الأردن يكافح الأمراض غير السارية

الأردن يكافح الأمراض غير السارية

08 نوفمبر 2022
نسب استهلاك التبغ في الأردن خطيرة (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

تسعى منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة الأردنية إلى تقليص الآثار السلبية المتعلقة بالأمراض غير السارية بعد انقشاع جائحة كورونا، وذلك من خلال نشر الوعي، وتوفير حلول يمكنها المساهمة في الحد من مخاطر هذه الأمراض.
تقول مسؤولة الأمراض غير السارية في مكتب منظمة الصحة العالمية في عمان، دانا درويش، لـ"العربي الجديد"، إن هذه المساعي تهدف إلى الحد من تبعات الأمراض غير السارية على الصحة المجتمعية، وبالتالي تفادي الكلفة المادية والصحية التي تترتب عليها.

وتضيف درويش على هامش الجلسات الحوارية الخاصة بالمبادرة العالمية حول دور الإعلام في التوعية بالأمراض المزمنة، والمنعقدة في البحر الميت، أن "الرهان على الوعي، والعمل على نشره عبر وسائل الإعلام، يلعب دوراً مهماً في مواجهة الأمراض غير السارية، وكان الأردن واحداً من خمس دول حول العالم جرى استطلاع رأي سكانه لمعرفة حجم درايتهم بعوامل الخطورة المتعلقة بتلك الأمراض".
وتابعت أن استطلاع الرأي الذي أجرته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مؤسسة "غالوب" ومؤسسة "بلومبيرغ" للأعمال الخيرية، أظهرت نتائجه الصادرة في سبتمبر/ أيلول الماضي أن معظم المستجيبين من الدول الخمس المشاركة، وهي كولومبيا والهند وتنزانيا والولايات المتحدة والأردن، صنّفوا عوامل مخاطر الأمراض غير السارية، أو الأمراض غير المعدية، على أنها أكبر مشكلة صحية تواجه بلدانهم.
وترى درويش أن "تسبب الأمراض غير السارية بـ87 في المائة من الوفيات، يكشف عن الحاجة الملحة للتوعية كسلاح رئيسي للمواجهة، والحكومة الأردنية تملك برامج لمكافحة هذه الأمراض يمكن البناء عليها، فلديها استراتيجيات لمواجهة السرطان، وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغذية التي تؤكد الالتزام بوضع الأُسس الكفيلة بتحقيق مستويات تغذية أفضل لكافة فئات المجتمع".
وتلفت إلى أن "جائحة كورنا ألقت بظلالها خلال الفترة الماضية على جهود كل دول العالم، واستنزفت الكثير من الموارد المالية المخصصة للصحة، إضافة إلى الجهود الطبية المتعلقة بخدمة المجتمع، لكن ينبغي التنبه إلى ضرورة الوقاية من الأمراض غير السارية من خلال معالجة عوامل الخطورة التي حددتها منظمة الصحة العالمية، والتي تضم تعاطي التبغ، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، والتعاطي الضار للكحول، وتلوث الهواء".

الصورة
من فعاليات مبادرة دور الإعلام في التوعية بالأمراض المزمنة (العربي الجديد)
من مبادرة دور الإعلام في التوعية بالأمراض المزمنة (العربي الجديد)

بدوره، يقول مدير مديرية الأمراض غير السارية في وزارة الصحة الأردنية، أنس المحتسب، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك ارتفاعاً في نسبة تلك الأمراض بين الأردنيين، كما أنها تعتبر السبب الأبرز للوفاة حول العالم، وهي تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض السرطان، ومرض السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، إضافة إلى الأمراض النفسية الأخرى".
يوضح المحتسب أن "هناك عدداً من الطرق للحد من تأثير الأمراض غير السارية التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة المبكرة، من بينها مكافحة أسباب تأثيرها على السكان، ومن ذلك مكافحة استهلاك التبغ، وتخفيف الخمول البدني، وتقليص السمنة، وتقليل استخدام الملح والسكر، وتجنب ارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بالسكري عبر ضبط عوامل الخطورة".

وكشفت دراسة أجرتها وزارة الصحة الأردنية في عام 2019، أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب في 37 في المائة من الوفيات، وأن أمراض السرطان وراء 12 في المائة من الوفيات، ويؤدي السكري إلى 6 في المائة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة 3 في المائة، بينما 15 في المائة من الوفيات تعزى إلى أمراض غير سارية أخرى منتشرة بين الأردنيين.
وحسب تقرير أممي حديث، تعتبر الأمراض غير السارية أكثر الأمراض فتكاً على مستوى العالم، ويعيش 86 في المائة من المصابين بها في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

المساهمون