رقعة جليد القطب الجنوبي في أدنى مستوياتها

08 فبراير 2023
مدى الجليد البحري في أنتاركتيكا أقلّ من المتوسط بنسبة 31 في المائة (أندرو بيكوك/ Getty)
+ الخط -

تراجعت رقعة الجليد في المحيط المتجمد الجنوبي في يناير/كانون الثاني 2023 إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق في مثل هذا الشهر من العام، الأمر الذي يعرّض كوكب الأرض لمزيد من الاحترار، بحسب ما أفاد علماء اليوم الأربعاء.

وكان الشهر الماضي كذلك ثالث أكثر أشهر يناير دفئاً على الإطلاق في أوروبا، إذ وصلت درجات الحرارة في يوم رأس السنة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في بعض أجزاء القارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا، بحسب مرصد "كوبرنيكوس" الخاص بالمناخ التابع للاتحاد الأوروبي.

ولا يحمل ذوبان الجليد البحري أيّ تأثير واضح على مستويات سطح البحر، لأنّ الجليد موجود بالفعل في مياه المحيطات. لكنّ الأمر يطرح مشكلة لأنّه يساعد في تسريع ظاهرة الاحترار المناخي. وعندما يُستبدَل جليد بحر أبيض، الذي يردّ ما يصل إلى 90 في المائة من طاقة الشمس التي يتلقاها إلى الفضاء، ببحر مظلم غير متجمّد، فإنّ المياه في المقابل تمتصّ نسبة مماثلة من حرارة الشمس.

على الصعيد العالمي، كان عام 2022 الماضي خامس أو سادس أحرّ الأعوام على الإطلاق، على الرغم من تأثير التبريد المرتبط بظاهرة "لا نينيا" المناخية. وقد سجّلت أوروبا أشدّ صيف حرّاً لها على الإطلاق، الأمر الذي تسبّب في موجات جفاف قاتلة وحرائق غابات في القارة.

وأفاد مرصد "كوبرنيكوس"، اليوم الأربعاء، بأنّ أنحاء أوروبا بمعظمها شهدت درجات حرارة أعلى من المتوسط في الشهر الماضي، بما في ذلك البلقان وأوروبا الشرقية، حيث سجّل يوم رأس السنة "دفئاً قياسياً". وفي أماكن أخرى، سُجّلت درجات حرارة أكثر دفئاً في شرق الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، بحسب المرصد نفسه. لكنّ "كوبرنيكوس" لفت إلى أنّ سيبيريا وأفغانستان وباكستان وأستراليا شهدت درجات حرارة أقلّ من المتوسط.

وأوضحت نائبة رئيس المرصد سامانثا بورغيس أنّ "درجات الحرارة القصوى هذه تظلّ مؤشّراً ملموساً إلى تأثيرات تغيّر المناخ في مناطق كثيرة، ويمكن فهمها على أنّها تحذير إضافي من الأحداث المتطرّفة في المستقبل". وشدّدت بورغيس على أنّه "يتوجّب على المعنيين العالميين والإقليميين اتّخاذ إجراءات سريعة للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة العالمية".

وكان مدى الجليد البحري في أنتركتيكا أقلّ من المتوسط بنسبة 31 في المائة، أي أقلّ بكثير من الرقم القياسي السابق لشهر يناير. وبيّن مرصد "كوبرنيكوس" أنّ تركيزاً دون المعدّل للجليد البحري سُجّل كذلك في القطب الشمالي، إذ كان أقلّ بنسبة أربعة في المائة من المتوسط، وهو ثالث أدنى مستوى لشهر يناير.

(فرانس برس)

المساهمون