ابنة الشاهد المحتجز في قضية قتل المذيعة المصرية: "هُددنا بالحبس"

ابنة الشاهد المحتجز في قضية قتل المذيعة المصرية: "هُددنا بالحبس"

29 يونيو 2022
تمكن القاضي المتهم بالقتل من مغادرة مصر قبل القبض عليه (فيسبوك)
+ الخط -

في محاولة للتغطية على تقصير أجهزة الأمن المصرية التي سمحت بهروب القاضي أيمن حجاج، إلى دولة الإمارات، في أعقاب قتل زوجته المذيعة شيماء جمال؛ قرر القاضي الجزئي، الأربعاء، بناءً على طلب النيابة العامة، تجديد حبس الشاهد الذي أبلغ عن الجريمة، لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات.

وعُثر على جثمان الضحية داخل مزرعة بمنطقة المنصورية في محافظة الجيزة، أول أمس الإثنين، بعد مرور فترة على اختفائها في ظروف غامضة؛ بعد أن أبدى الشاهد رغبته في الإدلاء بأقواله أمام النيابة، ليكشف تورط الزوج في قتل زوجته على إثر خلافات بينهما، مؤكداً مشاهدته ملابسات جريمة القتل، وعلمه بمكان دفن الجثمان.

ويعمل الشاهد مقاولاً، وليس سائقاً خاصاً للقاضي كما روجت أجهزة الأمن، ويرتبط بعلاقة مع المتهم منذ سنوات، وتبين أن القاضي الهارب يمتلك 17 وحدة سكنية في محافظتي القاهرة والجيزة، بخلاف فيلات ومزارع، وشاليهات في قرى الساحل الشمالي، فضلاً عن مشاركته في العديد من الأعمال التجارية مستغلاً وظيفته، من دون أن تحقق أي جهة في الدولة في مصادر أمواله، أو ثروته العقارية.

ووفق مصادر خاصة، لـ"العربي الجديد"، تبيّن أنّ ابن عم القاضي الهارب هو ضابط برتبة عميد في جهاز الأمن الوطني بوزارة الداخلية؛ واستغلّ سلطاته في توفير تذكرة سفر للمتهم إلى إمارة دبي قبل استخراج جثة الضحية، أو إخطار مجلس الدولة بالواقعة لاتخاذ قرار برفع الحصانة القضائية عن المتهم.

وأكدت المصادر أنّ المتهم تولى منصب نائب رئيس نادي قضاة مجلس الدولة، وكان يعتزم الترشح إلى رئاسة النادي في الانتخابات المقررة بعد شهرين، كما شغل عضوية اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية في عام 2015، وكان له ابن من زوجته الأولى يدرس في كلية الحقوق، وتوفي قبل 5 سنوات في حادث سير على الطريق الدائري بمنطقة المعادي.

وأفاد إبراهيم طنطاوي، محامي شاهد الإثبات في القضية، بأنّ الجاني ضرب الضحية على رأسها، واحتجز موكله بعد ارتكاب جريمته في إحدى الغرف، وهدده بالقتل، مشيراً إلى أنه أدلى باعترافات تفصيلية حول ضرب المتهم للمجني عليها بسلاحه الناري ثلاث مرات على رأسها، ثم خنقها، ثم قام بدفنها.

وكشفت ابنة الشاهد حسين محمد إبراهيم الغرابلي، عن كواليس القبض على والدها رغم أنه شاهد الإثبات في القضية، قائلة في تدوينة على موقع "فيسبوك": "والدي كان على علاقة صداقة بالقاضي أيمن حجاج، والذي طلب منه استئجار مزرعة حتى يربي فيها بعض الخيول، ويذبح العجول بمناسبة اقتراب عيد الأضحى. يوم الإثنين 20 يونيو الجاري، كان والدي في المزرعة، وجاء القاضي وزوجته المذيعة شيماء جمال، وتركهما والدي على راحتهما، قبل أن يسمع شجاراً، وتهديدات من الزوجة للجاني بشأن جرائمه، وفساده المرتبط بعمله".

وتابعت الابنة تقى حسين: "ذهب والدي لتهدئة الأجواء بينهما؛ فوجد القاضي ممسكاً بسلاحه الخاص، وضرب المذيعة على رأسها، ثم خنقها مستخدماً إيشارب. والدي رأى كل هذا، إلا أن الجاني هدده بالقتل، وحبسه في إحدى غرف المزرعة، وتركه من دون هاتفه لمدة 5 أو 6 ساعات؛ وبعدها هدده بقتل أبنائه إذا تحدث عن الجريمة. والدي كان منهاراً وهو يحكي لنا عن ملابسات الحادث".

وأكملت: "في اليوم التالي، جاء القاضي مهدداً والدي مجدداً، وأخذه عند بعض العرب في منطقة الساحل الشمالي. وحينما استطاع والدي الهرب منهم، ذهب إلى نيابة الحوادث ليحكي تفاصيل ما حدث، وبعدها استُدعيت مع أشقائي، وحُقق معنا بطريقة قذرة، وسط تهديدات بحبسنا جميعاً إذا لم نكشف عن مكان الجثة. والدي ظل شاهداً في القضية حتى رفعوا الحصانة القضائية عن المتهم بعد أن كان هرب، وهددوا والدي بعد احتجازه كمتهم ثان في القضية، وليس شاهداً. لا أعلم مكانه حتى الآن، ونرفض أن يكون ضحية للفساد".

وفي تدوينة أخرى، قالت تقى حسين: "لا أستطيع مغادرة المنزل، ولا أي أحد آخر من أهلي حتى نستطيع تحرير محضر بعدم التعرض لنا. الشاهد فين؟ لن نسكت على ما يحدث لأنه لم يفعل شيئاً".

وفي وقت سابق، أصدرت النيابة المصرية بياناً، قالت فيه إنها "تلقت بلاغاً من عضو بإحدى الجهات القضائية يفيد بتغيب زوجته التي تعمل إعلامية في إحدى القنوات الفضائية، بعد اختفائها من أمام مجمع تجاري في منطقة أكتوبر بمحافظة الجيزة، من دون اتهامه أحداً بالتسبب في ذلك. إلا أن شواهد ظهرت في التحقيقات تُشكك في صحة البلاغ".

وأضاف البيان: "مثل أحد الأشخاص أمام النيابة مستنداً إلى صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبته في الإدلاء بأقواله بشأن تورطه في قتلها، ولعضوية المتهم في إحدى الجهات القضائية، استصدرت النيابة إذناً باتخاذ إجراءات التحقيق ضده، وبموجبه أمرت بضبطه وإحضاره، بعد أن ضبطت أدلة تُرجح صدق رواية الشاهد، والذي انتقلت برفقته إلى مكان دفن جثمان الضحية، فعثرت عليها به، وكان في صحبتها الطبيب الشرعي".

المساهمون