خطر الإصابة بعدوى كورونا منخفض لدى المعلمين في بريطانيا

خطر الإصابة بعدوى كورونا منخفض لدى المعلمين في بريطانيا

03 مارس 2021
خطر الإصابة بالعدوى في المدارس منخفض (Getty)
+ الخط -

توصلت دراسة حديثة، إلى أنّ المعلمين ليسوا أكثر عرضة للإصابة بعدوى كورونا من غيرهم من البالغين العاملين من السكان. وتأتي هذه الدراسة، تزامناً مع استعداد الحكومة البريطانية لإعادة فتح المدارس الابتدائية والثانوية في إنكلترا، بحسب ما أوردته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

ووفق الدراسة التي أعدّتها مجموعة من الخبراء، تبين أن الجولة الثانية لمسح عدوى المدارس، الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، أظهرت أن مستويات الإصابة بفيروس كورونا بالمدارس في أواخر عام 2020 كانت مماثلة لتلك الموجودة في المجتمع. وقد ظهر أنّه بين 2 و10 ديسمبر/كانون الأول كان لدى 14.61 في المائة من موظفي المدارس الابتدائية أجسام مضادة ضد فيروس كورونا، بينما ارتفع هذا الرقم إلى 15.72 في المائة لموظفي المدارس الثانوية.

وبين 3 و19 نوفمبر/تشرين الثاني، بلغت النسبة 12.63 في المائة و12.27 في المائة على التوالي، لمعلمي المدارس الابتدائية والثانوية.

ومنذ إطلاق الدراسة، التي شاركت في قيادتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM) والصحة العامة في إنكلترا (PHE)، تبين أن 14.99 في المائة من المعلمين يتمتعون بالأجسام المضادة، وهذا أقل من المعدل الوطني لجميع البالغين العاملين، والذي كان يقدر بنحو 18.22 في المائة  في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وشارك في الدراسة، ما يقارب 121 مدرسة (41 ابتدائية و80 ثانوية) في جميع أنحاء إنكلترا، في الجولة الثانية من الاختبار، والتي شارك فيها 5114 موظفًا و7089 تلميذًا.

وأفاد حوالي 91 في المائة من المدارس الثانوية بتنفيذ ما لا يقل عن 12 تدبيراً من بين 15 تدبيراً موصى بها بشدة، وكان الإجراء الأقل شيوعًا هو الحفاظ على المسافة بين التلاميذ داخل القاعات.

وقال الدكتور شامز لاداني، استشاري طب الأطفال في كلية الصحة العامة في إنكلترا PHE وكبير الباحثين في الدراسة، "إن خطر الإصابة بالعدوى على المعلمين منخفض، ونحن في مكان أفضل بكثير مما كنا عليه من قبل لإعادة فتح المدارس". وأضاف: "إذا نظرنا إلى مؤسسات أخرى، مثل دور الرعاية أو المستشفيات أو السجون  تتوقع أن تجد معدلات أعلى بكثير".

من جهته، صرح البروفيسور جيمس هارجريفز، عالم الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وكبير الباحثين المشاركين في الدراسة، في مؤتمر صحافي، بأن النتائج تشير إلى عدم وجود خطر أعلى للإصابة بالعدوى بين المعلمين.

وقال: "نحن جميعًا حريصون جداً على طرح نقطتين إضافيتين: الأولى هي أن هذا لا يعني عدم وجود خطر، وهناك مخاطر من الإصابة في أي وقت إذا كان هناك فيروس منتشر في المجتمع، أما الأمر الثاني فهو أن المدارس تعمل جاهدة للسيطرة على انتقال العدوى".

وأضاف: "على الرغم من أننا لم نقم بإبداء أي تعليق مباشر على فعالية أي من هذه التدابير، فإن الجمع بين هذه العوامل يشير إلى أن المعلمين ليسوا في خطر أكثر من غيرهم من البالغين في سن العمل من بين السكان".

من خلال هذه الدراسة، فإن المسح  الذي من المقرر أن يستأنف بمجرد إعادة فتح المدارس الأسبوع المقبل، لا يحمل أي اختلافات مميزة بين الموظفين والسكان في سن العمل، مثل العمر والجنس، كما أن البيانات الواردة في البحث تشمل فقط الأفراد الذين كانوا حاضرين في المدرسة يوم الاختبار.

انتقاد الدراسة

من جهته، وصف كيفن ماكونواي، أستاذ فخري للإحصاءات التطبيقية لم يشارك في الدراسة، بأنها تأتي في إطار انحياز  لتقدير مستويات الإصابة في المدرسة إلى أسفل.

وقد علق بعض العلماء أيضاً على هذه النتائج، معتبرين أن البحث لم يكن قادراً على تقديم أي نظرة ثاقبة حول كيف ومتى يحدث انتقال العدوى في المدارس. وأضاف ماكونواي: "تصميم هذه الدراسة لا يسمح باستخلاص أي استنتاجات واضحة حول ذلك".

بموجب خطط الحكومة لإعادة فتح المدارس، ستكون العائلات التي لديها أطفال في المدرسة أو الكلية قادرة على اختبار نفسها بحثًا عن فيروس كورونا مرتين في الأسبوع من المنزل.

سيتم توفير اختبارات مجانية لأسر التلاميذ، وكذلك لمن هم في رعاية الأطفال أو في قاعات الدعم، بغض النظر عما إذا كان لدى أي شخص أعراض.

في غضون ذلك، أظهرت نماذج من علماء حكوميين أن إعادة فتح المدارس في إنكلترا في 8 مارس قد تدفع معدل R المعروف بـ"إعادة إنتاج الفيروس" إلى ما فوق 1.0، مما يثير مخاوف بين رؤساء التعليم بشأن سلامة المعلمين.

قال راسل فينر، أستاذ صحة المراهقين في جامعة كوليدج لندن: "تشير الدراسة في جوهرها إلى أن مستويات العدوى في المدارس في أواخر عام 2020 كانت مماثلة لمستويات المجتمع لكل من البالغين والأطفال، ويشير هذا إلى أن المدارس ليست من ضمن عوامل تضخيم للعدوى، كما كان يخشى البعض، ولكن عدوى المدارس تعكس إلى حد كبير مستويات الفيروس في المجتمع".

المساهمون