الاتحاد الأوروبي في مواجهة تدفق مهاجرين محتمل في ظل عدوان غزة

وزير يوناني: الاتحاد الأوروبي في مواجهة تدفق مهاجرين محتمل وسط عدوان غزة

23 أكتوبر 2023
ثمّة تخوّف أوروبي من أن تؤدّي مشاهد مماثلة إلى موجة هجرة (محمود الهمص/ فرانس برس)
+ الخط -

حذّر وزير الهجرة واللجوء اليوناني، ديميتريس كيريديس، اليوم الاثنين، من أنّ الاتحاد الأوروبي يواجه خطر تدفّق مفاجئ لمهاجرين على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد دعا إلى توخّي الحذر، وزيادة التضامن بين الدول الأعضاء.

وقال كيريديس، في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إنّ "الخطر يظهر دائماً عند انتشار عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وإذا اجتاح (عدم الاستقرار) خصوصاً دولاً مجاورة، مثل مصر التي تضمّ عدداً كبيراً جداً من السكان، فمن الممكن أن تصير الأمور خطرة بالفعل".

وأضاف الوزير اليوناني: "يتوجّب علينا أن نتوخّى الحذر، ويتوجّب علينا أن نتكاتف في أوروبا"، مشيراً إلى حاجة لـ "تعزيز حراسة الحدود، ومكافحة شبكات التهريب الإجرامية، وإعادة الذين لا يحصلون على حقّ اللجوء".

تجدر الإشارة إلى أنّه خلال أزمة الهجرة في أوروبا، في عام 2015، واجهت حكومات الاتحاد الأوروبي صعوبات في التصدّي لتدفّق أكثر من مليون شخص، معظمهم من اللاجئين السوريين الذين عبروا من تركيا إلى اليونان، الأمر الذي تسبّب في إرهاق شبكات الأمن والرعاية الاجتماعية.

ويتّخذ الاتحاد الآن خطوات لإصلاح قواعد الهجرة قبل انتخابات البرلمان الأوروبي المرتقبة في عام 2024 المقبل، بعد إبرام اتفاقية هذا الشهر حول التعامل مع الهجرة غير النظامية في حالة زيادة أعداد الواصلين بصورة استثنائية، وهو مطلب رئيسي لدول المواجهة الجنوبية، من بينها اليونان.

ورأى كيريديس، الذي يجري اليوم في أنقرة محادثات مع وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا حول سبل تقليل أعداد المهاجرين الوافدين: "نحن في حاجة إلى إبرام الاتفاقية الجديدة".

يُذكر أن تركيا والاتحاد الأوروبي كانا قد توصّلا إلى اتفاق في عام 2016 لمنع تدفّق المهاجرين غير النظاميين.

وأضاف الوزير اليوناني أنّه "من الجيّد أن تكون لدينا تلك الآلية لمواجهة الأزمات من أجل التعامل مع التدفّق المفاجئ في وحدة واحدة بدلاً من الانقسام".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي وقت تتزايد فيه المخاوف الأمنية المرتبطة بالوضع المأزوم في قطاع غزة، قال كيريديس إنّ اليونان "في الواجهة" في ما يتعلق بمناقشات الاتحاد الأوروبي حول مزيد من عمليات الترحيل والإعادة في أعقاب هجمات في بلجيكا وفرنسا.

وأشار الوزير اليوناني إلى مقتل اثنَين من مشجّعي كرة القدم السويديّين في بروكسل، الأسبوع الماضي، على يد مسلّح تونسي كان يقيم في بلجيكا بطريقة غير قانونية، بعد رفض طلب اللجوء الذي تقدّم به. وكان الرجل قد وصل إلى الاتحاد الأوروبي عبر جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في عام 2011.

وبالنسبة إلى كيريديس، فإنّه "لدينا وضع غير مقبول، إذ يمكنك البقاء في أوروبا، بغضّ النظر عمّا إذا حصلت على موافقة على طلبك أو رُفض". وتابع: "ننفق كثيراً من الأموال والموارد من أجل تقييم هذه الطلبات.. ولكنّ كلّ هذا يتحوّل إلى ضرب من الهزل في نهاية المطاف"، داعياً إلى إنشاء آلية أوروبية مشتركة لإعادة اللاجئين.

وأوضح كيريديس أنّ "أوروبا وحدها هي القادرة على إجبار الدول الأصلية على استعادة مواطنيها باستخدام العصا والجزرة... اليونان وحدها لا تستطيع أن تفعل ذلك، وبلجيكا وحدها لا تستطيع أن تفعل ذلك".

قبرص تضبط عصابة لتهريب المهاجرين

من جهة أخرى، ألقت الشرطة القبرصية اليوم الاثنين القبض على 10 أشخاص يُشتبه في أنّهم يديرون عصابة إجرامية لتهريب المهاجرين، في حين شهدت الجزيرة زيادة جديدة في عدد الوافدين مطلع الأسبوع.

وتشهد قبرص، التي تقع على مفترق طرق ثلاث قارات، ارتفاعاً في الهجرة غير النظامية منذ عام 2017. وقد عبّر مسؤولون قبارصة في الأيام الأخيرة، مرّات عدّة، عن قلقهم من أنّ الوضع الأمني ​​​​الذي يتدهور بسرعة في الشرق الأوسط قد يؤدّي إلى زيادة عدد الفارين من المنطقة.

وقال متحدّث باسم وزارة الداخلية القبرصية إنّ نحو 264 سورياً وصلوا مطلع الأسبوع إلى الجزيرة المتوسطية، بعد انطلاقهم من سواحل لبنان.

وأفادت الشرطة بأنّ المشتبه فيهم في ما يخصّ الاتّجار بالبشر اعتُقلوا في أماكن مختلفة في منطقة بافوس غربي الجزيرة، بتهمة التآمر لارتكاب جريمة، بالإضافة إلى الانتماء إلى منظمة إجرامية والتهريب وغسل الأموال. وأشارت الشرطة إلى أنّ مبلغاً مالياً كبيراً ضُبط بحوزة أحدهم.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدد المهاجرين الوافدين إلى قبرص هذا العام أقلّ بكثير من الرقم القياسي المسجّل في عام 2022 الماضي، عندما تقدّم 21 ألفاً و565 شخصاً بطلب لجوء بحسب ما أفادت بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقد تلقّت قبرص 7369 طلب لجوء من وافدين جدد منذ بداية عام 2023 الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس/ آب منه.

(رويترز)

المساهمون