أطلق مسلّح يعمل في شركة عامّة للنقل المشترك النار في موقع تابع لشركته بمدينة سان خوسيه في ولاية كاليفورنيا، الأربعاء، فقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ، ثم انتحر، وفق ما أعلنت الشرطة، في أحدث فصول عمليات إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة.
وقال راسل ديفيس من إدارة شرطة مقاطعة سانتا كلارا: "أستطيع أن أؤكد أنّ ثمانية أشخاص لقوا حتفهم (...) وقُتل مشتبه فيه"، محذّراً من أنّ عدد القتلى مرشّح للارتفاع.
وأوضح أنّ "المشتبه فيه موظف في شركة (في تي إيه)"، في إشارة إلى هيئة المواصلات المحلية.
وأعلن لاوري سميث، من إدارة شرطة مقاطعة سانتا كلارا، أنّ المشتبه فيه أقدم على الانتحار لدى وصول قوات إنفاذ القانون إلى الموقع.
وأكّد سميث أنّ "المشتبه فيه أقدم على الانتحار عندما أدرك أنّ قوات إنفاذ القانون قد وصلت. حينها كان عناصرنا هناك".
وأفادت وسائل إعلام عدّة بأنّ المشتبه فيه يدعى صامويل كاسيدي (57 عاماً).
وأعلنت السلطات أنّها تلقّت معلومات عن "وجود عبوات ناسفة داخل المبنى"، وأضافت أنّ وحدات تفكيك العبوات حضرت إلى المكان لـ"ضمان السلامة العامة".
وسقط أيضاً عدد من الجرحى في إطلاق النار الذي وقع في باحة لصيانة القطارات في سان خوسيه في منطقة "سيليكون فالي" التي تعدّ مركزاً للتكنولوجيا، ويبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة.
A transit employee killed eight co-workers before taking his own life at a commuter rail yard in San Jose, California, in the latest burst of deadly mass gun violence to grip the United States https://t.co/mUB5JzQ0yA pic.twitter.com/JQKlBi4iPc
— Reuters (@Reuters) May 27, 2021
وهرعت الشرطة بعد تلقيها العديد من الاتصالات إلى موقع إطلاق النار.
وندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بالواقعة، وأمر بتنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية.
وقال بايدن، في بيان: "مرة جديدة أحضّ الكونغرس على التحرك فوراً وأخذ إرادة الأميركيين في الاعتبار"، داعياً إلى "وضع حدّ لوباء العنف المسلّح".
We are still awaiting many of the details of this latest mass shooting in San Jose, but there are some things we know for sure. There are at least eight families who will never be whole again. Every life taken by a bullet pierces the soul of our nation.
— President Biden (@POTUS) May 26, 2021
We must do more.
وقال حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، غافين نيوسوم: "لدينا انطباع بأنّ هذا الأمر يتكرّر مرة بعد مرة".
وأعربت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، للصحافيين، عن تضامنها مع الضحايا وعائلاتهم. وقالت: "من الواضح، كما قال الرئيس، أنّنا نعاني من وباء العنف المسلح في هذه البلاد"، مجددة دعوة الكونغرس إلى تمرير إصلاحات طال انتظارها تفرض قيوداً على حيازة الأسلحة.
"What the hell's going on in the United States of America? What the hell's wrong with us? And when are we going to come to grips with this? When are going to put down our arms, literally and figuratively?" California Gov. Newsom says about the San Jose shooting. pic.twitter.com/QMOX45yeF9
— MSNBC (@MSNBC) May 26, 2021
مروّع
ونقلت قناة تابعة لـ"فوكس نيوز" عن والدة أحد الناجين أنّ إطلاق النار قد حدث خلال اجتماع نقابي.
ولم تدل الشرطة على الفور بأي تفاصيل عن نوع السلاح المستخدم، فيما اصطفّت عشرات من سيارات الشرطة وعربات الإطفاء في الشوارع المحيطة بباحة محطة القطارات.
وقال رئيس بلدية سان خوسيه، سام ليكاردو، إنّ العديد من الأشخاص خضعوا للعلاج.
وكتب على "تويتر": "قلوبنا يعتصرها الألم على أسر الضحايا الذين فقدناهم في حادث إطلاق النار المروّع".
Our hearts are pained for the families of those we have lost in this horrific shooting. The shooter is deceased, and more information will be provided at 9:30am.
— Sam Liccardo (@sliccardo) May 26, 2021
والمنشأة التي وقع فيها الحادث مركز تحكم تابع لهيئة مواصلات وادي السيليكون في المنطقة، وتستخدم أيضاً لركن القطارات، إضافة إلى عملها باحةَ صيانة.
وقال حساب هيئة المواصلات على "تويتر"، في تغريدة، إنّ موظفي الهيئة جرى إجلاؤهم دون أن تتأثر خدمات النقل العام.
وللولايات المتحدة تاريخ طويل ومؤلم جراء أعمال العنف الدامية بالأسلحة النارية، خاصة عمليات القتل الجماعي التي استهدفت مدارس وأماكن عمل ومراكز تسوق.
وارتفع معدّل جرائم القتل بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة خلال العام الماضي.
ووقعت عمليات إطلاق نار جماعية عدة في الأشهر الأخيرة في منشأة تابعة لشركة "فيدكس" في إنديانابوليس ومبنى مكاتب في كاليفورنيا، إضافة إلى متجر بقالة في كولورادو وسلسلة من صالونات التدليك في أتلانتا.
وفي أغسطس/ آب عام 2019 أدى إطلاق نار جماعي آخر في منطقة خليج كاليفورنيا إلى مقتل طفلين وشاب يبلغ 25 عاماً خلال مهرجان زراعي على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب سان خوسيه.
ووصف الرئيس جو بايدن، الشهر الماضي، العنف الناتج من اقتناء السلاح بأنه "وباء" ويشكل "إحراجاً دولياً".
وسُجِّل أكثر من 43 ألف حالة وفاة مرتبطة بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة العام الماضي، وفق مؤسسة أرشيف عنف السلاح.
(فرانس برس، رويترز)