مخيمات الشمال السوري تبدأ رحلة البحث عن الدفء: روث مواش وبلاستيك

النازحون في شمال سورية يبدؤون رحلة البحث عن الدفء في موسم البرد: روث مواش وبلاستيك

23 نوفمبر 2022
فصل الشتاء يعد موسما لمعاناة سكان المخيمات (الأناضول)
+ الخط -

مع اقتراب موسم البرد القارس وما يرافقه من أمطار وثلوج وصقيع، بدأ النازحون في مخيمات الشمال السوري الاستعداد للشتاء من خلال جمع النايلون وروث المواشي بغرض استخدامها في التدفئة، وسط انعدام قدرتهم على توفير المازوت.

ويمثل فصل الشتاء لسكان تلك المخيمات، موسما لمعاناة كبيرة مع البرد تتكرّر كل عام، وسط حالة من الفقر المدقع الذي يحرمهم تأمين محروقات للتدفئة.

الصورة
روث مواش وبلاستيك.. وسيلة تدفئة للنازحين شمالي سورية (الأناضول)
تتسبب الأمطار بتشرّد مئات العائلات معظمهم من النساء والأطفال (الأناضول)

ويعيش مئات آلاف النازحين السوريين في مخيمات قريبة من الحدود مع تركيا، تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة، وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء نتيجة الأمطار التي تغمر الخيم وموجات البرد الشديد.

وباتت أكياس النايلون وروث المواشي أحد الحلول لمقاومة برد الشتاء، فانهمك سكان هذه المخيمات بجمعها لتوفير بعض الدفء لأطفالهم.

 النازحة في مخيم هجرة شمالي غربي محافظة إدلب، خالدية أحمد، تقول: "قضينا الشتاء الماضي معتمدين على الحطب وأكياس النايلون ورَوث المواشي للتدفئة، ونكرر الشيء نفسه هذا العام"، مضيف: "لا نملك أي شيء.. نحتاج إلى ملابس شتوية للأطفال، وحطب ووقود للتدفئة، وموقد للتدفئة، وكل شيء".

وتابعت: "في السنوات الماضية عندما كنت لا أجد ما أدفّئ به خيمتي، كنت ألجأ إلى خيمة أختي"، مؤكدة أن مأساة الشتاء عندهم تتكرر كل عام.

 

الصورة
روث مواش وبلاستيك.. وسيلة تدفئة للنازحين شمالي سورية (الأناضول)
يعمّق فصل الشتاء معاناة سكان المخيمات (الأناضول)

11 عاما من المعاناة المكررة

من جانبه، يقول النازح إبراهيم علي: "لا أملك المال من أجل تحضيرات الشتاء، الأوضاع المادية لسكان المخيمات سيئة للغاية"، موضحا أن "الذين يعملون من النازحين في المخيم بالكاد يوفّرون خبز اليوم، وهم عاجزون حتى عن شراء الخضروات، لهذا يلجؤون إلى طرق بدائية في التدفئة".

وتابع: "نجمع أكياس النايلون، ورَوث المواشي، وبقايا الحطب، لطبخ الطعام وللتدفئة"، لافتا إلى أن "المواد المشتعلة المضرّة تعرض أطفالنا لأمراض مزمنة، لكن لا يوجد حلّ آخر، هذه معاناتنا منذ 11 عاما".

وتعاني مخيمات النازحين السوريين في إدلب سنويا موجات البرد والثلج جراء إيواء سكانها في مخيمات بدائية لا تقيهم البرد وسط ضعف إمكانات التدفئة، وغرق العديد منها جراء غزارة الأمطار.

ويعمّق فصل الشتاء معاناة سكان المخيمات، إذ تتسبب الأمطار بتشرّد مئات العائلات معظمهم من النساء والأطفال، بعد سقوط خيامهم وإفساد مياه الأمطار لأغراضهم.

ولا تملك الأسر النازحة في المخيمات سوى البطانيات، والنفايات البلاستيكية التي يجمعونها من مكبّات القمامة، كوسيلة للتدفئة والحماية من برد الشتاء القارس.

(الأناضول)

المساهمون