أغلقت السلطات الهندية المدارس في العاصمة نيودلهي، اليوم الاثنين، بعد هطول أمطار موسمية غزيرة تسبّبت في انزلاقات أرضية وسيول في شمال البلاد، الأمر الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً على أقلّ تقدير في الأيام الثلاثة الماضية. من جهتها، تتهيأ باكستان لفيضانات جديدة متوقّعة، علماً أنّها لم تتعافَ بعد من تلك التي نكبتها في عام 2022 الماضي.
وقد أدّت الأمطار الغزيرة التي انهمرت في الهند في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم إلى غمر أجزاء من نيودلهي بالمياه التي غمرت الطرقات، في حين تقطّعت السبل بالسكان.
وتُعَدّ ولايات التلال الشمالية الأكثر تضرّراً، إذ توفي فيها 10 أشخاص من جرّاء فيضانات وانزلاقات أرضية في ولايتَي هيماشال براديش وأوتاراخاند، بحسب وكالة أنباء "برس ترست أوف إنديا" الهندية.
كذلك، تُوفي شخص في نيودلهي وقُتل أربعة في الشطر الهندي من إقليم كشمير.
وعطّلت الانزلاقات الأرضية الناجمة عن الأمطار حركة المرور على الطرقات السريعة الرئيسية في أوتاراخاند، وهي ولاية تلال سياحية في جبال الهيمالايا، الأمر الذي أدّى إلى تحذيرات للسكان بعدم الخروج من منازلهم إلا إذا لزم الأمر.
وقد استخدمت السلطات مروحيات لإنقاذ الناس، فيما جُرفت الجسور والمنازل في هيماشال براديش المجاورة.
وتوقّعت وكالة الأرصاد الهندية هطول مزيد من الأمطار الغزيرة في الشمال في الأيام المقبلة. وأضافت أنّ الأمطار الموسمية في كلّ أنحاء البلاد تسبّبت بالفعل في هطول الأمطار بنسبة تزيد اثنَين في المائة عن المعتاد.
وتشهد الهند بانتظام فيضانات شديدة في أثناء موسم الرياح الموسمية الذي يمتدّ ما بين يونيو/ حزيران وسبتمبر/ أيلول من كلّ عام ويتسبّب في معظم الأمطار السنوية في جنوب آسيا. يُذكر أنّ الأمطار مهمّة بالنسبة إلى المحاصيل التي تُزرع خلال الموسم، لكنّها تسبّب أضراراً جسيمة في أحيان كثيرة.
ويقول العلماء إنّ الرياح الموسمية صارت أكثر تقلباً بسبب تغيّر المناخ والاحترار العالمي، الأمر الذي أدّى إلى انزلاقات الأرضية متكرّرة وفيضانات مفاجئة في شمال الهيمالايا بالهند.
وفي باكستان المجاورة التي تعرّضت كذلك للرياح الموسمية، كانت السلطات في حالة تأهّب للفيضان الأوّل في الموسم، بعد أن حوّلت الهند المياه من السدود إلى نهر رافي الذي يتدفّق من الهند إلى باكستان.
وأوضحت وكالة إدارة الكوارث الباكستانية أنّ عمليات الإجلاء جارية من الأراضي المنخفضة في إقليم البنجاب الشرقي. وبيّن مسؤولون أنّ أكثر من 150 شخصاً نُقلوا خلال الليل من قريتَي ناروال وسيالكوت.
ولقي 76 شخصاً على أقلّ تقدير حتفهم في باكستان في حوادث مرتبطة بالطقس منذ 25 يونيو الماضي، إذ أثّرت الأمطار الغزيرة على عشرات آلاف الأشخاص فيها.
وأفادت باكستان بأنّ نيودلهي أبلغت إسلام أباد بتحويل المياه إلى نهر رافي، بحسب ما هو محدّد بموجب معاهدة مياه إندوس لعام 1960 التي توسّط فيها البنك الدولي.
تجدر الإشارة إلى أنّ باكستان التي تعاني من ضائقة مالية ما زالت تكافح من أجل التعافي من فيضانات صيف عام 2022 الماضي، التي أودت بحياة 1739 شخصاً، وتسبّبت في خسائر بقيمة 30 مليار دولار أميركي.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.
(أسوشييتد برس)