أهالي الأسرى الفلسطينيين غاضبون من الصليب الأحمر

أهالي الأسرى الفلسطينيين غاضبون من الصليب الأحمر

02 يناير 2024
الوقفة الأسبوعية التي ينظمها أهالي الأسرى في ساحة مقر الصليب الأحمر (العربي الجديد)
+ الخط -

عبّر أهالي الأسرى الفلسطينيين عن غضبهم من موقف الصليب الأحمر حيال ملف أبنائهم، جراء ما يتعرضون له من انتهاكات متواصلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد انتهاء الوقفة الأسبوعية التي تنظم في ساحة مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، والتي طغت عليها قضية استشهاد الأسير عبد الرحمن البحش في سجون الاحتلال الليلة الماضية، توجه عدد من أهالي الأسرى إلى داخل المقر ليوصلوا صوتهم إلى اللجنة الدولية، فطلب منهم المسؤولون الانتظار في الساحة ذاتها من أجل نقاشهم.
وطالب أهالي الأسرى الصليب الأحمر القيام بدوره تجاه أبنائهم، وبشكل خاص الزيارات التي توقفت منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وضرورة إبلاغهم بأوضاعهم، خصوصاً في ظل القلق الشديد بعد كل استشهاد أو خبر يصل من سجون الاحتلال.

وقالت والدة الأسير حمادة درامنة للمتحدث باسم الصليب الأحمر زياد أبو لبن: "نريد أن نعرف ما هو وضع الأسرى، فمنذ اندلاع الحرب لم نعد نعلم شيئاً عنهم، لم أسمع صوت ابني، ومؤخراً وصلتنا أخبار عن تسمم أسرى في سجن عوفر، نريد منكم كهيئة دولية أن تخبرونا بشأن أوضاع أبنائنا".

وأضافت درامنة لـ"العربي الجديد" أنها منذ سماعها على وسائل الإعلام خبر تسمم أسرى في سجن عوفر حيث ابنها، تعيش حالة قلق كبيرة، متابعة: "أريد أن أعرف أي شيء عنه، هل تعرض للتسمم أو نقل لمشفى أم بقي في زنزانة، هل مات أم ما زال على قيد الحياة؟".

وبنبرة غاضبة، قالت نصرة القبلاني، إحدى المشاركات بالاعتصام لممثلي الصليب الأحمر، إنّ "اللجنة الدولية محمية بالقوانين الدولية وبشعار الصليب الأحمر، ولا يصح أن تتحدث عن عدم قدرتها على عمل شيء"، مهددة باقتحام مقر الصليب الأحمر الأسبوع القادم في حال لم تقدم اللجنة تقارير عن الأسرى.

وأضافت: "يجب أن يتخذ الصليب الأحمر موقفاً حقيقياً ضد منعه من القيام بدوره وزيارة الأسرى وتقديم الخدمات المطلوبة منه في قطاع غزة وتجاه أسرى قطاع غزة والمرضى والجرحى"، وطالبت على الأقل بالحديث إلى الإعلام عن منعهم من قبل الاحتلال.

ردّ الصليب الأحمر: اللجنة الدولية ليست نائمة

بدوره، ردّ المتحدث باسم الصليب الأحمر زياد أبو لبن بالقول إنّ "اللجنة الدولية ليست نائمة، وما زالت في طور المحاولة اليومية من أجل العودة لزيارة السجون، وتحاول بشكل يومي"، لكنه أكد أن "الظرف صعب على الجميع وليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضاً على المنظمات التي تعمل لصالحهم".

وأضاف أبو لبن إنه كممثل للجنة الدولية وكفلسطيني يتفهم كل ما يقوله أهالي الأسرى، ويفهم الواقع تماماً، لكنه أشار إلى أنه لا يملك أي شيء قليل يطفئ به غضب أهالي الأسرى، ولا يستطيع إلا أن يتفهم غضبهم وحزنهم ومعاناتهم، مؤكداً أن "ما كان سابقاً يمكن عمله باتصال هاتفي، يحتاج الآن لأيام للقيام به".

ونظمت مؤسسات الأسرى اعتصامات أمام مقر الصليب الأحمر الدولي قبل ظهر اليوم الثلاثاء، وأكدت أن ازدياد أعداد الشهداء في السجون يؤكد كارثية الأوضاع داخلها وحجم جرائم الاحتلال.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، إن ارتقاء شهيد جديد من الأسرى يعطي صدقية لما تقوله مؤسسات الأسرى؛ عن كونهم يتعرضون لحرب انتقامية منذ اليوم الأول في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مؤكداً أن "ذلك نتيجة طبيعية لسياسة متوحشة، ولصمت معيب ومريب امتد لثلاثة أشهر"، في إشارة إلى المواقف الدولية.

وأضاف فارس: "الكل يعرف أننا التقينا مع سفراء وقناصل، وخاطبنا خطياً مؤسسات دولية كثيرة، وطالبناها بالوقوف عند مسؤولياتها، ولكن بميزان النتائج نستطيع القول إنه لم يبذل ذلك الجهد الذي قد يشكل ضغطاً على إسرائيل لتكف عن هذه الجرائم".

وتوقّع فارس أن يكون عدد الشهداء من الأسرى من قطاع غزة كبيراً، قائلاً: "لعلنا سنفجع حين تنجلي الصورة وينقشع غبار الحرب ونعرف ما الذي حدث مع أسرى قطاع غزة، لأنهم عوملوا بطريقة أقسى، فالسياسة كانت ضد الأسرى متوحشة، ولكن كانت بحق أسرى غزة أكثر وحشية، وكانت جريدة "هآرتس" قد نشرت أن هناك العديد من الشهداء. أوضح: "أنا أعتقد أن عدد الشهداء سيكون كبيراً، وستكون الأكاذيب الإسرائيلية بحجم جرائمهم.. إسرائيل عملياً هي المسؤولة عن كل هذه الجرائم التي تقترف بحق الأسرى".

المساهمون