الأمراض غير السارية تسبّب 78% من الوفيات في الأردن

الأمراض غير السارية تسبّب 78% من الوفيات في الأردن

30 سبتمبر 2020
الذين يعانون من الأمراض غير السارية أكثر عرضة لكورونا (Getty)
+ الخط -

كشفت نتائج المسح الوطني التدريجي لرصد الأمراض غير السارية وعوامل الخطورة في الأردن، أن الأمراض غير السارية تسبّب نحو 78 في المائة من إجمالي الوفيات، وعلى رأسها أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

وتظهر النتائج الرئيسية للمسح الوطني الذي أعلن تفاصيله المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في  العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، أن أحد عوامل الخطورة الرئيسية باتجاه الأمراض غير السارية في الأردن، تدخين التبغ والسجائر الإلكترونية.

 ووجد المسح أن 41 في المائة من الأردنيين والسوريين هم من المدخنين الحاليين للتبغ و9.2 في المائة هم من المستخدمين الحاليين للسجائر الإلكترونية. وقد بلغ التعرض للتدخين السلبي خلال الثلاثين يوماً الماضية 79 في المائة، ويبلغ متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة 60.3 ديناراً (85 دولاراً) للفرد، بمتوسط استهلاك 21 سجارة يومياً.

وبلغ معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم 22 في المائة من الذين شملتهم الدراسة، نصفهم (47.8 في المائة) لا يتناولون دواءً له. و مرض السكري (ارتفاع نسبة السكر في الدم) بلغت نسبته 20 في المائة من البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 45-69 سنة، ونسبة ارتفاع الكوليسترول الكلي بلغت 17.7 في المائة . وعلاوة على ذلك، فإن أولئك الذين يعانون حالياً من أمراض القلب والأوعية الدموية (أو المعرضين لخطر كبير للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية في السنوات العشر المقبلة تصل إلى 24.5 في المائة من مجتمع الدراسة.

وكانت نسبة انتشار الاكتئاب 18 في المائة، فيما كانت نسبة المصابين بالاكتئاب على مدى الأشهر الـ 12 الماضية والذين يتلقون أي نوع من العلاج 6.5 في المائة.

ويعتبر استهلاك الفواكه والخضروات منخفضاً، إذ يستهلك 84 في المائة أقل من خمس حصص يومياً، كما هو موصى من قبل منظمة الصحة العالمية. وكان استهلاك الكحول متدنياً، حيث بلغت نسبته 1.4 في المائة، في حين أن ثلث مجتمع الدراسة يضيفون الملح دائماً إلى طعامهم، و25 في المائة يقومون بنشاط بدني غير كافٍ، و60 في المائة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

ويمكن الوقاية من الأمراض غير السارية من طريق تغيير السياسات والإشراك النشط لجميع القطاعات من خلال نهج حكومي ومجتمعي متكامل. وينبغي ترجمة نتائج المسح الوطني وتوصياته (STEPs) إلى إجراءات سياسية تتماشى مع توجيهات منظمة الصحة العالمية.

ومن بين هذه الإجراءات ذات الأولوية، وضع استراتيجية متعددة القطاعات وخطط عمل لمكافحة الأمراض غير السارية، وذلك بمشاركة الجهات المعنية الرئيسية، وتعزيز نظام رصد  الأمراض غير السارية ومراقبتها على جميع مستويات مقدمي الخدمات الصحية، وتحسين برامج الأمراض غير السارية على مستوى الرعاية الصحية الأولية، وتنفيذ "التدخلات الوقائية الأكثر مردوداً"، وهي تدخلات فعالة تعزز نمط الحياة الصحي، والوقاية من الأمراض غير السارية وعوامل الخطورة المرتبطة بها ومكافحتها، مثل تعاطي التبغ والملح والسكر والخمول البدني.

وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على خفض معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية في الأردن، ويمهد الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

وفي نهاية عام 2019، أجرت وزارة الصحة بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، المسح الوطني التدريجي (STEPs)، وذلك بدعم فني من منظمة الصحة العالمية ودعم مالي من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن لهذا المسح أهمية خاصة خلال أزمة الوباء الحالية، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير السارية هم أكثر عرضة للإصابة الشديدة بمرض كوفيد-19.

ويتبع المسح التدريجي (STEPs) طريقة موحدة لجمع البيانات وتحليلها ونشرها، لتقييم حالة الأمراض غير السارية، أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة واضطرابات الصحة النفسية وعوامل الخطورة المرتبطة بها، مثل استخدام التبغ، والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، والاستخدام الضار للكحول وتلوث الهواء.

 وأضافت المنظمة أنه يمكن جميع البلدان أن تستخدم معلومات هذا المسح، ليس فقط لرصد الأمراض غير السارية وعوامل الخطورة المرتبطة بها داخل البلدان، بل أيضاً لمقارنة البيانات على مرّ الزمن وفيما بين البلدان.

ويوفر المسح الوطني التدريجي (STEPs) في الأردن لعام 2019 معلومات محدثة عن وضع الأمراض غير السارية واتجاهاتها منذ إجراء الدراسة الاستقصائية الوطنية الأخيرة في عام 2007. وشمل المسح عينة عشوائية تبلغ 5713 فرداً ممثلة للأردنيين والسوريين البالغين (18-69 عاماً) من كلا الجنسين الذين يقيمون في الأردن.​

المساهمون