دراسة دنماركية تتوصل إلى إمكانية علاج المعتلين نفسياً

دراسة دنماركية تتوصل إلى إمكانية علاج المعتلين نفسياً

18 اغسطس 2023
من المهم للغاية الحصول على استجابة صحية لمعاناة الآخرين (أوليه جنسين/ Getty)
+ الخط -

توصّل باحثون دنماركيون إلى إمكانية علاج المعتلين نفسياً من خلال رذاذ أنف يحتوي على هرمون الأوكسيتوسين (الهرمون المسؤول عن الشعور بالحب والرضا والثقة والنشاط الجنسي). ويحفز الهرمون دماغ المريض باستشعار مشاعر الآخرين. والاعتلال النفسي هو اضطراب شخصية تقليدي يتميز بالسلوك المستمر المعادي للمجتمع، والتقمص الوجداني، والندم المتدهور، والطباع الجريئة غير المقيدة والأنانية. ويعتبر أحياناً مرادفاً للاعتلال الاجتماعي.

وتؤكد نتائج الدراسة التي نشرت في مايو/ أيار الماضي في المجلة العلمية Nature Mental Health، فعالية بخاخ الأنف المحتوي على هرمون أوكسيتوسين في تحفيز المشاعر لدى المعتلين. ويقول المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ الطب النفسي في جامعة كوبنهاغن، روبرت جيمس بلير، إن أحد أهم التحديات في التعامل مع المعتلين "هو عدم قدرتهم على الاستجابة بشكل طبيعي لآلام ومعاناة الآخرين".

وشمل البحث 19 مجرماً يعانون من الاعتلال النفسي، و15 مجرماً، بالإضافة إلى 24 شخصاً من الأصحاء وغير المجرمين. وتلقى المجرمون المعتلون نفسياً رذاذ أنف مع الأوكسيتوسين، بينما تلقى الباقون رذاذاً من دون الهرمون. بعد ذلك، عُرضت على الأشخاص صور وجوه خائفة، بينما كان الباحثون يفحصون أدمغتهم.

وكانت الدراسات السابقة قد بينت أن أدمغة المعتلين نفسياً لا تظهر تفاعلاً مع الصور التي تعكس الخوف، وكان لديهم نشاط أقل في مناطق بعينها في الدماغ، والتي ترتبط بصورة رئيسة بقراءة المشاعر لدى الآخرين، وهو ما عُد بداية علاج حقيقي لمن يعانون من هذا المرض. لكن مع الهرمون، تبين أن نشاط أدمغتهم لم يكن مختلفاً عن أولئك الذين لا يعانون من الاعتلال النفسي. أما المعتلون الذين لم يتلقوا الرذاذ، فلم يظهروا أية مشاعر أو تغيرات في الدماغ.

وعلى الرغم من أن الدراسة الجديدة تعطي أملاً لعلاج الاعتلال النفسي لتحفيز الدماغ على التعاطف واستشعار ما يعيشه المحيط والضحايا، فإن الأمر بالنسبة لبلير "خطوة أولى ومهمة للغاية، ونحتاج إلى مزيد من الدراسات". ويحتاج المريض إلى بعض الوقت مع تلقيه الهرمون كي يتعادل سلوكه تماماً مع المحيط. ومسألة الاهتمام بعلاج المعتلين نفسياً لا تتعلق فقط بمن يعانون المرض، بل يرى الباحثون أن الأمر سيعود بالفائدة على المجتمعات.

ويؤكد بلير أن الفكرة هي أنه "من المهم للغاية الحصول على استجابة صحية لمعاناة الآخرين، لتجنب فعل الأشياء التي تضر بالآخرين". وتلك المشاعر يقارنها العلماء في مجال الطب والطب النفسي بالقدرة على الشعور بالألم، فعدم تلقي الدماغ إشارة على وجود الألم والمشاعر "يجعل المعتلين نفسياً أكثر قدرة على إيذاء الآخرين".

المساهمون