شكري يتجاهل وجود عسكريين مصريين مع حفتر: الأزمة الليبية لن تحلّ عسكرياً

06 ابريل 2019
مصر أحد الداعمين لحفتر (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الوضع في ليبيا على مدى سنوات ماضية مقلق للغاية، في ضوء عدم الاستقرار، وتنفيذ العمليات "الإرهابية" في مناطق الجنوب، معتبراً أن الدعم الذي تقدمه أطراف إقليمية للتنظيمات والمليشيات المسلحة يزيد من المخاطر على الشعب الليبي، ويشكل تهديداً لسيادة ووحدة الأراضي الليبية.


وأضاف شكري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي بالقاهرة اليوم السبت، أنه لا بد من توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، والعمل على تعزيز مؤسسات الدولة الليبية، مشدداً على أن التطورات الأخيرة تتطلب أن تتحلى كافة الأطراف بضبط النفس، والابتعاد عن اللجوء للأعمال العسكرية، والتفاعل الإيجابي مع جهود المبعوث الأممي الليبي غسان سلامة.

وتابع شكري أن "بلاده تدعم الجهود الدولية لخلق أرضية مناسبة تحقق الاستقرار في ليبيا، لأن الأزمة الليبية لن تحل بالتدخل العسكري، في ضوء ما قد يترتب عليه من آثار سلبية على المواطنين"، مشيراً إلى تطابق وجهتي النظر المصرية والروسية إزاء الأوضاع في ليبيا، والاتفاق بين البلدين على اتخاذ القرارات المشتركة.

وزاد وزير الخارجية المصري بالقول إن "مباحثاته مع نظيره الروسي تطرقت إلى أهمية تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تطورات القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والوضع في ليبيا واليمن، إلى جانب مواصلة العمل بين البلدين في مواجهة الإرهاب، والتشاور في ما بينهما لإيجاد أرض للتعاون".

وتتناقض تصريحات وزير الخارجية المصري مع ما كشفته مصادر مقربة من قوات الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في الشرق الليبي لـ"العربي الجديد"، بشأن وجود قيادات عسكرية مصرية رفيعة المستوى ضمن غرفة العمليات المركزية، التي تدير التحركات الأخيرة "في إطار اتفاق مسبق"، بما يُشير إلى دعم النظام المصري لتحرك حفتر العسكري نحو طرابلس.

وحسب مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أجريا اتصالات بكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الحليفين القويين لحفتر، للتدخل بهدف وقف تحركه العسكري نحو العاصمة طرابلس تحت شعار "الفتح المبين".

موسكو ترحب بالحوار
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن "موسكو ترحب بأي حوار بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر"، مدعياً أن "موقف بلاده حيادي حيال الأزمة في ليبيا"، وأن "تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا سابقاً، هو السبب وراء صعود التطرف هناك".
وأفاد لافروف بأنه أجرى مباحثات "مثمرة" مع نظيره المصري، وكذلك مع السيسي، لافتاً إلى أن بلاده أكدت التزامها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وخصوصاً أن حجم التبادل بينهما يصل إلى نحو 86 مليار دولار.
وأعرب لافروف عن أمله عودة الرحلات الجوية بين روسيا، ومنتجعي شرم الشيخ والغردقة في مصر، قائلاً: "نعوّل على انتهاء الخبراء الروس والمصريين من إجراءات تعزيز الأمن في مطارات الغردقة وشرم الشيخ قريباً، بهدف تأمين ظروف أكثر أمناً وسلامة للسائحين الروس في هذه المنتجعات خلال أسرع وقت".
وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب قوات حفتر بوقف كل تحركاتها العسكرية، وكذا جميع الأطراف الأخرى في ليبيا بوقف أي أنشطة قتالية، بعد انتهاء جلسة طارئة عقدها المجلس ليل الجمعة بتوقيت نيويورك، مشدداً على دعمه لمجهودات غوتيريس وسلامة.
وعبّر مجلس الأمن عن قلقه العميق من التحركات العسكرية في طرابلس التي تُهدد استقرار البلاد، كما تُهدد العملية السياسية والحل الشامل والوساطة التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، داعياً قوات حفتر إلى وقف تحركاتها العسكرية، وجميع الأطراف الليبية بالحد من التصعيد، والأنشطة العسكرية.


واصطدم حفتر بمقاومة شرسة، إثر محاولته التقدم نحو طرابلس، بعد ساعات من إعلان إطلاق عمليته العسكرية للسيطرة على العاصمة الليبية، إذ أجبرت القوات الموالية لحكومة الوفاق قواته على التراجع من المواقع التي سيطرت عليها بالقرب من العاصمة الليبية يوم الخميس الماضي.