الخلايا الجذعية: مستقبل واعد لعلاج السرطان والأمراض المزمنة

25 مايو 2024
باحثان يفحصان عينة جينومية داخل مختبر / 17 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الخلايا الجذعية تمثل نظام إصلاح داخلي يعالج أمراضاً متعددة مثل السرطان والأمراض العصبية، وتوفر أملاً للمصابين بأمراض مزمنة.
- تنقسم إلى نوعين: الخلايا المكونة للدم لعلاج اضطرابات الدم، والخلايا الوسيطة بقدرتها على التمايز إلى أنواع متعددة، مما يعزز الطب التجديدي.
- تحمل إمكانات علاجية هائلة لأمراض متنوعة وتقدم فوائد لصحة الجلد ونمو الشعر، مع تقليل مخاطر الرفض، مما يزيد الأمل في أن تصبح علاج القرن.

تُمثّل الخلايا الجذعية نوعاً من نظام الإصلاح الداخلي الذي يتم داخل الأنسجة، ويصفها كثيرون بأنها فريق إصلاح وترميم لخلايا الجسم، لقدراتها على علاج بعض أنواع السرطانات والأمراض العصبية. بل إنها تحمل أملاً عظيماً للمصابين بالأمراض المزمنة، كالسكري والقلب وألزهايمر والشلل الرعاش والتهابات المفاصل المزمنة والمناعية وأمراض العيون وغيرها. والأبحاث العلمية في هذا المجال تجري على قدم وساق منذ نحو عقدين من الزمن مع إمكانية أن تصبح الخلايا الجذعية علاج القرن. 

تشرح عالية عبد الرازق، مديرة العمليات في "سيل سيف أرابيا" الشركة المتخصصة في تخزين الخلايا الجذعية، في مقابلة على موقع "صحتك" أهمية الخلايا الجذعية وأنواعها ودورها في علاج الأمراض السرطانية والمستعصية، وبنك تخزينها والهدف والفائدة من ورائه، مستعينة في ذلك بخلفيتها العلمية في دراسة الهندسة الكيميائية والصيدلة وأبحاث السرطان، إلى جانب خبرتها الواسعة في إدارة الرعاية الصحية والأبحاث.

ما هي الخلايا الجذعية؟

إن الخلايا الجذعية هي عبارة عن خلايا غير متمايزة موجودة في نخاع العظم يمكنها النضوج والتحول إلى أنواع أخرى من الخلايا. ونخاع العظام هو النسيج الدهني الإسفنجي الموجود داخل العظام. وتقول عالية عبد الرزاق، لموقع "صحتك": إن للخلايا الجَذعية قدرات شفاء مذهلة، ويمكن أن تتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا، مما يجعلها لا تقدر بثمن لعلاج العديد من الحالات. وتوضح أن هذه الخلايا ضرورية لإصلاح الأنسجة والحفاظ على صحة الجسم ولعلاج اضطرابات الدم والسرطانات في إجراء عمليات زرع الخلايا الجذعية.

أنواع الخلايا الجذعية

توضح عالية أن هناك نوعين رئيسيين من الخلايا الجذعية، النوع الأول هو الخلايا الجَذعية المكوِّنة للدم، والتي تُستخدم غالبًا في علاج اضطرابات الدم المختلفة، ويمكن أن يستخدمها الطفل نفسه أو إخوته. النوع الثاني هو الخلايا الجَذعية الوسيطة (MSCs)، التي لديها القدرة على التمايز إلى أنواع خلايا متعددة. وتشير إلى أن من المزايا الملحوظة للخلايا الجذعية الوسيطة أنها لا تتطلب بالضرورة تطابقًا نسيجيًّا مع جسم المستلم، وهذا يعني أنه يمكن لأي شخص الاستفادة من العلاج بالخلايا الجذعية الوسيطة، مما يجعله موردًا قيمًا لعلاج تجديد الخلايا والتطبيقات العلاجية المتنوعة.

وتشرح المتحدثة كيف تمثّل الخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري، وأنسجة الحبل السري، والمشيمة، موردًا رائعًا في الطب التجديدي، ولهذه الخلايا قدرات متعددة تستطيع التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، مما يبشر بعلاج عدد لا يحصى من الأمراض والإصابات. علاوة على ذلك، فإن جمعها هو عملية غير جراحية، ولا تشكل أي خطر على الأم أو الطفل. وتعتبر أن أهميتها تكمن في قدرتها على إحداث تحول في العلاج الطبي، مما يوفر الأمل لحالات مثل سرطان الدم، وأمراض المناعة الذاتية، وإصابات النخاع الشوكي.

وتعتبر أنه من خلال تخزين هذه الخلايا، تؤمن العائلات إمكانية الوصول إلى العلاجات المحتملة المنقِذة للحياة، مما يؤكد التأثير العميق للخلايا الجذعية في تحسين نتائج الرعاية الصحية. ويتم الحصول على الخلايا الجذعية الجنينية من الأجنة في المراحل الأولى من تطورها، عادةً خلال أيام قليلة من الإخصاب. ومع ذلك، فإن استخدامها مثير للجدل إلى حد كبير، لأنه ينطوي على تدمير هذه الأجنة، الأمر الذي يثير مخاوف أخلاقية كبيرة بشأن قيمة الحياة البشرية، بحسب عالية عبد الرازق.

خصائص الخلايا الجذعية

تمتلك هذه الخلايا قدرة على التمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم، مما يجعلها متعددة القدرات وفقاً للمتحدثة، وتمكنها هذه الخاصية نظريًّا من علاج مجموعة واسعة من الأمراض والحالات، بما في ذلك اضطرابات الدم مثل سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية، وأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات العصبية، والمزيد. وتتابع "تحمل هذه الخلايا المتعددة الاستخدامات وعدًا هائلاً في الطب التجديدي، مما يوفر الأمل في علاج كثير من الحالات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، يضمن تخزين الخلايا الجذعية إمدادًا لا نهائيًا من هذه الخلايا القيمة، مما يعزز إمكاناتها في العلاجات الطبية والأبحاث والتطبيقات في مجال التجميل والطب التجديدي".

وظيفة الخلايا الجذعية

تلعب الخلايا الجذعية دورًا حيويًا في الطب والأبحاث ومن المحتمل أن تعالج أمراضًا تتراوح من اضطرابات الدم مثل سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية إلى أمراض المناعة الذاتية والاضطرابات العصبية. بالإضافة إلى ذلك، تشير المتحدثة إلى دورها الحاسم في البحث العلمي، إذ إنها توفر نظرة ثاقبة حول تطور الخلايا وآليات المرض. إن ممارسة تخزينها تزيد من أهميتها، مما يضمن توفرها للعلاجات الطبية المستقبلية أو الأبحاث. إلى جانب التطبيقات الطبية، تُستخدم أيضًا في التجميل والطب التجديدي، مما يوفر فوائد محتملة لتجديد شباب الجلد وتحسين الوجه وعلاج تساقط الشعر، وهي تمثل موردًا قيمًا مع إمكانية إحداث ثورة في الرعاية الصحية وتحسين نتائج المرضى عبر مجموعة واسعة من الحالات.

 أمراض تعالَج بالخلايا الجذعية

تؤكد عالية عبد الرزاق أن للخلايا الجذعية إمكانات علاجية هائلة لمجموعة متنوعة من الحالات الطبية. إذ يمكن لعمليات زرع الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم تجديد خلايا الدم السليمة. في مجال علاج السرطان، تُظهر الخلايا الجذعية نتائج واعدة في أشكال مختلفة، بدءًا من استهداف الخلايا السرطانية مباشرة، إلى تجديد الأنسجة السليمة التي تضررت بسبب العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك علاجات الخلايا الجذعية إمكانات في علاج الاضطرابات المناعية، واضطرابات التمثيل الغذائي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يمكنها المساعدة في إصلاح الأنسجة، وتنظيم الاستجابات المناعية، وتعزيز وظائف الأعضاء الصحية. علاوة على ذلك، توفر الأمل في الأمراض العصبية، وأمراض العظام والروماتيزم، وتلف الأنسجة والأعضاء، ويمكن لخصائصها المميزة استعادة الوظيفة وتحسين نوعية الحياة للمرضى عبر مجموعة واسعة من الحالات الطبية.

كما تقدم الخلايا الجذعية العديد من الفوائد لصحة الجلد، بما في ذلك قدرتها على تحفيز تجديد الأنسجة، وتقليل الالتهاب، وتحسين نسيج الجلد ولونه. علاوة على ذلك، فقد ثبت أنها تعزز نمو الشعر، مما يساهم في الحصول على مظهر متجدد. وهي تلعب أيضًا دورًا محوريًا في إصلاح الأضرار الناجمة عن التلوث البيئي والشيخوخة، مما يؤدي إلى بشرة أكثر شبابًا وإشراقًا.

مخاطر الخلايا الجذعية

توفر الخلايا الجذعية وسيلة واعدة للزراعة بسبب انخفاض معدل الرفض والحد الأدنى من الخطر المباشر على المتلقين، وفقا لعالية عبد الرزاق التي تشير إلى أن قدرتها الفريدة على التجديد الذاتي والتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا تمكّنها من الاندماج بشكل أكثر فعالية في أنسجة المتلقي، مما يقلل من احتمالية الرفض من قبل الجهاز المناعي. وهذا يجعل إجراءات الخلايا الجذعية أكثر أمانًا بشكل عام، مما يوفر التفاؤل لعلاج مجموعة من المشكلات الطبية مع تقليل خطر الرفض والضرر الفوري لأولئك الذين يتلقون العلاج.

أما بالنسبة للمخاطر المحتملة للبشرة، فتوضح "الخلايا الجذعية المخزنة لدينا تخضع لإجراءات مراقبة الجودة العالية لضمان نقائها وفعاليتها. مع تطبيق هذه البروتوكولات، تعتبر آمنة ويمكن تحملها جيدًا، مما يجعلها خيارًا موثوقًا لتعزيز الجمال وتنشيط البشرة".

الخلايا الجذعية..هل تصبح علاج القرن؟

لا تنكر عالية عبد الرازق في مقابلتها مع موقع "صحتك" إمكانية أن تصبح الخلايا الجذعية علاج القرن. لقد أظهرت أبحاث الخلايا الجذعية بالفعل تقدماً ملحوظاً في مختلف المجالات، مما يوفر الأمل لتحقيق اختراقات ثورية في الطب. وتوضح أن الخلايا الجذعية تتمتع بقدرة فريدة على تجديد الأنسجة التالفة، وإصلاح الإصابات، وربما علاج الأمراض التي كانت تعتبر في السابق غير قابلة للعلاج. على سبيل المثال، يمكن لحالات مثل مرض السكري أن تستفيد بشكل كبير من علاجات الخلايا الجذعية التي تهدف إلى تجديد الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يوفر وسيلة واعدة للتعامل مع هذا المرض. مع التقدم المستمر في تكنولوجيا الخلايا الجذعية والفهم المتزايد لخصائصها العلاجية، من المعقول أن العلاجات القائمة على الخلايا الجذعية يمكن أن تُحدث ثورة في الرعاية الصحية، وتصبح حجر الزاوية في العلاج الطبي في المستقبل.

ما هو برنامج هندسة الخلايا الجذعية؟

تكمن فائدة برنامج هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة في قدرته على تطوير العلوم الطبية وتحسين نتائج الرعاية الصحية، كما أنه يتيح للباحثين استكشاف تقنيات مبتكرة لزراعة الخلايا الجذعية ومعالجتها، بالإضافة إلى هندسة الأنسجة لأغراض علاجية مختلفة وفقاً لعالية. ومن خلال استغلال الخصائص التجديدية للخلايا الجذعية والاستفادة من أساليب هندسة الأنسجة، يهدف هذا البرنامج إلى تطوير علاجات جديدة لمجموعة واسعة من الأمراض والإصابات، مما يفيد المرضى في نهاية المطاف ويعزز نوعية حياتهم.

بنك الخلايا الجذعية

تقول مديرة العمليات في "سيل سيف أرابيا" الشركة المتخصصة في تخزين الخلايا الجذعية، عالية عبد الرازق: "إنه في عام 2006، ظهرت هذه المؤسسة وباتت رائدة في منطقة الخليج، ولعبت دوراً محورياً في مسار الطب التجديدي. أصبح هذا المختبر أول بنك خاص للخلايا الجذعية في المنطقة، وهو مخصص لتسخير القوة التحويلية للخلايا الجذعية المشتقة من الحبل السري والمشيمة". وتشير إلى أنه باعتباره أكبر بنك خاص للخلايا الجذعية في دولة الإمارات، حاز المختبر على شهرة دولية لالتزامه بإحداث ثورة في الرعاية الصحية وتحسين حياة المرضى.

وتوضح أن الشركة تواصل تخزين الخلايا الجذعية، وتقدم خدمات متطورة تشمل جمع ومعالجة وحفظ الخلايا الجذعية من دم وأنسجة الحبل السري والمشيمة. يضمن هذا تخزينًا جيدًا للخلايا الجذعية من أجل العلاجات الطبية المستقبلية المحتملة، مع التركيز على الدور الأساسي لبنوك الخلايا الجذعية في الرعاية الصحية.

المساهمون