تجاهل رسمي مصري لاحتفال الأزهر الشريف بمرور 1082 سنة على تأسيسه

12 ابريل 2022
تجاهل رسمي مصري لاحتفالية تأسيس الجامع الأزهر (العربي الجديد)
+ الخط -

احتفلت مؤسسة الأزهر الشريف بذكرى مرور 1082 سنة هجرية على تأسيس الجامع الأزهر، في حين لم تحظ الاحتفالية بأي اهتمام إعلامي في مصر، رغم أن الاحتفالية شهدت عدداً من الفعاليات، وإطلاق موقع إلكتروني لشيخ الأزهر أحمد الطيب.
وأرجع متابعون غياب المتابعة الإعلامية للحدث إلى عدم الرضا الرسمي عن الأزهر، والذي لا يستجيب بالقدر الكافي لطلبات مؤسسة الرئاسة، ويتضح العداء الصامت بين مؤسستي الأزهر والرئاسة في وقائع عدة، أبرزها ندرة ظهور شيخ الأزهر في وسائل الإعلام المحلية.

وعلى هامش الاحتفالية، عبّر الطالب الأزهري عبد الله حافظ، لـ"العربي الجديد"، عن دهشته لكون غالبية الحاضرين من غير المصريين، وخاصة من طلاب شرق آسيا، موضحاً أنه "لولا بعض الطلاب الحاضرين الذين قاموا ببث الفعاليات بالفيديو على مواقع التواصل لما سمع بها أحد".

وتضمنت الاحتفالية أنشطة وفعاليات جرت على مدار يوم السابع من رمضان، وهو اليوم الذي قررت المؤسسة في عام 2018 تخصيصه سنوياً للاحتفال بذكرى تأسيس الأزهر، واستهدفت الفعاليات التعريف بتاريخ الجامع الأزهر، وهيئاته العلمية والتعليمية، وأبرز شيوخه وعلمائه، ومواقفه من قضايا الأمة قديماً وحديثاً.

كما شملت تقديم فقرات إنشاد، وابتهالات دينية، وأفلام وثائقية، من بينها "الأزهر والتجديد... قصة أكثر من ألف عام"، وفي ختام اليوم شهد صحن الجامع إفطاراً جماعياً للمصلين.

تجاهل رسمي مصري لاحتفالية تأسيس الجامع الأزهر (العربي الجديد)
إفطار جماعي ضمن فعاليات الاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر (العربي الجديد)

وباتت معظم وسائل الإعلام المصرية مملوكة للشركة المتحدة التابعة لجهاز المخابرات العامة، أو تعمل تحت سيطرة الأجهزة الأمنية، ولا يظهر شيخ الأزهر خلال شهر رمضان غير في برنامج وحيد اسمه "الإمام الطيب"، يعرض على القناة الأولى الرسمية، ويعاد على قناة "الحياة" التابعة للشركة المتحدة، فيما يظهر عدد من الشيوخ المقربين من السلطة والمؤيدين لها على الفضائيات المختلفة.


وفي صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أعرب الإمام أحمد الطيب عن سعادته بالاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر، مؤكداً أن "يوم السابع من رمضان 361 هجرية سيظل ذكرى عطرة ليوم تاريخي محفور في عقول وأذهان المسلمين، وأهل العلم في كل زمان ومكان. ذلك أنه شَهِدَ ميلاد مؤسسة من أعظم المؤسسات الدينية والتعليمية، وهي الأزهر الشريف، وستظل بإذن الله إلى يوم الدين منارةً سامقةً لنشر الوسطية والاعتدال وعلوم الإسلام".
وقال وكيل وزارة الأوقاف سابقاً الشيخ سلامة عبد القوي إن الذكرى عظيمة، وتؤكد أهمية مؤسسة الأزهر باعتبارها الحصن الحصين للدفاع عن الإسلام والمسلمين، ونشر القرآن والسنة في ربوع الدنيا، مضيفاً أن الأزهر سيظل قبلة لكل العلماء والباحثين والدارسين من جميع أنحاء الدنيا، وهو يحظى بمكانة عالية، وحب كبير بين أبناء العالم الإسلامي، وللأسف يتجلى هذا الحب بشكل أكبر في خارج مصر، إذ يقدرون صاحب الزي الأزهري من جنوب ووسط آسيا، مروراً بتركيا، وانتهاء بأفريقيا، نظراً لتأثير الأزهر باعتباره قوة ناعمة.


وأكد عبد القوي لـ"العربي الجديد" أن "تجاهل هذه الاحتفالية إعلامياً يأتي في سياق إضعاف القوة الناعمة للأزهر داخل مصر، وهو هدف قديم للسلطة الساعية دوماً لتهميشه، وإفقاده استقلاليته، حتى لا ينافسها في المكانة، أو السيطرة على المواطنين، حتى لو كانت سيطرة معنوية".

ولفت إلى أنه "جرى تحويل الأزهر من مؤسسة مستقلة لها نفقاتها الخاصة من أوقاف الأزهر إلى مؤسسة تابعة للسلطة، وتحويل شيخها إلى موظف لدى السلطة، مع خداعه بأنه على درجة رئيس وزراء. منذ هذا الوقت، صار الأزهر يأتمر بأمر السلطة، وكان من تبعات ذلك الاستهانة به، لكن ما كان لأحد أن يتوقع وصول الأمر إلى تعرض الأزهر وشيخه للهجوم عبر وسائل الإعلام، وهو هجوم ممنهج متعمد لتحجيم دور المؤسسة".

وأوضح أنه "كان يأمل في احتفال يليق بالأزهر، واستعراض تاريخه المشرف في مواجهة الاحتلال، مع سرد الثورات المتعاقبة التي كان شيوخ الأزهر في مقدمتها، وأن يتم تكريم كبار علماء الأزهر، الأموات والأحياء، فهم ليسوا أقل من المومياوات التي جرى تكريمها في احتفالية عالمية، كما كان يمكن تخصيص موسوعة أزهرية تؤرخ لتاريخ الجامع، وأن يتم عرض ذلك كله في وسائل الإعلام، خاصة في شهر رمضان".

المساهمون