"أونروا": 48 ساعة قبل وقف العمليات الإنسانية في غزة مع نفاد الوقود

"أونروا" تحذّر: 48 ساعة قبل وقف العمليات الإنسانية في غزة مع نفاد الوقود

13 نوفمبر 2023
في خلال تزويد "أونروا" أحد مستشفيات قطاع غزة بما تبقّى لديها من وقود (عبد زقوت/ الأناضول)
+ الخط -

 

حذّر مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة توماس وايت، اليوم الاثنين، من "توقّف العمليات الإنسانية في خلال 48 ساعة مع عدم السماح بدخول الوقود إلى القطاع" المحاصر والذي يشنّ عليه الاحتلال الإسرائيلي حرباً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكان المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني قد أفاد، في وقت سابق من اليوم الاثنين، بأنّ الوقود نفد من الخزّان التابع للوكالة في قطاع غزة، وبالتالي فإنّها لن تتمكّن من إعادة تزويد المستشفيات به، ولا من معالجة مياه الصرف الصحي ولا توفير مياه الشرب لسكان القطاع.

وقال وايت أمام الصحافيين في القدس إنّ "في الساعات الـ48 المقبلة سوف يتوقّف كلّ شيء، وليس هناك ما يمكننا القيام به"، مؤكداً بذلك تحذيراً كان قد أطلقه على منصّة "إكس" قبل ساعات.

أضاف وايت أنّ "هذا الصباح، توقّف اثنان من متعهّدي توصيل المياه الرئيسيين لدينا عن العمل، فقد نفد الوقود لديهما ببساطة"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر "سوف يحرم 200 ألف شخص من مياه الشرب" في القطاع المحاصر.

وكان من المقرّر ملء خزّان غزة عن طريق خط أنابيب نفط من مصر، لكنّ وايت أفاد بأنّ "المفاوضات وصلت، للأسف، إلى طريق مسدود، لأنّ هذا القرار يُتَّخَذ على أعلى مستوى في الحكومة الإسرائيلية". وبالتالي فإنّ الخزان فارغ اليوم.

بدوره، كان لازاريني قد أشار إلى أنّ الاحتلال لم يردّ على طلب قدّمته الوكالة بتجديد المخزون. وتابع أنّه في حال الانتظار أكثر، فإنّ "بحلول 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري (غداً) سوف يكون لذلك تأثير شديد على سيارات الإسعاف والعمليات في المستشفيات الكبرى التي يعتمد عدد منها على الطاقة الشمسية، علماً أنّها هامشية. وبالتالي، سوف تتوقّف هذه المستشفيات عن العمل".

وبالفعل، اضطرت مستشفيات عديدة إلى إغلاق أبوابها في غزة بسبب نفاد الوقود أو الأضرار التي لحقت بها من جرّاء استهدافها عسكرياً.

ولفت لازاريني إلى أنّ وكالته تحتاج كذلك إلى الوقود من أجل رفع مئات الأطنان من النفايات الصلبة من المخيمات التي تكتظّ بصورة متزايدة في جنوب قطاع غزة، وبالتالي فإنّ هذه الخدمات سوف تتوقّف قريباً مع نفاد الوقود.

وأكمل المفوّض العام لوكالة أونروا أنّ من دون وقود، سوف تتوقّف كذلك محطات تحلية المياه عند الشريط الساحلي الضيّق في 15 نوفمبر الجاري، أي بعد غد. يُذكر أنّ هذه المحطات توفّر مياه الشرب لما لا يقلّ عن 290 ألفاً من سكان القطاع المكتظ. وأكد لازاريني للجهات المانحة أنّ "بالتالي، الوضع حالياً مأساوي جداً وعلى وشك أن يتفاقم".

ولم تدخل أيّ شحنة وقود إلى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، بحسب ما تؤكد وكالة أونروا. من جهتها، تفيد هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية المشرفة على الأنشطة المدنية في الأراضي الفلسطينية أنّ أيّ شحنات وقود لم تدخل إلى قطاع غزة منذ "ما قبل الحرب".

وتحدّث وايت عن مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، مع تعطّل عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي نتيجة نفاد الوقود.

وفي القطاع المحاصر منذ أكثر من 16 عاماً، يعيش نحو 2.4 مليون نسمة نزح منهم 1.6 مليون في خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، وهؤلاء جميعاً يعتمدون كلياً على المساعدات.

وتشير وكالة أونروا إلى أنّها "عاجزة عن استيعاب عدد النازحين" الذي يتعيّن عليها مساعدتهم عند وصولهم إلى جنوبي القطاع، بعد فرارهم من شماله حيث يحتدم القتال.

وبيّن مدير وكالة أونروا في قطاع غزة أنّه في المتوسط، يتوفّر مرحاض واحد لكلّ 125 شخصاً ودشّ واحد لكلّ 700 شخص.

يُذكر أنّ إحدى منشآت وكالة أونروا في رفح، جنوبي القطاع، حيث يوجد الآن 1.5 مليون نازح، "تعرّضت لأضرار جسيمة" بحسب ما تؤكد الوكالة، وذلك بعد "ثلاث ضربات مباشرة (...) من البحرية الإسرائيلية" أمس الأحد.

وأوضحت الوكالة في بيان أنّ "موظفي الأمم المتحدة الدوليين الموجودين في رفح غادروا المبنى قبل 90 دقيقة من الغارة"، وبالتالي "لم تُسجَّل إصابات في صفوف هؤلاء الموظفي".

وأكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّها حدّدت الموقع الدقيق لكلّ بناها التحتية لطرفَي النزاع. وتابعت أنّها حدّدت موقع هذه المنشأة مرّتَين، آخرهما يوم الجمعة الماضي. وشدّدت الوكالة على أنّ "هذا الهجوم يثبت مرّة أخرى أنّ لا مكان آمناً في قطاع غزة؛ لا الشمال ولا الوسط ولا الجنوب"، في حين تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إصدار أوامر لسكان شمالي غزة بالتوجّه إلى الجنوب.

في سياق متصل، بيّنت وكالة أونروا أنّها سجّلت في خلال خمسة أسابيع من القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة "أكثر من 60 حالة من الأضرار الجانبية أو الضربات المباشرة التي استهدفت بناها التحتية، وهي بمعظمها مدارس تستقبل آلاف المدنيين".

وبحسب الوكالة التي تستقبل 780 ألف نازح في منشآتها، أي نحو نصف النازحين، فإنّ "ما لا يقلّ عن 66 نازحاً قُتلوا وأصيب مئات آخرون" في عمليات القصف الإسرائيلية المتواصلة. وتؤكد أنّ في 70 في المائة من الحالات، كانت هذه البنى التحتية تقع في جنوب قطاع غزة.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون