "قيرق خان" على عمق بلغ 8 كيلو مترات تحت سطح الأرض، بحسب ما يؤكد بيان والي هاتاي، مبيناً أن لا خسائر بشرية أو في البنية التحتية والممتلكات الخاصة، مشيراً إلى أن الزلزال هو الثاني في المنطقة بغضون شهر، وهي المنطقة ذاتها، أو قريبة، من الزلزال المزدوج الذي ضرب البلاد في فبراير/شباط الماضي، وراح ضحيته زهاء 46 ألف شخص، وفاقت خسائره المالية 84 مليار دولار، إثر تتالي الهزات بعده لتبلغ 3860 هزة.

كذلك أعلن مرصد قنديل وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) اليوم الخميس، عن هزة أرضية شدتها درجتان في ولاية مانيسا، تلتها هزة أخرى بقوة 1.8 درجات في خليج جوكوفا بالبحر المتوسط، كذلك شهدت ولاية ملاطية، بحسب المصدر نفسه، هزة بقوة 1.8 درجات على مقياس ريختر صباح اليوم شعر بها سكان "جولو مصاغي"، وهزة أرضية أخرى بولاية كهرمان مرعش مركز "بيوغلو -توركوغلو"، مركز زلزال العام الماضي، وهزات بسيطة أخرى في ولايات أضنة.

وتشير إدارة الكوارث اليوم، أن الهزات شملت جغرافيا منطقة نشطة زلزالياً، ولم تُسجل هزات كبيرة الحجم، ما يُعد مؤشراً إيجابياً يُخفف من قلق السكان، لكن المرصد يواصل مراقبة النشاط الزلزالي بدقة، مؤكداً عدم وجود أي تحذيرات حالية من وقوع زلازل كبيرة.

ويرى الباحث التركي، باكير أتاجان، أن هذه الهزات المتواصلة لا تعطي أية مؤشرات على حدوث زلزال كبير، وربما هي إعادة تموضع الطبقات أو "إراحة" بعد الصدع الكبير والزلزال المدمر الذي ضرب البلاد العام الماضي، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن أي توقع بحدوث زلزال كبير أو ما يسمى "زلزال إسطنبول" هو خارج عن العلم وحتى المنطق، إذ لا يمكن معرفة زمن حدوث أي زلزال رغم المؤشرات العديدة.

ويستدرك أتاجان أن زيادة المخاطر، والتحذير من زلزال إسطنبول خصوصاً، ربما لأن منطقة مرمرة عموماً، تقع بالشمال قليلاً من فالق شمال الأناضول، وهو فالق زلزالي يقطع تركيا بشكل عرضي من شرقها إلى غربها، ويقسمها إلى كتلتين، شمالية وجنوبية، ويعتبر هذا الفالق من أكثر الفوالق الزلزالية نشاطاً في العالم، لذا نسمع تحذيرات ونبوءات متكررة.

وعاد أخيراً التحذير من زلزال إسطنبول بالتوازي مع الحذر التركي وزيادة التدريبات على إخلاء الأبنية والإسعافات، بعد تحذير الخبير الجيولوجي التركي، ناجي جورور من زلزال مدمر سيطاول إسطنبول، ما يضع نحو 2.5 مليون شخص أمام خطر الموت، مقدراً أن شدة الزلزال يمكن أن تصل إلى 7.6 درجات. 

ولم يغب عن ذاكرة سكان إسطنبول بعد، زلزال عام 1999 الذي بلغت شدته 7.4 درجات، وأودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص في منطقة مرمرة. لكن إسطنبول في حالتها الحالية غير مستعدة لمواجهة زلزال مدمر.

ووفق الخبير التركي، لا بد من الإسراع بجعل كل البنية التحتية في إسطنبول مقاومة للزلازل، وهذا يتضمن الطرق والجسور والممرات المعلقة وأعمال الصرف الصحي وشبكات المياه الصالحة للشرب.

وكانت بلديات إسطنبول قد فرضت الكشف على الأبنية ومدى مقاومتها للزلازل، بعد أن كثفت هيئة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" من تمارين تأهيل عمال الإغاثة وتوعية السكان، التي يشارك فيها الآلاف من عمال الإغاثة والمتخصصين، ضمن تمارين التأهب للزلازل في إسطنبول.

المساهمون