دراسة حديثة تكشف مدى تأثير موسيقى موزارت على آلام الأطفال
دراسة حديثة تكشف مدى تأثير موسيقى موزارت على آلام الأطفال
العربي الجديد
كشفت دراسة جديدة أن تشغيل الموسيقى وتحديداً "الاستماع إلى موسيقى موزارت" قد يقلل من مستويات الألم لدى الأطفال حديثي الولادة الذين يخضعون لاختبارات الدم والوخز في الكعب.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة Pediatric Research، أمس الثلاثاء، أنه في حين كانت درجات الألم صفرًا لكلا المجموعتين قبل وخز الكعب، فإن متوسط درجة الألم لدى الرضع الذين استمعوا إلى الموسيقى كان أقل بشكل ملحوظ أثناء الإجراء وبعده مباشرة مقارنة بأولئك الذين لم يستمعوا للموسيقى.
ووفق الدراسة التي قادها الدكتور ساميناثان أنبالاجان، زميل طب الأطفال حديثي الولادة والفترة المحيطة بالولادة في مستشفى جامعة توماس جيفرسون في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، فإن الموسيقى أثتبت قدرتها على تخفيف الأوجاع وصراخ الأطفال.
ما هي التجربة؟
أجرى أنبالاجان تجربة سريرية عشوائية مجهولة شملت 100 رضيع لم يتجاوزوا اليومين من العمر وقد ولدوا في الأسبوع الـ39، إذ قاموا بقياس مستويات الألم لدى الأطفال باستخدام اختبار الدم ووخز الكعب، بين إبريل/نيسان 2019 وفبراير/شباط 2020.
وكجزء من الرعاية القياسية، تم إعطاء الرضع 0.5 ملليلتر من مرطبات أو كريمات على جلد الطفل قبل دقيقتين من اختبار الوخز، وبعدها تم تشغيل مقاطع موسيقية للموسيقار "موزارت" لنحو 54 طفلًا قبل 20 دقيقة من الاختبار وأثناءه ولمدة خمس دقائق بعده، فيما لم يستمع باقي الأطفال إلى الموسيقى.
ومن ثم بدأ الباحثون في تقييم مستويات الألم لدى الرضيع من خلال مراقبة تعبيرات الوجه ودرجة البكاء وأنماط التنفس وحركات الأطراف ومستويات اليقظة.
ووفق النتائج، فإن مستويات الألم لدى الرضع كانت صفراً قبل وخز الكعب، وبعد اختبار وخز الكعب، كشفت النتائج أن متوسط درجة الألم لدى الرضع الذين استمعوا إلى الموسيقى كان أقل بكثير من أولئك الذين لم يستمعوا إليها.
وأوضحت النتائج أن درجة الألم لدى الأطفال الذين استمعوا إلى الموسيقى لم تتجاوز أربعة أثناء الاختبار، وصفر بعد دقيقة واحدة من الإجراء، وصفر بعد دقيقتين من وخز الكعب.
وبالمقارنة بالمجموعة التي لم تستمع إلى الموسيقى، كانت درجات الألم لديهم سبعة و5.5 واثنتين في الوقت نفسه. وبعد ثلاث دقائق من الإجراء، لم يكن لدى كلا المجموعتين فرق ملحوظ في متوسط درجة الألم.
أظهرت دراسات عدة أن موسيقى موزارت تحديداً لها تأثير فعال على الأوجاع
ووفق الدراسة، لم يخضع أي من الرضع لأي إجراء مؤلم قبل الوخز، ولم تكن أن هناك أي تدخلات من قبل مؤسسة الرعاية الصحية أو من الأهل تجاه الأطفال قبل إجراء الاختبار.
كما وضع الخبراء أيضاً قيداً آخر في ما يتعلق بوضع تغذية الأطفال، إذ سعى الخبراء إلى عدم إرضاع أو تغذية الأطفال قبل ساعة واحدة من إجراء التجربة، لكن هذا القيد لم يتم التأكد منه بشكل دقيق لعدم القدرة على مراقبة الأطفال مع أمهاتهم في ذلك الوقت.
وخلص العلماء إلى أن الموسيقى المسجلة قد تكون فعالة لتخفيف الألم عند الرضع الذين يخضعون لعمليات جراحية بسيطة. واقترحوا أن الأبحاث المستقبلية يمكن أن تستكشف ما إذا كانت أصوات الوالدين تساعد في تخفيف الألم عند الرضع أثناء الإجراءات البسيطة.
فوائد موسيقى موزارت
تشير العديد من الأبحاث إلى أن تشغيل الموسيقى مثل موسيقى موزارت للأطفال قد يساعد في تقليل معاناتهم أثناء الإجراءات المؤلمة من جهة، كما تساعد في تنمية قدراتهم الفكرية.
ظهر تأثير موزارت لأول مرة في عام 1993 عندما وجدت دراسة نشرت في مجلة science أن الأطفال الذين استمعوا إلى موزارت لمدة عشر دقائق أظهروا تحسنا ملحوظا في اختبارات التفكير مقارنة بأولئك الذين استمعوا إلى أصوات الاسترخاء الأخرى.
ونتيجة لهذه الدراسة، بدأت الحضانات في الولايات المتحدة بعزف موزارت للأطفال، حتى أن نتائج الدراسة دفعت ولاية جورجيا الجنوبية إلى تزويد الأطفال بأقراص مدمجة مجانية لموسيقى موزارت.
وفحصت الدراسة نفسها أيضًا التأثيرات طويلة المدى لموزارت على أدمغة الأطفال. إذ تم إعطاء مجموعة من المشاركين تتألف من أطفال تراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات دروساً في لوحة المفاتيح لمدة ستة أشهر. بعد درس الموسيقى، شهد أداء المشاركين في اختبار التفكير تحسنًا بنسبة 30% مقارنة بالأطفال الذين تلقوا تدريباً على الكمبيوتر أو لم يتلقوا أي تدريب على الإطلاق للمدة نفسها.
كما أظهرت دراسات سابقة نشرت في مجلة science direct الطبية، أن موسيقى موزارت تحديداً لها تأثير فعال على الأوجاع، إذ أظهرت دراسة في العام 2018 أن الرضع الذين استمعوا إلى الموسيقى سجل لديهم انخفاض كبير في معدل ضربات القلب، بعد الوخز، وفي إدراك الألم وزيادة في تشبع الأكسجين، مقارنة بالمجموعة التي لم تستمع إلى الموسيقى.
وخلصت الدراسة حينها إلى أن التعرض للموسيقى والتسجيلات الصوتية يساعد نبضات القلب ويغير المعالم الفسيولوجية القصيرة المدى لدى الأطفال حديثي الولادة الأصحاء الذين يخضعون لإجراءات قد تكون مؤلمة.
وكانت دراسات أخرى قد وجدت أن تأثير موسيقى موزارت يحفز نمو الدماغ ويحسن معدل الذكاء ويحفز الإبداع لدى الأطفال، إذ إن تشغيل موسيقى موزارت أثناء الحمل، وبعده، يمكن أن يساعد في تحفيز نمو المسارات العصبية المعقدة التي تساعد الدماغ على معالجة المعلومات.
