كورونا مصر... ازدحام في مراكز اللقاحات

كورونا مصر... ازدحام في مراكز اللقاحات

23 اغسطس 2021
حصل على اللقاح في مارس/ آذار الماضي (فاضل داود/ Getty)
+ الخط -

تشهد مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا الجديد في مصر، ازدحاماً شديداً عقب وصول جرعات جديدة من اللقاحات، وذلك بعد فترة من توقف التطعيم بسبب شحها. ومؤخراً، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية عن انفراجة في أزمة اللقاحات المضادة لكورونا، بعدما فوجئ مواطنون مطلع أغسطس/ آب الجاري، وعقب ذهابهم إلى مراكز تلقي اللقاح في القاهرة، بإرجاء المواعيد المحددة لهم مدة 11 يوماً، من دون الإشارة إلى أسباب التأجيل، وهو ما تكرر مع آلاف المواطنين الذين تلقوا رسائل على هواتفهم المحمولة، تفيد بتأجيل موعد حصولهم على الجرعة الثانية من لقاح كورونا، مدة تتراوح ما بين 10 أيام وأسبوعين.
وقالت الوزارة في بيانها إن وزيرة الصحة والسكان هالة زايد طلبت تكثيف إرسال الرسائل النصية الخاصة بمواعيد تلقي المواطنين اللقاحات، وقد تم إرسال 350 ألف رسالة للمواطنين (يوم صدور البيان) للتوجه إلى مراكز التطعيم على مستوى الجمهورية، تزامناً مع استقبال مصر شحنات من لقاحات فيروس كورونا المختلفة.
وشهد مركز لقاحات كورونا الرئيسي في أرض المعارض في مدينة نصر، ومركز صحة القطامية، ازدحاماً شديداً. وتقول بنان عصام إنه بعد حصولها على رقم انتظار، بقيت ساعات في مركز تطعيم أرض المعارض من أجل الحصول على اللقاح، مضيفة أنها كانت تخشى تفشي العدوى بين الناس بسبب الازدحام الشديد.
الأمر نفسه يؤكده المواطن الثمانيني أحمد طلعت، الذي اصطحب زوجته إلى مركز تطعيم القطامية، لافتاً إلى إن المكان كان مكتظاً بالمواطنين، وغادر وزوجته من دون حصولها على اللقاح خوفاً من الازدحام. من جهته، يقول محمد وائل إنه توجه الأسبوع الماضي إلى مكتب صحة التجمع الأول في القاهرة الجديدة للتسجيل كمسافر والحصول على لقاح "جونسون أند جونسون" الذي خصصته وزارة الصحة والسكان للمسافرين كونه يقتصر على جرعة واحدة.

حصل على رقم وقيل له إن موعد دخوله هو عند الساعة السابعة مساء، إلا أنه لم يتمكن من دخول المركز بسبب الازدحام. يتابع وائل الذي يدرس في العاصمة البريطانية لندن، أنه اضطر للذهاب إلى المركز لأن أحداً لم يكن يجيب على رقم الهاتف الذي خصصته وزارة الصحة والسكان لمتابعة شؤون المواطنين والرد على استفساراتهم. لكن بعد فشله في دخول المكتب الصحي، عاد إلى محاولات الاتصال عبر الهاتف. وبعد ثلاثة أيام، رد عليه أحد العاملين وأخبره بأنه تم تسجيله كمسافر وأن ينتظر رسالة بموعد التطعيم خلال 72 ساعة، لكن لم تصل إليه أية رسالة.
وكانت وزارة الصحة والسكان، قد أعلنت في بيانها عن توافر أنواع مختلفة من اللقاحات في مراكز التطعيم، وهي "سينوفارم"، و"سينوفاك"، و"أسترازينيكا"، و"سبوتنك ـ في"، و"جونسون أند جونسون"، وذلك "في إطار حرص الدولة وجهودها المستمرة على التواصل مع مختلف الجهات الدولية لتعدد وتنوع مصادر اللقاحات في مصر، بهدف حماية المواطنين والحفاظ على مكتسبات الدولة في التصدي للجائحة".

تلقيح في مصر (فيصل داود/ Getty)
واجهت مصر شحاً في اللقاحات (فيصل داود/ Getty)

وفي وقت لم تذكر وزارة الصحة والسكان المصرية الجهات التي وفرت اللقاحات، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن وصول 1.76 مليون لقاح "أسترازينيكا" إلى مصر في 13 أغسطس/ آب الجاري، عبر برنامج "كوفاكس"، الذي تشارك في إدارته منظمة الصحة العالمية، ويهدف إلى التوزيع العادل للقاحات كورونا. وقالت في بيان: "نفخر بإعلامكم أن الحكومة الأميركية قدمت لمصر حتى الآن أكثر من 46 مليون دولار بشكل مباشر لمواجهة آثار كوفيدـ19 لتعزيز قطاع الصحة المصري، وتدريب العاملين بمجال الصحة، وتقديم الدعم الاقتصادي اللازم للتغلب على تبعات الوباء". أضافت الوكالة: "ترقبوا المزيد من الأخبار الجيدة بخصوص الدعم المقدّم من الشعب الأميركي للشعب المصري لمواجهة كوفيد-19".
وحثّت وزارة الصحة والسكان، المصريين والوافدين على مواصلة التسجيل من خلال الموقع الإلكتروني للوزارة للحصول على اللقاحات مجاناً، وذلك في مراكز تلقي اللقاحات التي بلغ عددها 539 مركزاً موزعة على محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى 126 مركزاً لتطعيم المسافرين واستخراج الشهادات الموثقة. وتبلغ قيمة المصاريف الإدارية لاستخراج الشهادات للراغبين في السفر إلى الخارج 250 جنيهاً (نحو 16 دولاراً) للمصريين، و10 دولارات قيمة استخراج الشهادات لغير المصريين، و100 جنيه (نحو ستة دولارات) مصاريف إدارية للمواطنين الراغبين في الحصول على شهادات محلية لتقديمها في المراكز التي تطلبها في مصر.

الصورة
تلقيح في مصر (فيصل داود/ Getty)
يشكو المواطنون من الازدحام أمام مراكز التطعيم (العربي الجديد)

وأثار قرار وزارة الصحة تأجيل موعد الجرعة الثانية من لقاح كورونا على خلفية نقص الجرعات وانتظار وصولها من الخارج غضب المصريين. وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت وزيرة الصحة والسكان هالة زايد، أن استيراد لقاحات كورونا سيصل إلى 148.2 مليون جرعة خلال الأشهر الخمسة المقبلة، مبينة أنه من المقرر استيراد 20 مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك - في" الروسي، ومثلها من لقاح "جونسون أند جونسون" الأميركي، بالإضافة إلى 35.6 مليون جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، و2.4 مليون جرعة من لقاح "فايزر".
ولم تذكر وزارة الصحة السبب الحقيقي وراء تأجيل الجرعة الثانية للمواطنين، لا سيما للحاصلين على لقاح "أسترازينيكا"، على الرغم من زعمها، في بيان رسمي، أن جرعات اللقاح متوافرة للحاصلين على الجرعة الأولى، في وقت شهدت فيه مراكز التطعيم في المحافظات المصرية تزاحماً شديداً ومشادات بين المواطنين والقائمين عليها، بسبب عدم توافر اللقاحات.

وفوجئ مواطنون عقب ذهابهم إلى مراكز تلقي اللقاح مطلع الشهر الجاري، في القاهرة، بتأجيل المواعيد المحددة لهم مدة 11 يوماً، من دون تحديد أسباب التأجيل، وهو ما تكرر مع آلاف من المواطنين الذين تلقوا رسائل على هواتفهم المحمولة، تفيد بتأجيل موعد حصولهم على الجرعة الثانية من لقاح كورونا مدة تتراوح ما بين 10 أيام وأسبوعين.
وأعرب العديد من المواطنين عن انزعاجهم الشديد من قرار التأجيل، خصوصاً من المسافرين خارج البلاد خلال الأيام القليلة المقبلة، وما سيترتب على القرار من عدم حصولهم على شهادة التطعيم، وبالتالي تعديل مواعيد سفرهم، وتحمّلهم نفقات إضافية. في المقابل، امتنع مسؤولون في الوزارة عن الإفصاح عن سبب التأجيل، أو الإدلاء بتصريحات صحافية عن الأزمة.
وجاء ذلك وسط مخاوف من تسبب قرار التأجيل في التأثير سلباً على فعالية اللقاح، إذ إنّ حصول الشخص على جرعة واحدة من لقاح مثل "أسترازينيكا" يعني كفاءة الأجسام المضادة بنسبة 50 في المائة، وهي النسبة التي ترتفع إلى ما يزيد عن 90 في المائة في حال الحصول على الجرعة الثانية، باعتبار أن الجرعة الأولى من اللقاح تمثل حماية جزئية من الفيروس.

المساهمون