تظاهرات من أجل المناخ تعم غلاسكو ومدناً عالمية

تظاهرات من أجل المناخ... في غلاسكو والعالم

06 نوفمبر 2021
مطالبات بالعدالة المناخية في شوارع غلاسكو (دانيال ليال أوليفاس/ فرانس برس)
+ الخط -

 

غداة الدعوة التي أطلقها آلاف الشباب للعمل في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، في مدينة غلاسكو باسكتلندا، نزل عشرات آلاف المتظاهرين، اليوم السبت، إلى شوارع المدينة التي تستضيف الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 26)، وإلى شوارع مدن أخرى حول العالم.

ومن باريس إلى سيدني مروراً بلندن ونيروبي ومكسيكو، تمّ التخطيط لأكثر من 200 تجمّع، بحسب ما أفاد تحالف المنظمات التي تقف وراء التعبئة. وتهدف التحركات إلى المطالبة بـ"العدالة المناخية" واتخاذ تدابير فورية من أجل المجتمعات المتضرّرة فعلياً من جرّاء تغيّر المناخ، لا سيّما في بلدان الجنوب الأكثر فقراً.

في سيدني وملبورن الأستراليّتَين، تنكّر متظاهرون بأزياء تشبه الفحم أو بشكل رئيس الوزراء أستراليا سكوت موريسون المدافع الأبرز عن استخدام الفحم، رافعين شعارات يصفون من خلالها مؤتمر الأطراف "كوب 26" بأنّه "كوميديا" وموريسون بأنّه "عارٌ مطلق". ويدعو هؤلاء في إحدى اللافتات إلى "الكفّ عن الكلام الفارغ والعمل الحقيقي من أجل المناخ". وفي سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، تظاهر نحو 500 شخص مطالبين بمساعدة فورية للمجتمعات الأكثر تضرّراً من تبعات الاحتباس الحراري.

الصورة
تظاهرة من أجل المناخ في سيدني في أستراليا (دون أرنولد/ Getty)
تحرّك "من أجل المستقبل" في سيدني (دون أرنولد/ Getty)

أمّا في غلاسكو باسكتلندا، فقد تجمّع آلاف من الطلاب والناشطين والمواطنين المهتمّين بالمناخ على الرغم من الطقس البارد، وتحرّكوا غرباً من حديقة كيلفينغروف صوب ساحة "جورج سكوير" بوسط المدينة. ورفع هؤلاء رايات حمراً ولافتات كُتب عليها "الرأسمالية تقتل الكوكب"، ملقين اللوم على الشركات في أزمة المناخ، وردّدوا دعوات لمصلحة الاشتراكية فيما كانوا يلوّحون بقبضاتهم في الهواء. وردّد المتظاهرون الذين تجمّعوا بالقرب من مركز المؤتمرات حيث يُعقَد "كوب 26" والذي يخضع إلى إجراءات أمنية، هتاف "عالمنا يتعرّض إلى الهجوم... قوموا وقاتلوا". وعبّرت متظاهرة نرويجية تُدعى جيني (22 عاماً) عن اعتقادها بأنّ "سياسيين كثراً خائفون من قوّة هذه الحركة". 

يُذكر أنّه، على بُعد بضع مبانٍ، كان المتحدّثون في مؤتمر الأطراف "كوب 26" يدقّون ناقوس الخطر في ما يتعلّق بكيفية تدمير الاحتباس الحراري الأراضي الزراعية وتهديده الأمن الغذائي. وقد أُطلقت في الأسبوع الأوّل من "كوب 26" وعود بالتخلّص التدريجي من الفحم وخفض الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري وتقليل إزالة الغابات. لكنّ ناشطين قالوا إنّ الاجتماع لا يُظهر حتى الآن أدلّة تذكر على إحراز تقدّم.

وفي بيان نشره المنظّمون، قالت إيونا (23 عاماً) التي تدرس الفنون وتشارك للمرّة الأولى في تظاهرة: "أظنّ أنّه من المهم جداً ممارسة الضغط على قادة العالم المجتمعين في كوب 26 والتوجّه إليهم وإعلامهم بأنّنا نحاسبهم". أضافت أنّ هذا اليوم العالمي للتحرّك يشكّل "فرصة مثالية لتوحيد الناس في كلّ أنحاء العالم والمطالبة بالعدالة لكوكبنا وللذين هم في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ".

وكان آلاف الشباب قد تظاهروا في غلاسكو، أمس الجمعة، في نهاية الأسبوع الأوّل من مؤتمر الأطراف "كوب 26" الذي يستمرّ أسبوعَين (31 أكتوبر/ تشرين الأول - 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021). ويطالب المحتجّون القادة ببذل مزيد من الجهود والعمل بشكل أسرع لمواجهة الآثار المدمّرة لارتفاع درجات الحرارة بسبب انبعاثات الغازات المسبّبة لمفعول الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية.

وبالمناسبة، قالت الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ: "ليس سراً أنّ مؤتمر كوب 26 يشكّل فشلاً"، واصفة إيّاه بأنّه "احتفال (...) للثرثرة"، وذلك بعد الالتزام بخطوط بعضها غير واضح أحياناً، من قبل مجموعات من البلدان لمكافحة إزالة الغابات أو تقليل انبعاثات الميثان في الغلاف الجوي أو وضع حدّ للوقود الأحفوري.

من جهته، دعا الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا مايكل مان إلى مزيد من الحذر بشأن محادثات المناخ التي تقودها الأمم المتحدة. وغرّد على موقع "تويتر" أنّه "بالكاد بدأ مؤتمر كوب 26. والناشطون الذين أعلنوا موته يجعلون مديري شركات الوقود الأحفوري يقفزون من الفرح".

ومرّة أخرى، طالب المتظاهرون اليوم السبت بأفعال وليس بأقوال. وقالت ميكايلا لوتش الناشطة البريطانية التي تعترض على مشاريع التنقيب عن النفط في بريطانيا إنّ "الكلام الجميل لا يكفي بالتأكيد، وأسبوع المناقشات المقبل يجب أن يتّسم بتقدّم كبير في المشاريع العملية".

في الإطار نفسه، كانت بريانا فروان التي تتحدّر من جزيرة ساموا قد توجّهت في وقت سابق إلى المسؤولين المجتمعين في مؤتمر الأطراف "كوب 26"، قائلة إنّ الوقت قد حان للاستماع إلى مطالب المحتجين، ومشدّدة على أنّه "لا يمكن للأمر أن يستمرّ على هذا النحو". أضافت فروان: "نرفض أن نكون ضحايا هذه الأزمة. لن نغرق وسوف نحارب والعالم سوف يستمع إلينا السبت". يُذكر أنّ رهانات المؤتمر تأتي كبيرة في أجواء جائحة أضعفت البلدان الفقيرة المعرّضة فعلياً إلى تأثير التغيّر المناخي.

 

المساهمون