"عجائب" القضاء المصري: اتهام طفل بتأسيس خلية لتنظيم القاعدة

"عجائب" القضاء المصري: اتهام طفل بتأسيس خلية لتنظيم القاعدة

07 اغسطس 2018
ازدادت المحاكمات بعد انقلاب 2013 (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
تتلاحق "عجائب" القضاء المصري بشكل متتالٍ عقب الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو/ تموز 2013، وكان آخرها اتهام نيابة أمن الدولة العليا "طوارئ"، طفلاً في الصف الإعدادي، بقيامه بتأسيس وتولي وقيادة خلية تابعة لتنظيم "القاعدة" على الأراضي المصرية، ومبايعة العديد من الأشخاص له داخل مصر بل وفي خارجها وتحديداً دولة الجزائر، على قيادة خليته واعتناق أفكارها، وتخطيطه لتنفيذ عمليات مسلحة في القاهرة من خلال مخطط استهداف عناصر القوات المسلحة والشرطة واستهداف منشآتهم، واستهداف أبناء الديانة المسيحية، وسفارات الدول الأجنبية، والملاهي الليلية ومحلات بيع الخمور، بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد وإسقاط نظام الحكم بالقوة.

هذا ما ادعته أوراق القضية رقم 2 لسنة 2018 كلي أمن الدولة طوارئ شمال القاهرة، المقيدة برقم 55 لسنة 2018 جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، وتولى التحقيق فيها وكيل نيابة أمن الدولة العليا، المستشار محمد سلمان، ورئيس نيابة أمن الدولة العليا، المستشار أحمد عبد الخالق، تحت إشراف المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، المستشار خالد ضياء الدين.

تحدثت التحقيقات عن اعتراف المتهم الأول يحيى م. ع. (طالب ثانوي) يبلغ حالياً 20 سنة، في تحقيقات نيابة أمن الدولة بأنه "اعتنق أفكاراً تكفيرية قوامها تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، ووجوب الخروج عليه وقتال معاونيه من القوات المسلحة والشرطة واستحلال دماء أبناء الطائفة المسيحية وممتلكاتهم".

كما جاء في التحقيقات أنه أسس "جماعة تعتنق ذات الأفكار (تولى قيادتها) وتستهدف عناصر القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهم وأبناء الطائفة المسيحية وممتلكاتهم بعمليات عدائية بغرض إسقاط نظام الحكم القائم بالبلاد، واضطلاع عناصرها برصد حانوت لبيع الخمور والتخطيط للسطو عليه والتحضير لاستهداف أمين شرطة بقسم الزاوية الحمراء، بعملية عدائية للاستيلاء على تسليحه في سبيل تمويل أنشطتهم العدائية في مصر".
وكشفت التحقيقات، أنه "في غضون عام 2012 وقت أن كان طالباً في الصف الإعدادي (كان عمره 14 عاماً)، اعتنق أفكار تنظيم القاعدة التكفيرية آنفة البيان، وطالع المواقع الجهادية عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، وذكر منها موقعي (الفداء) و(الجهاد العالمي)، لترسيخ قناعاته بتلك الأفكار". وأشارت إلى أنه "في أعقاب مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وتأثره النفسي بأحداثهما، سعى لتكوين جماعة تعتنق تلك الأفكار التكفيرية، ويستهدف رجالها عناصر القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمسيحيين وممتلكاتهم بعمليات عدائية".



كما ذكرت أنه "في سبيل ذلك، تواصل إلكترونياً في غضون عام 2015 بالمتهم محمود م. ج. (عامل نظافة)، عبر صفحة الأخير الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، المسماة (أحزان رجل شرقي)، إثر تعارفهما من ترددهما على المواقع الجهادية. وحدّثه (أي المتهم) عن أفكار تنظيم القاعدة ودعاه لاعتناقها. وهو ما لاقى قناعة لديه. وفي شهر أغسطس/ آب عام 2015 تقابلا بمنطقة حدائق القبة، ودعاه للانضمام إلى جماعته التكفيرية ومشاركة عناصرها في تنفيذ عملياتها العدائية وهو ما لاقى قبولاً لديه".

وتابعت التحقيقات أنه "في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 تعرف إلى المتهم هشام س. س. (طالب بكلية الشريعة والقانون)، والمعتنق ذات الأفكار التكفيرية، ودعاه للانضمام إلى جماعته سالفة الذكر، وهو ما لاقى قبولا لديه، وقدم له الأخير السمع والطاعة على إمارة الجماعة. ثم كلفه باستقطاب عناصر جديدة لتلك الجماعة، وعليه رشح له المتهم خالد أ. م. وشهرته خالد التمساح ويعمل سروجي سيارات، والذي اجتمع به في شهر أغسطس 2016 بالحانوت (محل ملك وعمل التمساح) في منطقة الزاوية الحمراء، ودعاه للانضمام إلى جماعته، وهو ما لاقى لديه ترحيباً وقبولاً".

ولفتت التحقيقات إلى "اتخاذ عناصر تلك الجماعة من حانوت المصنوعات الجلدية المملوك للمتهم خالد التمساح، مقراً لعقد اجتماعاتهم التنظيمية. وأنه في إطار إعداد عناصر تلك الخلية حركياً وفكرياً، قام الطالب بتكليف عناصرها باتخاذ أسماء حركية واستخدامها في تواصلهم لتلافي رصدهم أمنياً، وعليه اختار لنفسه اسماً حركياً وهو (يحيى النمر – يحيى القرشي)، ونعت المتهم الثاني حركياً بـ (سعد الدين المصري)، ولقب المتهم الثالث حركياً بـ (أبو عبيده الهواري). كما كلفهم بمطالعة المواقع الجهادية لترسيخ قناعاتهم بالأفكار التكفيرية".

وادعت التحقيقات أن "الطالب أقرّ بأنه في إطار تنفيذ مخطط الجماعة العدائي، اتفقوا على استهداف حانوتين لبيع الخمور بغرض تخريبهما، أولهما تحت مسمى استلاوي بمنطقة الظاهر، وتولى المتهمان الأول والثاني رصده في غضون شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016 للوقوف على مواعيد تشغيله وعدد العاملين به، وحددوا يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول 2016 موعداً لاستهدافه بالأسلحة البيضاء (عصي وسكاكين)، بينما سيمدّهما المتهم الخامس بدراجتين بخاريتين لاستخدامهما في تحركاتهما. أما الحانوت الثاني فهو موسى ماركت بمنطقة الساحل بمحافظة القاهرة".

وبحسب ما ورد في التحقيقات، فقد "اتفقوا على استهداف حانوت لبيع المصاغ الذهبية مملوك لمسيحي بمنطقة الزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة، رشحه المتهم الخامس، وذلك بالسطو عليه والاستيلاء على ما به من أموال بدعوى استحلالها وبغرض استخدامها في تمويل عملياتهم العدائية. كما اتفقوا على استهداف أمين شرطة بقسم شرطة الزاوية الحمراء، رشحه له المتهم الثاني تمهيداً لاستهدافه بعملية عدائية الغرض منها الاستيلاء على سلاحه الأميري لاستخدامه في تنفيذ عملياتهم العدائية. ووزعوا الأدوار في ما بينهم، فيتربص الطالب المتهم، والمتهم الثاني له بطريق ذهابه لعمله وما إن يظفروا به حتى يشلا حركته ويستوليا على سلاحه الأميري".

وختم الطالب أقواله بحسب تحقيقات النيابة، بتواصله إلكترونياً بالمدعو عبد الملك عقيدة، من دولة الجزائر عبر بعض المواقع الجهادية بشبكة الإنترنت. واعتنق الأخير الأفكار التكفيرية آنفة البيان، ودعاه الطالب المتهم للانضمام إلى جماعته، وهو ما لاقى قبولا لديه وبايعه على السمع والطاعة كأمير لتلك الجماعة، وفي ذات الإطار كلفه الطالب المتهم، بإصدار بيانات إلكترونية عبر شبكة المعلومات الدولية لإثبات وجود جماعتهم.
وادّعت تحريات جهاز الأمن الوطني، والتي أعدها مقدم شرطة بقطاع الأمن الوطني، محمد محيي الدين عبد السلام، أن "الطالب المتهم كلّف عناصر جماعته برصد العديد من الأهداف، عُرف منها حانوتان لبيع الخمور بمنطقتي شبرا والظاهر، وحانوت لبيع المصاغ الذهبية بمنطقة الزاوية الحمراء، بمحافظة القاهرة، مملوكة لمسيحيين، وقسم شرطة الزاوية الحمراء، وبعض السفارات والملاهي الليلية بوسط محافظة القاهرة، ومحلات لبيع الخمور".



المساهمون