تونس تخصّص 3 مراكز للتعهد بأطفال الشوارع: رعاية صحية ونفسية واجتماعية

21 يونيو 2023
من حق الطفل أن يعيش في بيئة سليمة توفر له كل حاجياته (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

قال المدير العام للطفولة بوزارة المرأة والطفولة وكبار السّن في تونس سمير بن مريم، لـ"العربي الجديد "، إن الوزارة شرعت منذ الجمعة الماضي في تنزيل برنامج نموذجي للتدخّل والتعهّد النهاري بأطفال الشوارع، معلنة عن تخصيص ثلاثة مراكز للطفولة تتولّى التعهّد النهاري وتقديم خدمات الاستقبال والإنصات والرعاية النفسية والصحية والتربوية والإعاشة لفائدتهم.

وأوضح أن هذا البرنامج النموذجي يأتي في إطار اتفاقية شراكة مع الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل، مبيناً أن الهدف منه هو التعهد بأطفال الشوارع.

وأوضح المسؤول الحكومي أن الظاهرة موجودة رغم غياب إحصائيات دقيقة حولها، ولذلك تم التفكير في طريقة للإحاطة بالأطفال في وضعية الشوارع في مرحلة أولى نهارياً ثم سيتم التعهد بهم ليلاً، مؤكداً أنه في إطار اتفاقية شراكة بين الوزارة والجمعية المذكورة وعدة شركاء آخرين تم العمل على تجهيز وتهيئة 3 مؤسسات، وهي أساساً مركبات طفولة مخصصة لاحتضان أطفال الشوارع، تم حالياً الانتهاء من تجهيز مؤسستين بجهة الكرم في تونس العاصمة والثانية في منطقة الحفصية، ولاحقاً سيتم تجهيز مركز حي التضامن، وتقدّر الطاقة الاستيعابية لكل مركز بين 40 و50 طفلاً.

وأضاف المتحدث أنه تم تدريب الإطارات المشرفة التي ستتولى التعهد بهؤلاء الأطفال، وتخصيص الموارد البشرية اللازمة، ويتم العناية بكل طفل من حيث إمكانية إعادته إلى مقاعد الدراسة أو توجيهه نحو مراكز التكوين المهني، مبيناً أن البرنامج يهم جميع الأطفال في الشارع، سواء من تونس أو أفارقة من جنوب الصحراء، مشيراً إلى أن قبول هؤلاء الأطفال يتم عبر مندوبي حماية الطفولة وفور وصولهم يتم التعهد بهم وتشخيص وضعهم من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية.

ولفت إلى أن البرنامج يهتم بإعادة هؤلاء الأطفال للعيش ضمن أسرهم، وقد يقضون اليوم في هذه المؤسسات، حيث يتم توفير كل حاجياتهم من غذاء وأنشطة تنهض بهم وتجعلهم في مسار طبيعي، سواء من حيث الدراسة أو العيش، مؤكداً أن هناك عدة أنشطة مخصصة لفائدتهم من مسرح وفنون بالشراكة مع مؤسسات خاصة أو مجتمع مدني.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأفاد أنه يتم العمل على التعهد الليلي في مرحلة ثانية، وهناك برنامج نموذجي لإحداث مؤسسة في حمام الأنف بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة وهي مركز "أملي" الذي من المنتظر أن يجهز في مستهل السنة التربوية القادمة، مؤكداً أن التعهّد النهاري لا يعني ترك الأطفال ليلاً بل يتم وضعهم ضمن أسرهم الطبيعية أو أسر بديلة، وهناك أيضاً مؤسسات تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية وإذا اقتضى الأمر بعد التنسيق مع مندوبي حماية الطفولة يتم إيواؤهم هناك.

وبيّن بن مريم أن هناك مشاريع ستخصص لفائدة هؤلاء الأطفال لتقدير الذات ووضعهم ضمن مسار جديد يعيد إليهم الثقة بالنفس وأن الأوان لم يفت لتكون حياتهم طبيعية، مشيراً إلى أن كل وضعية تصلهم يأخذونها بعين الاعتبار وهم مستعدون للإحاطة بها وفق مسار كامل يضم الجوانب التربوية والنفسية والصحية والاجتماعية بحسب كل وضعية وملف.

المساهمون