استشهاد مدرّس وإصابة 3 طلاب بقصف مسيّرة إسرائيلية في جنوب لبنان

23 مايو 2024
صورة متداولة لطلاب بعد قصف مسيّرة إسرائيلية جنوبي لبنان، في 23 مايو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في منطقة كفردجال النبطية بجنوب لبنان، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخاً استهدف سيارة، مما أدى لاستشهاد السائق، أستاذ فيزياء وعنصر في حزب الله، وإصابة ثلاثة طلاب بجروح طفيفة.
- الطلاب المصابون كانوا في طريقهم إلى المدرسة، وقد تم نقلهم إلى المستشفى بحالة جيدة. إدارة مدرسة شوكين الرسمية استنكرت الهجوم وأكدت على استمرار العملية التعليمية.
- القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان يتسبب في إغلاق مدارس وتأثر العملية التعليمية، مع تجاهل للقوانين الدولية التي تحمي المدنيين والمؤسسات التعليمية في زمن النزاعات.

استهدفت مسيّرة إسرائيلية، الخميس، سيارة على طريق كفردجال النبطية في جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد شخصٍ وإصابة ثلاثة طلاب بجروحٍ كانوا في حافلة مدرسيّة بالقرب من المكان، ونُقلوا إلى مستشفيات المنطقة. وتشهد المواجهات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تصعيداً عنيفاً في الفترة الأخيرة مع تكثيف حزب الله عملياته العسكرية ضد مواقع وتجمّعات جيش الاحتلال، وإدخاله أسلحة نوعية جديدة أكثر تدميراً إلى ميدان المعركة، في ظلّ رفع إسرائيل منسوب قصفها القرى والبلدات الحدودية في جنوب لبنان واستهدافها المدنيين، واغتيالها قادة وكوادر من محور المقاومة.

استهداف في جنوب لبنان

وقال مصدرٌ في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، لـ"العربي الجديد"، إنّ شخصاً استشهد وأصيب ثلاثة طلاب في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق كفردجال – النبطية في جنوب لبنان. وأشار إلى أنّها استهدفت سيارة على الطريق ما أدى إلى احتراقها بالكامل واستشهاد السائق، في حين أنّ الطلاب الثلاثة، وهم من مدرسة شوكين الرسمية في النبطية، أصيبوا لحظة مرور الباص المدرسي الذي يقلّهم إلى مدرستهم بجانب السيارة. ولفت المصدر إلى أنّ الطلاب أصيبوا بجروحٍ نتيجة سقوط الزجاج عليهم، وقد نُقلوا إلى المستشفيات عبر فرق الإسعاف المختصة، ووضعهم جيّد.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ الغارة الإسرائيلية استهدفت محمد علي ناصر فران، من مواليد عام 1989، وهو أستاذ فيزياء في ثانوية رسمية في النبطية، لكنه لا يدرّس في مدرسة شوكين الرسمية، وقد نعاه حزب الله باعتباره أحد عناصره، بيد أنّ الباص المدرسي صودف مروره بجانب سيارة محمد لحظة اغتياله. في الإطار، قالت مديرة مدرسة شوكين الرسمية نسرين شعيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الباص كان يقلّ نحو عشرين طالباً إلى المدرسة، وقد تعرّض ثلاثة طلاب، هم علي الرضا موسى عياش (الصف الثامن) وقاسم محمد جفال (الصف السادس) ومحمد علي ناصر (الصف الخامس)، لإصابات متفرقة جراء قصف مسيرة إسرائيلية، وقد نُقلوا إلى المستشفيات لمعالجتهم ووضعهم جيّد".

وأشارت شعيب إلى أنّ "إصابات الطلاب أتت نتيجة سقوط الزجاج عليهم بفعل قوة الغارة الإسرائيلية، إذ أصيب أحدهم في وجهه ويخضع لعملية جراحية لمعالجة الجرح، بينما أصيب طالب ثان بشظية في فقرات ظهره، تبيّن ذلك بعد إجراء الفحوصات الطبية له، أما الطالب الثالث فوضعه جيّد وسيخرج من المستشفى". وأكدت أنّ "إدارة المدرسة تابعت وضع الطلاب منذ لحظة الغارة الإسرائيلية، من موقع الحدث، ومن ثم نقلهم إلى المستشفيات، وجرى التواصل مع رئيس المنطقة التربوية لإقفال المدرسة اليوم، بيد أنه باعتبار أن هناك طلاباً كانوا قد وصلوا إليها، تقرّرت متابعة الدروس لمن حضر، لكن من دون طرح مواد أو دروس جديدة، فقط القيام ببعض المراجعات، كما أقيمت وقفة احتجاجية تضامناً مع الطلاب".

وأصدرت إدارة مدرسة شوكين بياناً، قالت فيه: "ينامون على اهتزاز الجدران من أصوات الغارات، ويستيقظون على قصف النّار، ويذهبون إلى مدارسهم حيث العلم صمود وانتصار". واستنكرت المدرسة "الجريمة الوحشية من العدو الغاصب التي استهدفت المدنيين من عاملين وأهال ومدرّسين وطلّاب على الطّريق العام في كفردجال جنوب لبنان"، مؤكدة أنّ "الاستهدافات التي تطاول الحقل التربوي من أساتذة وطلّاب لا تثنينا عن متابعة مسيرة الصمود".

كذلك، عبّر أساتذة من المدرسة عن استنكارهم هذه الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مشددين على أن جيش الاحتلال لم يرد فقط اغتيال شخصية من حزب الله، بل تقصّد استهداف الطلاب، لأنه نفذ عمليته عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، وهو توقيت بدء الصفوف المدرسية، والطريق كانت تشهد حركة مكثفة لباصات المدارس، كما أن الباص كان بالقرب من السيارة، ومع ذلك استُهدفت. وشدد بعض الأساتذة الذين تواصل معهم "العربي الجديد"، وفضّلوا عدم الكشف عن هوياتهم، على "أنّنا نعلم تماماً جرائم العدو الذي لا يستثني أحداً من استهدافاته، سواء الأطفال أو الكبار، والنساء، والمسنّون، والعائلات، والطلاب والأساتذة، والأطقم الصحية، والصحافيون، والمدنيون، لكننا نبقى أقوى من عدوّنا، ولن يتمكن من كسرنا، وكلما كثر إجرامه، زاد صمودنا".

وقفة صامتة

وفي السياق، نفّذ أساتذة ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية وطلابها وقفة صامتة إلى روح الأستاذ محمد فران في ملعب الثانوية، الذي استشهد بعد استهداف سيارته أثناء توجّهه إلى مكان عمله. ونعى مدير الثانوية عباس شميساني، الأستاذ معتبراً أنّ "قدرنا مع هذا العدو المجرم والإرهابي هو المقاومة، المقاومة في كل الميادين، العسكرية والتربوية والإعلامية وغيرها. واليوم نقدّم أستاذاً شهيداً في سبيل حفظ وحماية هذا الوطن في مواجهة الهمجية والوحشية الإسرائيلية".

من جهته، قال سائق الباص المدرسي أحمد سبيتي: "كنت أقلّ كالعادة طلاباً إلى مدرسة شوكين الرسمية، ولحظة مروري على طريق كفردجال - النبطية تعرّضت سيارة تويوتا كانت تسير أمامنا لقصف إسرائيلي، فقد أطلقت مسيّرة كانت تحلّق في الأجواء صاروخاً باتجاهها، وتسبب انفجاره بتحطّم زجاج الباص، وعلى الفور استطعت السيطرة على الوضع والوقوف جانباً، بعدما ارتفع صراخ الطلاب الذين كنت أنقلهم، وكان بينهم 3 مصابين والدماء تنزف من مناطق مختلفة من أجسادهم، فيما أصيب آخرون بنوبات هلع وصراخ. تواصلت فوراً مع سيارات الإسعاف الذين حضروا وعملنا على نقل الجرحى إلى المستشفى، وأجريت اتصالات بأهاليهم لأطمئنهم". ونشرت قناة "المنار" التابعة لحزب الله مقطع فيديو لأحد الطلاب الذين تعرّضوا للإصابة من جراء قصف مسيرة إسرائيلية يؤكد فيه: "إننا لا نخاف من إسرائيل، وسنواصل الذهاب إلى المدرسة رغم ما حصل".

تجدر الإشارة إلى أنّ القصف الإسرائيلي طاول مدارس في جنوب لبنان خلال المواجهات المستمرة بين حزب الله وجيش الاحتلال منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتسبّبت غاراته وعملياته العسكرية في إقفال أكثر من سبعين مدرسة واقعة على طول الشريط الحدودي، ما أثر بشكل كبير على تعليم آلاف الطلاب، خصوصاً الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى مدارس أخرى أو حرموا حتى من التعلّم عن بُعد. واستشهد عددٌ من الطلاب من جراء القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان. ومن أعنف عمليات جيش الاحتلال، كان استهدافه سيارة مدنية، بشكل مباشر، وبداخلها ثلاث شقيقات تلميذات وجدّتهن، ما دفع مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في عين إبل إلى إعلان الحداد. وأبقت المدارس في المناطق الجنوبية التي تعد بعيدة عن "خطوط التماس" أبوابها مفتوحة، علماً أنّ عمليات إسرائيل تتوسع في بعض الأحيان وتطاول مناطق خارج قواعد الاشتباك مع حزب الله ودائرة القرار الدولي 1701، وتسبّبت غاراتها الوهمية أكثر من مرة في حالات ذعر وخوف في صفوف الطلاب أثناء دوامهم المدرسي.

المساهمون