"من بيت لبيت".. مُبادرة فلسطينية لترسيخ حق العودة

"من بيت لبيت".. مُبادرة فلسطينية لترسيخ حق العودة

23 سبتمبر 2023
تسعى الحملة للتأكيد على ضرورة التمسك بحق العودة كواحد من الثوابت (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

انطلقت، اليوم السبت، حملة "من بيت لبيت" من قلب مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، وتضمنت توزيع كُتيبات تعريفية بالخدمات الواجِب تقديمها للاجئين، وبالمُدن الفلسطينية، إلى جانب توزيع خارطة فلسطين التاريخية، ترسيخاً لحق الفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم المُحتلة.

وتجوّل مجموعة من الشُبان الفلسطينيين المُتطوعين، وأعضاء اللِجان الشعبية، بين أزقة مخيم الشاطئ، إيذانًا بانطلاق الحملة الشبابية، والتي تستهدف كافة المُخيمات الفلسطينية، في مُختلف مُحافظات قِطاع غزة الخمس.

وتُركز المُبادرة، والتي تُطلقها الحملة الوطنية لإسناد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا في خطر" في أنشطتها على المُخيمات، على اعتبار أنها موطِن اللاجئين، الذين هُجروا قسرا من بيوتهم وأراضيهم وقراهم وبلداتهم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948، مُخصصة يومين لكُل مخيم من شَمال القِطاع حتى جنوبه.

وتقول المُشارِكة المُتطوعة فردوس الشرافي لـ"العربي الجديد"، إنها شاركت في حملة من بيت لبيت لتوعية الأهالي بخطورة الأوضاع الحالية، والتي وصلت إليها قضية اللاجئين، والتي تأثرت بفعل التقليصات من الأونروا، ضمن الهجمة المسعورة، تمهيدًا لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وتبين الشرافي، والتي كانت تُسلِّم خرائط فلسطين التاريخية، وكُتيبات خاصة بالتعريف بالأزمة التي وصلت إليها قضية اللاجئين، أن الأوضاع الحالية تُشكل خطرا كبيرا على اللاجئين الفلسطينيين، وأنه من الضروري مواصلة تذكير الفلسطينيين بقضيتهم، وقضية العودة "لنا حق في بلادنا، نحن لا زلنا نُسمى لاجئين، حتى عودتنا إلى مُدننا وقرانا".

وتسعى الحملة، والتي تُشرف عليها دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، إلى التأكيد على ضرورة التمسك بحق العودة، كواحد من الثوابت والشواهِد البارِزة على القضية الفلسطينية، من خلال النشرات التعريفية التي يتم توزيعها، إلى جانِب خريطة فلسطين، المُزينة بكافة المُدن المُحتلة إسرائيليًا.

أما المُشارِك أحمد عاشور، وهو من بلدة الجورة، ويتمنى العودة إلى بلدة أجداده المُحتلة، فيوضح أن حق العودة مهم جدا لكل فلسطيني على وجه الأرض، ومن الجيد مواصلة عملية توعية الأجيال بحقهم في أرضهم المحتلة، ويضيف "نسعى من خلال حملة من بيت لبيت إلى معاودة تذكير الفلسطينيين بمدنهم المُحتلة، إلى جانب وضعهم في صورة آخر المُستجدات المتعلقة بقضيتهم وخدماتهم".

ويوضح رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم الشاطئ نصر أحمد لـ"العربي الجديد" أن الحملة، والتي تبدأ باكورة أعمالها في مخيم الشاطئ ولمُدة يومين، تمهيدًا للانتقال إلى باقي مخيمات قِطاع غزة، ستشهد توزيع كُتيبات تتحدث عن قضية فلسطين، واللاجئين، وأهمية تواصل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والتي ترمز إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم المُحتلة، علاوة على توزيع خارطة فلسطين التاريخية.

وتأتي الحملة التعريفية بالمُدن الفلسطينية، وحق اللاجئين في العودة إليها، وحقهم في استمرار حصولهم على المُساعدات من الوكالة حتى عودتهم إلى مدنهم المُحتلة، وفق قول أحمد في ظل الحديث عن العجز المالي للأونروا، وتقليص الخدمات، إلى جانب التلميح المتواصل بإمكانية تأثر الخدمات الأساسية، سواء الخدمات الصحية، أو التعليمية، أو الغذائية، وهو ما يُعتبر "مؤامرة من ضمن المؤامرات التي تُحاك لإنهاء عمليات الأونروا، ومن ثم شطب قضية اللاجئين".

ويُشدد أحمد على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين تُعتبر سياسية بامتياز، وليست مسألة الحصول على الغذاء، والعلاج، والمُساعدات المالية، ويقول "نحن شعب ولنا أراضٍ، وبيوت، وسنستمر في فعالياتنا حتى عودة اللاجئين إلى مُدنهم وبلداتهم الأصلية".

في الإطار، يلفت مُنسق مبادرة "كوشان بلدي"، أكرم جودة لـ"العربي الجديد" إلى أن المُبادرة تحمل جانبين، الأول تعريف الناس بالمخاطر التي تستهدف الجانب الإغاثي، إلى جانب المخاطر السياسية المتعلقة بقضية اللاجئين، مُشددًا على ضرورة وجود يقظة فلسطينية حقيقية تجاه تلك المخاطِر، والتي تهدد واقع اللاجئين، عبر خلق حاضنة شعبية تلتف حول حقوقها التي لا تسقط بالتقادم.

وتتخذ الحملة القائمة على المُبادرة من شعار "الأونروا في خطر" مبدأ لعملها، وفعالياتها، وأنشطتها، إيماناً برمزية الوكالة الأممية، والتي تأسست في الثامن من ديسمبر/كانون الأول عام 1949، بموجب القرار رقم 302، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين حتى عودتهم إلى بلداتهم المُحتلة.

المساهمون