أطفال سورية محاطون بالتهديدات في اليوم العالمي للطفل

أطفال سورية محاطون بالتهديدات في اليوم العالمي للطفل

20 نوفمبر 2021
أوضاع الأطفال مأساوية في مخيمات إدلب (مرهف الجدوع)
+ الخط -

بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، يواجه أطفال شمال غرب سورية واقعا مأساويا، خصوصا الأطفال الذين يعيشون في مخيمات النزوح المنتشرة في المنطقة، والمحرومين من التعليم والعلاج وغيرهما من الخدمات الأساسية.
وقال عبد الرزاق ماضي، عضو مبادرة "مسارات للتعليم"، لـ"العربي الجديد": إن "غالبية الأطفال منقطعون عن المدارس في مخيمات الشمال السوري، وأحصينا نحو 50 ألف طفل منقطعين عن التعليم، وأكثر من 63 ألف طفل متسربين من مدارس المخيمات، بينما يوجد أكثر من 198 ألف طفل منقطع عن التعليم في المنطقة كلها". 
وأضاف ماضي أن "توفير تعليم جيد هو أمر أساسي لتحسين واقع أطفال المنطقة، وينبغي العمل على أساليب جديدة لخدمة أكبر عدد ممكن من الطلاب المنقطعين والمتسربين، والذين يصعب إقناع الكثر منهم بالعودة إلى المدارس، فبعضهم منقطع عن التعليم بسبب العمل، أو الزواج المبكر"، مشيرا إلى ضرورة "توفير الأمن والاستقرار كي يعيش الطفل بأمان، وعندها يمكن إقناعه بالتفكير في التعليم ليكون قادرا على الاعتماد على نفسه وبناء المستقبل".
ووفق بيان صدر مطلع العام الحالي عن منظمة "يونيسف"، فإن 2.4 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس السورية، منهم 40 في المائة من الفتيات، كما أن 700 هجوم وقعت على منشآت تعليمية، وأصابت طواقم تعليمية منذ بدء التحقق من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.
في مخيم "التح" بالقرب من بلدة باتنته شمالي إدلب، يقيم الطفل محمد الخابور مع عائلته، ويقول إنه لم يتمكن خلال فصل الشتاء الماضي من الحصول على حذاء شتوي بسبب ظروف عائلته الصعبة، وأنه اضطر لارتداء "شحاطة"، وسيكون مجبرا على ارتدائها خلال شتاء هذا العام أيضا. 
وأوضح الطفل لـ"العربي الجديد": "أسرتي فقيرة، وأرجو من المنظمات الإنسانية أن تقدم لنا المساعدة. أمضيت الشتاء الماضي مرتديا (شحاط)، وكذلك كنت أذهب به إلى المدرسة، وكان الطلاب يسخرون مني".

وأكدت منظمة الاستجابة الإنسانية في تقرير أن "600 ألف طفل سوري يعانون من أمراض مزمنة، بينما يعاني نحو 90 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وجميعهم دون سن الخامسة، ونحو 4.9 ملايين طفل وامرأة حامل بحاجة إلى تدخل غذائي، كما أن كثيراً من الأطفال الذين يعانون من الأمراض المزمنة سيصابون بإعاقة دائمة لا يمكن علاجها".
ويواجه الأطفال ذوو الإعاقة صعوبات أكبر في مخيمات النزوح، حيث الحياة غاية في الصعوبة والقسوة، وتجاوز عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في مخيمات إدلب 199 ألفاً حتى أواخر عام 2020، بحسب فريق "منسقو استجابة سورية".

المساهمون