ندرة حليب الأطفال في دير الزور السورية والأسعار تتضاعف

ندرة حليب الأطفال في دير الزور السورية والأسعار تتضاعف

12 مارس 2022
يحتاج الرضيع في المتوسط إلى 4 علب حليب شهرياً (بولنت كيليك/فرانس برس)
+ الخط -

لا تجد الكثير من عائلات مناطق دير الزور في شمال شرقي سورية، حليبا لأطفالها الرضع، وإن وجدته فإنها تكون عاجزة عن دفع ثمنه بسبب تضاعف الأسعار.

السوري عبد الله السرور رب أسرة مكونة من أربعة أفراد، وأصغرهم لم يكمل شهره الخامس. ويقول السرور، لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم أننا نعاني من عدم توفر كثير من المواد الغذائية، إلا أن عدم توفر حليب الأطفال يبقى العبء الأكبر، إذ بات نادرا، ونحتاج إلى بحث ومعارف للتمكن من الحصول على عبوة واحدة".

ويضيف: "حتى إن استطعت الوصول إلى أحد من يخزنون تلك الكميات القليلة من حليب الأطفال، يكون ثمن العلبة نحو 30 ألف ليرة، في حين أن راتبي لا يتجاوز 120 ألف ليرة، وأقل طفل يحتاج إلى أربع علب حليب شهريا، فكيف يأكل بقية أفراد العائلة؟".

تحاول عائشة العبود، وهي أم لطفل بلغ شهره السادس منذ أيام، أن تصف معاناتها في تأمين طعام ابنها في ظل عدم توفر حليب الأطفال، وتقول لـ"العربي الجديد": "عندما يبدأ بالبكاء أجد نفسي أبكي معه، فليس هناك شعور أقسى من العجز عن تأمين طعام لطفلك".

وتوضح: "عندما لا نجد حليب الأطفال، نعتمد على حليب البقر رغم ما قد يسببه بمشاكل هضمية للأطفال، وفي أيام أخرى أطعمه ماء وسكرا. أسعار حليب الأطفال مرتفعة، وكثير من العائلات تحاول أن تقنن الكمية بينما الأطباء يحذرون من مخاطر ذلك، فقد يصاب الأطفال بسوء تغذية".

وتؤكد مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن أزمة توفر حليب الأطفال جزء من أزمة المواد الغذائية القائمة، وأن الحرب الروسية الأوكرانية فاقمت الأوضاع، فضلا عن قيام البعض بممارسة الاحتكار واستثمار الأزمات، ويطالب الأهالي بالسماح لهم بالحصول على احتياجاتهم من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، لكن حواجز النظام تمنع ذلك، وتصادر الكثير من البضائع التي يجلبها الأهالي أو التجار.

وقال نقيب نقابة الصيادلة في دير الزور، نزار العليوي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه تم الاتفاق مع شركة "نستلة" على إرسال دفعة جديدة من حليب الأطفال إلى المحافظة، ووعد بتوفيرها في الأسواق خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أن سبب انقطاع الحليب "يكمن في عدم وجود وكلاء للشركات داخل دير الزور، باستثناء شركة نستلة، وهو ما يؤدي إلى شح المادة، أو فقدانها لعدة أيام في الصيدليات، وتتوفر أنواع أخرى، إلا أنها لا تغطي حاجة السوق".

المساهمون