ليبيا: مكافحة "قاصرة" للمهاجرين في البحر والصحراء

ليبيا: مكافحة "قاصرة" للمهاجرين في البحر والصحراء

22 يوليو 2022
قارب لمهاجرين سرّيين في مصراتة (Getty)
+ الخط -

تكشف أرقام المنظمات الدولية عن الناجين من رحلات قوارب الهجرة، تزايد حركة التهريب عبر الحدود الجنوبية لليبيا وعلى طول شواطئها الغربية. وأورد تقرير أصدرته المنظمة الدولية للهجرة مطلع يوليو/ تموز الجاري، أن "أكثر من 9 آلاف مهاجر أعيدوا إلى ليبيا بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران الماضيين، بينهم 656 امرأة و342 طفلاً، بعد إنقاذهم أو توقيفهم في البحر الأبيض المتوسط".
وفيما أكدت المنظمة الدولية للهجرة وفاة 156 مهاجراً سرياً وفقدان 565، كشفت السلطات الليبية أنّ أجهزتها أنقذت عدداً من المهاجرين، بينهم 114 من جنسيات مختلفة شمال مدينة صبراتة (غرب)، تواجدوا على متن قاربين في طريقهم نحو الشواطئ الأوروبية.
وأوضحت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش بطرابلس، في منشور على "فيسبوك" أنّ عملية الإنقاذ نفذها زورق تابع لجهاز حرس السواحل الليبي بالتنسيق مع أمن الموانئ برئاسة قيادة أركان القوات البحرية. وأكدت نقل المهاجرين إلى مناطق تجميع، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم قبل تسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة. وأعقب ذلك إعلان مديرية أمن مدينة صبراتة ضبط مجموعة كانت تستعد للهجرة عبر البحر، من دون أن تحدد عددهم. 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ولم تكشف السلطات المعنية بإنقاذ المهاجرين في ليبيا حجم الوفيات في صفوف المهاجرين خلال الفترة الماضية، لكن لجنة الخارجية في مجلس النواب، أبدت في بيان حزنها لتزايد حالات غرق المهاجرين أمام السواحل الليبية، ودعت إلى إطلاق  تحرك دولي أوروبي مشترك لتعزيز الأمن على حدود ليبيا، ومحاربة شبكات تهريب البشر. وأشادت في ذات الوقت بالدور الذي يلعبه حرس السواحل الليبي وعمليات الإنقاذ التي ينفذها للعالقين في البحر، رغم تأكيده "قلة الإمكانات مقارنة حجم الكارثة الإنسانية".
وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل حوالى 2239 مهاجراً خلال محاولتهم عبور وسط البحر الأبيض المتوسط بين يناير/ كانون الثاني 2019 وديسمبر/ كانون الأول 2020، لا سيما انطلاقاً من ليبيا بهدف الوصول إلى إيطاليا أو مالطا".
لكنّ الضابط في إدارة القوافل الصحراوية التابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، نصر الشويطر، يؤكد في حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ "هذه الأرقام غير نهائية، لأن غالبية الأجهزة المحلية والدولية تعلن عن أرقام تقديرية، خصوصاً لعدد المهاجرين الذين تجري إعادتهم من عرض البحر إلى ليبيا، علماً أن غالبية المواطنين يرفضون بقاء المهاجرين في البلاد، ويطالبون بترحيلهم ووضع خطة دولية لاستيعاب أزمة المهاجرين". 
ويلفت إلى أنّ "الأرقام المعلنة تركز على جهود الإنقاذ التي تحصل على الشواطئ وفي البحر، ولا تلتفت إلى ما يحدث في الطرقات الصحراوية، وما وراء حدود ليبيا، حيث يلقى عدد كبير من المهاجرين حتفهم في عرض الصحراء". 

الصورة
ضبط مجموعات كثيرة لمهاجرين عبر البحر (حازم تركية/ الأناضول)
ضبط مجموعات عدة لمهاجرين عبر البحر (حازم تركية/ الأناضول)

رحلات الصحراء
وخلال مرور المهاجرين السرّيين عبر الحدود الليبية تنقلهم عصابات التهريب إلى المناطق المحاذية للحدود، خصوصاً إلى القطرون وتراغن ومحيط سبها، حيث تتوفر أماكن للتجمع وتحضير انطلاق رحلات جديدة عبر خطوط صحراوية معقدة لا تتوفر فيها سبل الحياة، تمهيداً للوصول إلى مناطق التجميع القريبة من شاطئ البلاد الغربي، خصوصا مناطق العجيلات وبني وليد التي تتوزع منها خطوط نقل جديدة لتهريب المهاجرين إلى نقاط على الشاطئ، تتركز غالباً بين مدينتي الزاوية وصبراتة غرب طرابلس". 
وتقلص مساحة ليبيا الواسعة قدرة إدارة القوافل الصحراوية في جهاز مكافحة الهجرة على مكافحة المهربين الذين يحوّلون خطوط الرحلات من أجل تجاوز الملاحقات، "ما يضاعف معاناة المهاجرين، ويزيد عدد المفقودين في الصحراء والقتلى"، بحسب ما يقول الشويطر.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويؤكد الشويطر أيضاً تزايد نشاط التهريب عبر الصحراء وصولاً إلى شواطئ الشمال خلال الشهرين الأخيرين، ويرى أن محاولات وقف معاناة المهاجرين عبر انتظار وصولهم إلى الشواطئ أو إنقاذهم في عرض البحر "ستبقى خططاً قاصرة"، مطالباً بتحويل الجهود إلى عمق الصحراء وقرب الحدود الجنوبية عبر مطاردة المهربين وتطويق نشاطهم، "لأنه أكثر فائدة في تقليل الأضرار والضحايا في صفوف المهاجرين، وأيضاً كثافة التهريب".

المساهمون