مصرع 12 مصرياً في حادث على طريق أسوان الصحراوي

مصرع 12 مصرياً في حادث على طريق أسوان الصحراوي

28 ديسمبر 2020
يسافر يومياً آلاف المواطنين على الطريق الذي يعاني تهالكاً في بنيته التحتية (فيسبوك)
+ الخط -

يستمرّ مسلسل نزيف الدماء على طريق محافظة أسوان الصحراوي بصعيد مصر بلا انقطاع، نتيجة تكرار الحوادث التي خلّفت وراءها مئات الضحايا والمصابين، من بينهم أسر بكاملها فقدت حياتها. فلقي، أمس الأحد، 12 مصرياً مصرعهم، وأصيب 5 آخرون، في تصادم بين سيارة ميكروباص وأخرى ربع نقل. 

وطالب عضو مجلس النواب عن دائرة أسوان، المستشار محمد سليم، الجهات المسؤولة عن الطريق، على رأسها وزارة النقل ومحافظة أسوان، بإنقاذ المواطنين من نزيف الدم المستمرّ على الطريق منذ عشرات السنوات، من دون تحرّك منهم. 

وشدّد، في تصريحات إعلامية، على أنّ الطريق يعدّ حيوياً لكونه يربط أسوان بالقاهرة ومحافظات الوجه البحري، ويسافر عليه يومياً الآلاف من المواطنين، إلاّ أنه يعاني من تهالك شديد في بنيته التحتية.  كما أنّه ضيّق، عبارة عن حارة واحدة فقط ذهاباً وإياباً، ونقاط الإسعاف الموجودة به محدودة، لا تساعد في سرعة إنقاذ المصابين قبل أن يتحوّلوا إلى ضحايا.  

وأكّد محمود إسماعيل، وهو سائق ميكروباص، أنّه وزملاءه يحملون، كل يوم، أكفانهم على أيديهم، في إشارة إلى خطر الطريق، لكونهم يعملون عليه لنقل الركّاب بين أسوان والأقصر بصعيد مصر. وأوضح أنّ السائقين أطلقوا على الطريق اسم "طريق الموت" لخطره الداهم، وافتقاره للخدمات الأساسية، فلا توجد علامات إرشادية أو إنارة أو خدمات طبية، و"بسببه فقدنا الكثير من أهلنا وأصدقاءنا في حوادث، خاصة في ظلّ رعونة سائقي النقل الثقيل على هذا الطريق". 

وأوضح محمود زيدان، وهو موظف، أنّ طريق أسوان الصحراوي يضمّ منحنيات خطرة وسط الجبال، ما يمثّل عائقاً أمام السيارات. كما أنّ السائقين لا يلتزمون بالسرعة المقرّرة على الطريق نتيجة عدم وجود رقابة مرورية أو رادارات لرصد المخالفين، فضلاً عن عدم وجود نقاط إسعاف كافية على طول الطريق، ما يؤدي في حال حدوث أيّ طارئ للمسافرين، إلى استغراق وقت طويل للعثور على من يقدّم لهم العون. 

وأضاف زيدان أنه من أقدم طرق الصعيد، وتبرز أهميته في انتقال عدد كبير من السوّاح عليه ما بين الأقصر وأسوان ومدينة إدفو السياحية، بالإضافة إلى أنّ شاحنات النقل الثقيل التي تحمل أطنان الكتل الحجرية والجرانيت الأسواني الذي يسافر للقاهرة يكون على هذا الطريق، وهو ما تسبّب في هبوطه الأرضي بسبب سوء "طبقة الإسفلت" وتهالكها. وأكّد أنه رغم أهمية الطريق، إلاّ أنّه يعاني من تجاهل المسؤولين له، مطالباً بوضع الطريق ضمن خطة الحكومة الخاصة بتطوير شبكة الطرق.

 وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (جهاز حكومي)، أكّد ارتفاع عدد حوادث السير على الطرق خلال عـام 2019، حيث بلغ 9992 حادثا مقابل 8480 حادثا عام 2018 بنسبة ارتفاع 17.8٪ ، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السير إلى 3484 شخصا عام 2019 بزيادة 12.9٪. 

وأرجع الجهاز السبب الرئيسي لحوادث السير إلى العنصر البشري، حيث بلغت نسبته 79.7 ٪، يليه عيوب فنية في المركبة 13.5٪ من إجمالي أسباب الحوادث على الطرق عام 2019. وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، تحتلّ مصر المركز الأول في الشرق الأوسط في حوادث الطرق، بأعلى معدل وفيات، ويرجع ذلك إلى العنصر البشري، وحالة الطرق الهندسية والمركبة. 

المساهمون