كورونا يتفشى في السويداء

كورونا يتفشى في السويداء

06 ديسمبر 2020
أزمة على مستوى الكوادر الطبية (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

يزداد سوء الوضع الصحي في محافظة السويداء، جنوبي سورية، مع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا الجديد، وامتلاء المستشفيات بالمرضى، وتعطل كثير من الخدمات التي تقدمها للأهالي، في الوقت الذي يتواصل فيه نزيف الكوادر الطبية لصالح عقود عمل غالبيتها في الصومال.
يتجمهر عدد من الأشخاص على باب العناية المشددة في المستشفى الوطني في مدينة السويداء، عاصمة المحافظة، من بينهم سيدة ثلاثينية تجهش بالبكاء وتلتف حولها مجموعة من الرجال والنساء يحاولون تهدئتها، بعدما علمت أنّ زوجها فارق الحياة من جراء إصابته بكورونا. وبينما يراقب كثيرون المشهد فإنّ القلق يظهر على وجوههم أيضاً، خوفاً من خبر فقدان مريضهم بدورهم، في حين يقف آخرون بانتظار أخبار عن أحباء لهم في أقسام العزل، لتلبية احتياجاتهم من أدوية وطعام وغيرها، إذ لا يوفر المستشفى كثيراً من الاحتياجات.

تحول عدد من الأقسام في المستشفى الوطني، وهو المستشفى العام الوحيد في مدينة السويداء، إلى أقسام عزل خاصة بالمشتبه في إصابتهم، والمصابين بالفيروس، بحسب مصدر مطلع من داخل المستشفى، طلب عدم كشف هويته لأسباب خاصة. يقول لـ"العربي الجديد": "ازدياد أعداد المصابين دفع إدارة المستشفى إلى وقف إجراء العمليات الباردة (غير العاجلة)، واقتصر المسموح باستقباله على الحالات الطارئة فقط، في حين جرى نقل مرضى الأقسام التي تحولت إلى أقسام عزل مثل أقسام الجراحة والعظمية والحروق إلى أقسام أخرى مثل أمراض الدم والأذن والعين". يضيف: "في البداية كان من المقرر تخصيص مستشفى "سالي" في الريف الشرقي، وقسم خاص للعلاج في مستشفى "صلخد"، لكن ما إن بدأ تسجيل إصابات في المحافظة حتى بدأ تحويلهم إلى المستشفى الوطني، بسبب عدم توفر التجهيزات الطبية اللازمة في المستشفيين الآخرين، خصوصاً جهاز التصوير الطبقي المحوري، بالإضافة إلى النقص في الكوادر الطبية المختصة، وبالتالي تردي الخدمات الصحية التي يفترض أن يستفيد منها أهالي المحافظة".
تشكو الكوادر الطبية من تردي ظروف عملها وأوضاعها المعيشية الصعبة، بحسب الدكتور لؤي (42 عاماً) الذي طلب عدم كشف اسم عائلته لأسباب خاصة، قائلاً لـ"العربي الجديد": "العمل في المستشفيات العامة بات مجهداً جداً، بسبب تراجع أعداد الكوادر، ففي قسم الحروق طبيب واحد وفي قسم الجراحة أربعة أطباء قد يكون عددهم اليوم أقل، وهذه حال مختلف الأقسام. الراتب الذي يتقاضاه الطبيب اليوم من المستشفيات العامة لا يكفيه ثمن بدلة رسمية واحدة، فما بالك إذا ما تحدثنا عن احتياجات الطبيب كشخصية اجتماعية لها اعتبارها؟ يجب أن يكون قادراً، على الأقل، على تأمين عيش كريم له ولعائلته". يضيف: "المستشفى لا يوفر للطبيب وقوداً لسيارته أو حتى وسائل وقاية جيدة، ما يضطره للحضور في عيادته وإجراء عمليات في المستشفيات الخاصة. وهناك أطباء يتقاضون أجوراً من المرضى الذين يجرون لهم عمليات جراحية في المستشفيات العامة حتى". يلفت إلى أنّ "هناك عدداً من الأطباء المميزين بتخصصهم سافروا للعمل في الصومال مقابل رواتب تتراوح بين أربعة آلاف دولار وخمسة آلاف، في حين لا يتجاوز راتب الطبيب في المستشفى العام ثلاثين دولاراً لا غير.

وكانت مديرية الصحة في السويداء قد زادت عدد الأسرّة المخصصة لعزل المصابين بفيروس كورونا الجديد في المستشفى الوطني، إلى 160 سريراً، مع اتخاذ قرار بوقف العمليات الجراحية غير العاجلة، وإغلاق باب قسم العمليات المجاور لأقسام العزل بالكامل، وإجراء صيانة شاملة لمحطة توليد الأوكسجين، وتحديد موعد زيارة المرضى بساعة واحدة، والسماح بوجود مرافق واحد مع المريض، ومنع دخول أي شخص إلى حرم المديرية من دون كمامة. 

ومع تردي الوضع الصحي، يزداد القلق المجتمعي من ارتفاع عدد الإصابات، خصوصاً بين التلاميذ، ما تسبب بإطلاق نداءات لإغلاق المدارس لمدة محددة على الأقل، وهو ما دفع المحافظ همام صادق دبيات، ومديرية التربية في المحافظة، لاتخاذ قرار بتطبيق دوام جزئي فيها.

المساهمون