بحار تونسي ينقذ 23 مهاجراً سرياً من الغرق... هذا ما قاله له أحدهم

بحار تونسي ينقذ 23 مهاجراً سرياً من الغرق... هذا ما قاله له مهاجر مصري

13 أكتوبر 2021
جرى إنقاذ المهاجرين قبالة سواحل جرجيس التونسية (فيسبوك)
+ الخط -

أنقذ البحار التونسي الخمسيني شمس الدين بوراسين، من مدينة جرجيس (جنوب)، مساء أمس الثلاثاء، 23 مهاجراً سرياً من الموت، بعد أن غرق مركبهم في عرض البحر.

وقال بوراسين، لـ"العربي الجديد"، إنه كان في مركبه الذي يضم ستة بحارة، على بعد 50 ميلاً من ميناء جرجيس، ولاحظ عدداً من المهاجرين في وسط المياه بعد أن غرق مركبهم، وكانوا بصدد طلب النجدة، مؤكداً أنّ المهاجرين كانوا منهكين، وشبه يائسين.

وأوضح "قمنا بالاتصال بالسلطات، وبحكم بعد المسافة كنا ندرك تأخر وصول فرق الإنقاذ، فسارعنا لنجدتهم من موت شبه محقق".

وأضاف أنّ طاقمه تمكّن من إنقاذ 23 مهاجراً، وهم من باكستان ومصر والسودان، وقد غادروا من السواحل الليبية، وتحديداً من مدينة زوارة على البحر المتوسط، في مركب ضم 25 شخصاً، وفقد اثنان منهم، مشيراً إلى أنّ مراكب الصيد في جرجيس أنقذت مؤخراً 120 مهاجراً سرياً كانوا على متن ثلاثة مراكب، وقاموا بإنقاذ العشرات سابقاً، ولا سيما في عامي 2016 و2017.

وكشف بوراسين أنّ "هناك الكثير من المضايقات التي نتعرض لها في حال قررنا إنقاذ المهاجرين، إذ يتم استهداف مراكب الإنقاذ من قبل شبكات الهجرة التي لا ترغب في عودة المهاجرين، فإما الوصول، أو الغرق كي لا يتم كشف شبكات التهريب"، موضحاً أنّ المراكب التي تتدخل للإنقاذ تتعرض أحياناً لمضايقات في عرض البحر، تصل إلى حد إجبارها على عدم الصيد، "لكن هذا لا يهمني كثيراً إذا تعلق الأمر بإنقاذ الأرواح"، كما يقول.

يؤكد البحار التونسي أنه لن ينسى نظرات مهاجر مصري عندما أنقذه أمس الثلاثاء، موضحاً "قال لي إنه أب لستة أطفال، وأنه عندما كان يصارع الأمواج محاولاً النجاة، ظلّت صورة زوجته وأطفاله في ذهنه، إذ لم يكن يدري من سيعيلهم... وما مصيرهم.. هذا الشخص حاول الهجرة لتحسين وضعه الاجتماعي، ولكنه عاش لحظات عصيبة، وكان على وشك الموت، ولهذا ندعو الشاب الذي يفكر في الهجرة إلى عدم المجازفة".

ويشير بوراسين إلى أنه بحكم عمله رئيساً للشبكة التونسية للصيد البحري التقليدي، فقد شارك في دورات تدريبية متخصصة في الإنقاذ، وأنها ساعدته في مواجهة مثل هذه المواقف، مضيفاً أنه لا ينتظر شكراً من أحد، ولا يعتبر عمله بطولياً "لأنني أقوم بواجبي".

المساهمون