ظلّ أشجار الزيتون.. الملاذ الأخير من الحرّ لمتضرري الزلزال شمالي سورية

ظلال أشجار الزيتون.. الملاذ الأخير من الحرّ لمتضرري الزلزال شمالي سورية

19 يوليو 2023
الخيام لا تطاق مع استمرار موجة الحر (العربي الجديد)
+ الخط -

يعاني النازحون المتضررون من زلزال 6 فبراير/شباط والقاطنون بمخيمات شمال سورية من درجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الأربعين، أمس الثلاثاء وخلال الأيام الماضية، مع افتقارهم لأي وسائل للتخفيف من موجة الحرّ في الوقت الحالي، وليس لهم سوى اللجوء إلى ظلال أشجار الزيتون، كون الخيام تصبح ملتهبة ولا تطاق.

يونس سويدان، وهو أحد المقيمين في مخيم الكرام للمتضررين من الزلزال في المنطقة، قال لـ"العربي الجديد"، إن "الحر في هذا الصيف ذبحنا، ليست لدينا مراوح لتخفيف حدته، ولا مياه باردة، والأطفال لا يتحملون كل هذا، ومنهم من أصيب بمرض التهاب السحايا، ولهذا نلوذ بشجر الزيتون بحثاً عن الظل، فالمخيم معدوم ويفتقر لخدمات الكهرباء ولا أثر لأي مساعدات إنسانية". 

ومع عدم موثوقية ألواح المياه المجمدة المتوفرة في السوق، يجد محمد التركي الحلّ في تغليفها بكيس من البلاستيك، وذلك خلال استخدامها في تبريد المياه النظيفة التي يشتريها أيضا، خوفا من شرب مياه الخزانات في المخيم، ويقول لـ"العربي الجديد": "أنا من الغوطة الشرقية مقيم في المخيم، مضطر لشراء المياه غير مياه الخزانات الكلسية التي نعرف أضرارها على الجسم خاصة في فصل الصيف، نستخدم أيضا ألواح الثلج بوضعها في كيس من النايلون وغمرها داخل المياه لتبريدها في ظل الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة".

بيئة
التحديثات الحية

أما الطفل محمد الموسى، فقد أوضح لـ"العربي الجديد"، أنه يذهب أيضا ليستظل تحت أشجار الزيتون لكنه يخاف من لدغات الأفاعي والعقارب التي توجد بين الأشجار، وقال: "في الليل ننام من دون ضوء لأنه لا توجد لدينا كهرباء، وفي النهار نحاول أن نضع الملابس المبللة على رؤوسنا لأنها تخفف من الحرارة، وعندما تجف نعاود تبليلها بالماء". 

بدورها، أفادت الطفلة رولا عدنان مشعان لـ"العربي الجديد"، بأنه في الخيام الجو حار جدا، مضيفة "نغسل وجوهنا كثيرا لتخفيف الحر المشتعل".

علي العزو، المقيم أيضا في المخيم، قال لـ"العربي الجديد"، إن الحر لا يطاق خاصة في ساعات الذروة، وتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع بشكل حاد من الساعة العاشرة صباحا، وتبقى كذلك حتى ما بعد الساعة السادسة مساء، مضيفا "كان الله بعوننا، في الخيمة رائحة البلاستيك تخنق، الجلوس في ظلّ أشجار الزيتون ليس أفضل، لأن لهيب الحرارة يلفح وجوهنا، ما يحدث لنا حقيقة هو تطبيق للمثل القائل كالمستجير من الرمضاء بالنار، لا الماء ولا غيره يمكن أن يخفف عنا هذا الحر الملتهب".

المساهمون