درجات حرارة مرتفعة في الهند وتقديرات باختفاء أنهر النمسا الجليدية
ما زالت تداعيات التغير المناخي تتوالى، حيث من المرجح أن تشهد الهند موجة ارتفاع لدرجات الحرارة أعلى من المعدلات السابقة، ومن جهة أخرى ترصد التقديرات إمكانية اختفاء نصف الأنهر الجليدية في العالم بحلول نهاية القرن الراهن بسبب التغير المناخي.
من جانبها، قالت إدارة الأرصاد الجوية الهندية، اليوم السبت، إن من المرجح تعرّض معظم أنحاء البلاد لدرجات حرارة أعلى من المعتاد في الفترة بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران.
حذر مسؤولو الحكومة العام الماضي من أن الهند تتعرّض لموجات حارة بوتيرة أكبر
وذكرت الإدارة أنه من المرجح أن يكون عدد أيام الموجة الحارة أكثر من المعتاد على أغلب أنحاء وسط الهند وشرقها وشمال غربها خلال الموسم.
وتعتبر درجات الحرارة فوق 40 مئوية موجة حارة في السهول، بينما تعد درجات الحرارة الأكثر من 30 مئوية في المناطق الجبلية موجة حارة.
وحذر مسؤولو الحكومة العام الماضي من أن الهند تتعرّض لموجات حارة بوتيرة أكبر، قائلين إن متوسط درجات الحرارة، بما في ذلك خلال فترة الأمطار الموسمية، تتزايد منذ عقدين.
وسجلت الهند درجات حرارة مرتفعة بلغت في المتوسط 29.54 درجة مئوية في فبراير/ شباط، وهي الأعلى منذ عام 1901 حينما بدأت إدارة الأرصاد الجوية الهندية في توثيق سجلات الطقس.
وتتوقع الإدارة هطول المطر في نطاق المعدلات المعتادة هذا الشهر.
تدهور الأنهر الجليدية في النمسا
في المقابل، دق نادي جبال الألب النمساوي، في تقريره السنوي، الجمعة، ناقوس الخطر بشأن تدهور الأنهر الجليدية، إذ رصد التقرير خلال العام الماضي أسرع تدهور منذ بدء إحصاء البيانات المرتبطة بهذه الأنهار قبل 132 عاماً.
وأشار النادي الذي تُضمَّن نتائجه في قواعد البيانات العالمية، إلى أنّ "الأنهر الجليدية النمساوية الـ89 التي جرت مراقبتها، خسرت في المتوسط 28.7 متراً" من حجمها خلال العام الفائت، في رقم "يزيد عن التراجع المُسجَّل للعام 2021 بـ2.6 مرة".
وأكّد أن "التدهور مستمر بوتيرة سريعة، في وقت يشكّل فيه ما سُجّل رقماً قياسياً"، لافتاً إلى أنّ نهر شلاتنكيس الجليدي في تيرول، وهو "في حال تفكك"، خسر 89.5 متراً من حجمه بعد تدهور بـ54.5 متراً شهده في العام الفائت.
ستختفي نصف الأنهر الجليدية في العالم بحلول نهاية القرن الراهن بسبب التغير المناخي
وقال غيرهارد ليب، أحد المسؤولين في خدمة القياس، "إنّ هذه الأرقام تكشف عن دور واضح لآثار التغيّر المناخي الذي يعززه النشاط البشري"، فيما ستؤدي هذه الآثار إلى اختفاء الأنهر الجليدية في النمسا "في عام 2075 على أبعد تقدير".
وشدّد النادي على معارضته التوسع المستمر لمناطق التزلج على ثلاثة أنهر جليدية، في المنطقة السياحية من تيرول.
ورُصد التدهور نفسه في مختلف أنحاء جبال الألب التي تضم أربعة آلاف من أصل 215 ألف نهر جليدي في العالم. وتتسبب ظاهرة تدهور الأنهر الجليدية بارتفاع مستوى البحار وعدم استقرار التضاريس الصخرية وزيادة الجفاف.
وستختفي نصف الأنهر الجليدية في العالم بحلول نهاية القرن الراهن بسبب التغير المناخي، على ما ذكرت دراسة نُشرت في مجلة "ساينس" المرموقة في يناير/ كانون الثاني.
(رويترز، فرانس برس)
