غراندي: ليبيا ليست مكاناً آمناً لإعادة اللاجئين والمهجرين من المتوسط

غراندي: ليبيا ليست مكاناً آمناً لإعادة اللاجئين والمهجرين من المتوسط

08 ديسمبر 2021
عبر غراندي عن قلقه من تقليل الدول الأوربية عمليات إنقاذها في المتوسط ( الأناضول)
+ الخط -

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن ليبيا ليست مكانا آمنا لإعادة اللاجئين والمهجرين الذين يتم القبض عليهم في البحر المتوسط، معبرًا عن قلقه من تقليل الدول الأوروبية عمليات إنقاذها في السنوات الأخيرة.

وأكد غراندي ضرورة إنقاذ إي شخص وسط البحر، مشيرًا إلى أهمية الالتزام بهذا الواجب بعض النظر عن وضع هؤلاء الناس القانوني أو مكانهم، مناشدًا جميع المسؤولين العمل ضمن هذا السياق.

وعبر غراندي خلال مؤتمر صحافي عقده عبر دائرة مغلقة مع الصحافيين المعتمدين لمقر الأمم المتحدة في نيويورك بعد اجتماع مجلس الأمن الدولي الدوري السنوي حول اللجوء والهجرة، عن قلقه الكبير حول تخفيض الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة من نسبة عمليات الإنقاذ.

وأضاف غراندي في تعليقه على ما يخص  اللاجئين والمهاجرين قائلًا "على الرغم من قلقي حول خفض عمليات الإنقاذ الأوروبية، إلا أن أساس الموضوع هنا هو معاملتهم في ليبيا، إذا وضعنا للحظة جانبا الأسباب الكامنة وراء نزوحهم. لقد عملنا ولسنوات مع (منظمة الهجرة الدولية) وبالتعاون من السلطات الليبية وآخرين من أجل العمل على تحسين أوضاع المهاجرين واللاجئين في ليبيا".

وأكد أن هناك الكثير مما يمكن القيام به بما في ذلك توفير إمكانيات بديلة لهم للدعم خارج مراكز التوقيف، لافتا إلى وجود إمكانيات وبرامج أخرى من بينها إعادة تأهيلهم وإعادتهم إلى بلادهم عندما يكون الأمر ممكناَ، أو إلى دول ثالثة في حال لم تسمح الأوضاع في الوطن الأم بذلك. 

وتحدث عن استفادة آلاف اللاجئين من تلك البرامج. وأضاف "لكن كل مجهوداتنا تشهد الكثير من المد والجزر بسبب تقلبات الوضع الشديدة في ليبيا. في الأسابيع الأخيرة على سبيل المثال واجهنا صعوبات جمة للعمل في ليبيا لأننا تحت رحمة أوضاع متقلبة وصعبة"، معربًا عن أمله في أن تجري الانتخابات وتسير ليبيا نحو استقرار أكبر، بما يمكن المنظمة من العمل والعودة إلى هناك.

وأوضح أن هناك نقاشات صعبة تدور في الدول الأوربية حول كيفية التعامل مع المهاجرين، مشيرًا إلى أن لدى أوروبا رغبة شديدة وتركيز على السيطرة، مبينًا أن هذا التركيز قد يكون في بعض الأحيان أكبر من اللازم، وعلى حساب أمور أخرى يمكن الاستثمار بها داخل وخارج أوروبا لمعالجة القضايا بشكل فعال.

وأكد غراندي أنه ذكّر الدول الأعضاء خلال إحاطته إلى مجلس الأمن الثلاثاء، بأن استمرار غياب الحلول السياسية للصراعات له تبعات مدمرة على المهاجرين واللاجئين، فيما تحدث عن وجود أكثر من 84 مليون مهاجر ولاجئ حول العالم حاليا.

وأشار إلى أن "المفوضية تجد نفسها مضطرة، أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، للتعامل مع عدد من السلطات الفعلية غير المعترف بها دوليا، كما هو الحال في أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على الحكم أو ميانمار والانقلاب العسكري مثلا". 

وأكد ضرورة عدم تسييس عمل المفوضية، مضيفًا "نجد أنفسنا في الكثير من أماكن الصراع، كما في إثيوبيا على سبيل المثال، متهمين من جميع الجهات بتبني مواقف الطرف الآخر وهذا غير صحي وغير آمن للعاملين في هذا المجال من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات".

وحول مدى تفاؤله بأن يشهد العالم القادم تحسنا في ما يخص أوضاع اللاجئين والمهاجرين حول العالم، قال غراندي "السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى ستتحمل الدول مسؤوليتها وتتعاون لحل القضايا العالقة، بما فيها السياسية؟ هل ستقدم الدول الدعم المادي الكافي لمجهوداتنا؟ هل ستعمل على ضمان أمن وحيادية العمليات الإنسانية؟". وعبر عن عدم تفاؤله بأن يحرز تقدم كبير في المستقبل القريب، وخاصة في ما يتعلق بالتعاون بين الدول.

وقال " إذا لم يتمكن مجلس الأمن من إظهار وحدته في ما يخص الأمور الأساسية المتعلقة بتقديم المساعدات الإنسانية، كما حدث مع المساعدات العابرة للحدود في سورية والنقاشات المضنية التي شهدها المجلس، على سبيل المثال، فسنبقى في مأزق إذا ما استمر الوضع والنقاشات بين الدول من أجل التوصل لحلول على أمور أساسية".

وتحدث غراندي عن عودته مؤخرا من زيارة إلى المكسيك ودول أخرى في وسط وشمال القارة الأميركية قائلًا، "لقد رأيت التعقيدات الكبيرة التي تؤدي إلى نزوح الكثيرين في تلك المناطق، من بينها الصراعات، وانتهاكات حقوق الإنسان، وعنف العصابات الإجرامية، وردود غير المتكافئة من قبل الحكومات، والفقر وعدم المساواة، والتغيير المناخي".

ونبّه إلى أن تلك التحديات لا تقتصر على القارة الأميركية؛ بل موجودة في العديد من المناطق حول العالم في أفريقيا وآسيا، وتؤدي إلى نزوح اضطراري للملايين. وأكد أنه ناشد مجلس الأمن في رسالته الأخيرة "بضرورة التركيز على الأقل على حل قضايا النزاعات، لأن ذلك سيؤدي ربما لمعالجة أسرع وأفضل للأمور الأخرى ويكسر دائرة العنف ومعها النزوح".

وحول قضايا اللاجئين العالقين على الحدود الأميركية المكسيكية قال غراندي "عندما تقلد جو بايدن الحكم قبل حوالي السنة أدلى بتصريح مهم قال فيه، إنه يريد أن تكون سياسات الولايات المتحدة المتعلقة بالهجرة والتحديات على حدودها مع المكسيك، إنسانية وفعالة، مشيرًا إلى أنه رحب بذلك، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية تقوم بمجهودات مهمة في هذا النطاق، إلا أن "كل هذا يحدث في سياق سياسي أميركي داخلي صعب ومشحون".

وأضاف "من أجل أن يكون هناك تحول في السياسات الأميركية كما يريدها بايدن، فإن ذلك سيأخذ مجهودات كبيرة واستثمارات ضخمة"، وعبر عن عدم اتفاق المفوضية مع عدد من السياسات الأميركية المفروضة حاليا من بينها، برنامج إعادة اللاجئين إلى المكسيك الذي ورثته إدارة بايدن عن ترامب، مؤكدًا ضرورة النظر إلى سلسة التحديات التي تؤدي إلى اللجوء والهجرة وجذورها، فيما شدد على ضرورة مساعدة الدول التي يعبر اللاجئون من خلالها إلى دول مختلفة.
 

المساهمون