العملية العسكرية في دير الزور تعطّل التعليم في الأرياف

العملية العسكرية في دير الزور تعطّل التعليم في الأرياف

29 سبتمبر 2023
ما زالت العملية العسكرية في دير الزور تعرقل مختلف مناحي الحياة فيها (بكر القاسم/ الأناضول)
+ الخط -

فرضت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حظر تجوّل في القرى والبلدات الواقعة على نهر الفرات والمتاخمة لخطوط التماس مع قوات النظام السوري في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، ويتزامن ذلك مع توقف شبه كامل للعملية التعليمية في كامل أرياف محافظة دير الزور التي تُسيطر عليها قوات "قسد" بسبب الاشتباكات التي ما زالت مستمرة، بالإضافة إلى استيلائها على مدارس عدّة وتحويلها إلى نقاط وثكنات عسكرية.

يرجّح الناشط وسام العكيدي من ريف دير الزور، لـ"العربي الجديد"، أن يكون هدف حظر التجوّل، الذي فرضته "قسد" من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة السادسة صباحاً، نشر قوات جديدة في المنطقة وتثبيت نقاط عسكرية، بالإضافة إلى منع عودة الأهالي إلى مناطقهم التي نزحوا منها أخيراً بسبب الاشتباكات بين قوات العشائر وقوات "قسد" في المنطقة.

من جهته، يبيّن الناشط أمجد الساري، من أبناء ريف دير الزور كذلك، لـ"العربي الجديد"، أنّ "العملية التعليمة في أرياف المحافظة متوقّفة بصورة كبيرة في مناطق سيطرة "قسد"، وذلك بسبب استمرار الاشتباكات واستيلائها على عدد كبير من المدارس التي كان من المفترض أن يبدأ العام الدراسي فيها مع بداية سبتمبر/ أيلول الجاري". ويشرح أنّ "(قسد) استولت على 21 مدرسة في ريف دير الزور الشمالي، بالإضافة إلى عدد مدارس أكبر في الريف الشرقي، خصوصاً في بلدات ذيبان والطيانة والحوايج والشحيل ودرنج والصبحة وغيرها، بالإضافة إلى تعرّض مدارس لعمليات تخريب وسرقة".

ويقول الساري إنّ "آلاف التلاميذ محرومون اليوم من التعليم بسبب العملية العسكرية لقوات (قسد) في المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "العملية التعليمية في محافظة دير الزور مهملة منذ ما قبل العملية العسكرية". ويشرح أنّ "المدارس كانت تفتقر إلى مقوّمات ومستلزمات التعليم عموماً، في حين كانت تُبذَل جهود محدّدة من قبل منظمات تشغّل بعض المدارس في تلك الأرياف، إلى جانب اعتقال مدرّسين واقتيادهم إلى التجنيد الإجباري، وعدم تحسين رواتب الآخرين".

ويؤكد الساري أنّ "عمليات "قسد" العسكرية مستمرّة حتى اللحظة في أرياف دير الزور من خلال عمليات التمشيط والاعتقال وغيرها، وقسم كبير من قواتها ما زال في مدارس تُعَدّ نقاط انطلاق للعمليات العسكرية".

ويوضح الساري أنّه "منذ بداية المعارك بين أبناء العشائر العربية من جهة وقوات (قسد) من جهة أخرى في 28 أغسطس/ آب الماضي، تستمرّ عمليات النزوح حتى يومنا هذا. وقد تركّزت حركة النزوح الكبرى من بلدات ذيبان والطيانة والشحيل والحوايج الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات (الجزيرة) في ريف دير الزور الشرقي، إلى بلدة محكان ومدينة الميادين الواقعتَين في مناطق سيطرة النظام السوري (الشامية) على الجهة المقابلة من نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي. كذلك، سُجّلت نسبة نزوح إلى المناطق الآمنة نسبياً، لا سيّما أنّ العائلات كلها نزحت إلى أقارب لها، سواء في مناطق سيطرة النظام أو مناطق سيطرة (قسد) بحكم القرابة العشائرية".

ويتابع الساري أنّ "السبب الرئيسي لنزوح الأهالي هو عمليات القصف العشوائي لقوات (قسد) على تلك المناطق بواسطة القنابل التي تلقيها الطائرات المسيّرة وقذائف الهاون والصاروخية"، مشيراً إلى أنّ "أوضاع النازحين سيئة جداً، لا سيّما أنّ الأوضاع المعيشية لمعظم الأهالي الذين نزحوا لم تكن جيدة قبل العملية العسكرية".

المساهمون