"الصحة المدرسية".. مشروع للحد من انتشار الأمراض بين طلاب إدلب

"الصحة المدرسية".. مشروع للحد من انتشار الأمراض بين طلاب إدلب

27 فبراير 2024
مشروع الصحة المدرسية يكافح انتشار العدوى في المدارس (فيسبوك/الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

يعاني طلاب المدارس في مناطق الشمال السوري من نقص الدعم الكافي للوقاية من الأمراض، وهو ما يساعد على انتشار العدوى بين الطلاب، الأمر الذي دفع الدفاع المدني السوري منذ 3 أشهر إلى إطلاق مشروع الصحة المدرسية لحماية هؤلاء الطلاب.

 تقول لما العثمان (41 عاماً)، وهي نازحة مقيمة في مخيمات قاح، إن أطفالها الأربعة يتعرضون للأمراض المستمرة جراء عدوى الأمراض في المدارس، ومنها التهاب الكبد والأمراض التنفسية الصدرية.

وتشتكي من قلة العناية الطبية في المخيمات وعدم وجود آلية طبية تمنع العدوى في المدارس وتسيطر على الأمراض المنتشرة بكثافة بين الطلاب، وخاصة أن الأمر يتكرر ولا تستطيع منعه حتى بعد العلاج نظراً لاستمرار المسببات للمرض وهي العدوى المستمرة.

الصحة المدرسية تهدف لتوفير رعاية صحية شاملة للطلاب

وتنتشر الأمراض التنفسية والجلدية في مدارس إدلب، شمال غرب سورية، وتتركز الأضرار على وجه الخصوص بين فئة الأطفال الذين ينقلون العدوى بعضهم لبعض بشكل مستمر بالتزامن مع البرد وقلة وسائل الوقاية وضعف العناية الطبية، كما تزيد تغيرات الطقس، ومواد التدفئة وانبعاثاتها، ونقص المياه وتردي مستوى الإصحاح، من انتشار الأمراض بين الطلاب والأطفال بشكل كبير.

وتقول نجلاء الشعيب (38 عاماً)، وهي نازحة أيضاً مقيمة في مخيمات دير حسان، إن اثنين من أبنائها يرتادان المدارس أصيبا بالجرب الجلدي، وما أن تعالجهما منه حتى يعود مجدداً جراء العدوى، موضحة أنها تلجأ للأدوية وتكرار مرات الاستحمام في الأسبوع الواحد، غير أن ولديها لم يشفيا من المرض بشكل تام وإنما يعود باستمرار وبشكل متكرر، مبدية خوفها من انتقال العدوى لبقية أفراد الأسرة وخاصة أنهم يقيمون جميعا في خيمة واحدة.

أطلقت مؤسسة الدفاع المدني السوري مشروع الصحة المدرسية لمدة 16 شهراً

ونظراً لاستمرار المشكلة على مدى أعوام، أطلقت مؤسسة الدفاع المدني السوري مشروع الصحة المدرسية لمدة 16 شهرا، يغطي خلال مرحلته الحالية 33 مدرسة في منطقتي عزمارين ودركوش بريف إدلب بواقع 17 مدرسة، وفي منطقتي ترحين والشويحة في ريف حلب الشرقي بواقع 16 مدرسة، بحسب مسؤولة مراكز صحة النساء والأسرة في الدفاع المدني زهرة دياب.

وتوضح دياب لـ"العربي الجديد"، أن الهدف من هذا المشروع هو تأمين رعاية صحية شاملة للطلاب في المدارس، من خلال توفير فرق تابعة للدفاع المدني السوري مكونة من أطباء وممرضين وكوادر إسعاف وتوعية صحية، ومن المخطط زيادة نقاط تغطية المشروع لتشمل مناطق جديدة في شمال غربي سورية.

وتضيف أن المشروع انطلق لدعم القطاع الصحي والتعليم في مناطق شمال غربي سورية وله أهمية خاصة وحاسمة نظراً للظروف الصعبة والتحديات التي تواجه الأفراد والمجتمعات في هذه المناطق مع استمرار حرب النظام وروسيا، وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة خلال العام الماضي.

وتبين دياب أن هذه المشاريع تساعد بشكل كبير في الحفاظ على الأرواح، وتوفير الرعاية الطبية الطارئة، والوقاية من الأمراض، وتعزز استقرار المجتمعات، وتقدّم التعليم والتوجيه للكوادر التعليمية والطلاب لتجنب المخاطر المحتملة خلال الفترة التعليمية، ونقل الثقافة الصحية للمجتمع المحيط بهم.

وتؤكد أن أهمية المشروع تكمن في توفير العديد من الخدمات الصحية، ومن أهمها الكشف المبكر عن المشكلات الصحية من خلال تقديم الفحوصات الطبية المبكرة، وهو ما يساعد في تحديد أي مشكلات صحية قبل أن تتفاقم، بالإضافة لتعزيز الوعي الصحي من خلال برامج الصحة المدرسية، حيث تتم توعية الطلاب بأهمية النظافة الشخصية، والتغذية المتوازنة، والنشاط البدني، وغيرها من الممارسات الصحية الوقائية، وأيضاً الوقاية من الأمراض من خلال توفير الرعاية الصحية الجيدة والتوجيهات الصحية المناسبة، التي من شأنها تقليل انتشار الأمراض بين الطلاب والمعلمين وتحسين الأداء الأكاديمي للطلاب.

وتقول دياب إن "الطلاب الأكثر صحة عادةً ما يكونون أكثر تركيزاً واستعداداً للتعلم إذا كان لديهم وعي صحي جيد وتتوفر لديهم الرعاية الصحية اللازمة، فسوف يكونون أكثر فعالية في الفصول الدراسية من خلال تعزيز السلوك الإيجابي بتشجيع برامج الصحة المدرسية على تبني نمط حياة صحي، مثل التغذية الصحية والنشاط البدني، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تعزيز السلوك الإيجابي بين الطلاب".

وتشير دياب إلى أنه منذ بداية إطلاق المشروع المستمر منذ ثلاثة أشهر تم تقديم الاستشارات الطبية لـ3153 طالبا إضافة إلى 176 معلما، وشكلت الأمراض التنفسية 51% من الحالات التي تمت متابعتها من الأطباء، فيما مثلت الأمراض والآفات الجلدية 17% من الحالات، ومثلت الأمراض الهضمية 11% والباقي من مختلف الأمراض، إضافة إلى آفات القمل والجرب والليشمانيا والتي تنتشر بشكل واضح في المدارس.

وتضيف أن الخدمة المقدمة تشمل الاستشارات الطبية للأطفال والفحوصات الطبية اللازمة، وتقديم الإسعافات الأولية لأي حالات طارئة والتحويل للمراكز الصحية بغرض متابعة العلاج.

المساهمون