هل يقبل المغرب بتعيين وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك مبعوثاً أممياً للصحراء؟

13 فبراير 2020
يشغل لايتشاك منصب وزير الخارجية في سلوفاكيا (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي ما زال فيه المغرب وباقي أطراف ملف الصحراء، في حالة ترقب لتعيين مبعوث أممي، بعد استقالة المبعوث السابق هورست كوهلر، في شهر مايو/ أيار الماضي، برزت أنباء نشرتها وكالة "فرانس برس"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، عن التوجه لتعيين وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى الصحراء.

ويأتي ذلك في وقت تحاشى فيه الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة، المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي، التعليق على الأنباء التي تحدثت عن قرب تعيين لايتشاك.

في المقابل، أكد مصدر حكومي، في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ الرباط لن تصدر حالياً أي موقف بخصوص تعيين لايتشاك مبعوثاً أممياً جديداً، في انتظار أن يصبح الأمر رسمياً، مشيراً إلى أنّه "مبدئياً لا اعتراض عليه".

ولم تكن مهمة العثور على خليفة لكوهلر سهلة بالنسبة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فالعديد من المرشحين إما رفضوا قبول المهمة أو رفضهم أحد أطراف النزاع.

ودأبت جبهة "البوليساريو"، منذ استقالة كوهلر، على توجيه مراسلات متكررة للأمم المتحدة، مطالبة بتعيين مبعوث جديد في أقرب وقت، كان آخرها في قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة نهاية الأسبوع الفائت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما لم تظهر الدبلوماسية المغربية أي استعجال على تعيين مبعوث جديد.

ورأى عبد الفتاح الفاتحي، مدير "مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ تعيين وزير الخارجية السلوفاكي مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى الصحراء، هو "الأقرب إلى النهج الواقعي الذي يتصور المجتمع الدولي إيجاد تسوية سياسية على أساسه".

ولفت إلى أنّ "السياق الثقافي السياسي لسلوفاكيا والممارسة السياسية لوزير الخارجية لبلاده الملتحقة حديثاً بالاتحاد الأوروبي، يجعلانه الأقرب إلى التوجه الدولي الذي يسير في اتجاه إيجاد حل لنزاع الصحراء على أساس حل سياسي عملي ومستدام ودائم ومتوافق عليه".

وتوقع الفاتحي ألّا يُعترَض على الدبلوماسي السلوفاكي إذا ما اقترح فعلاً وسيطاً من قِبل الأمم المتحدة، "باعتبار مبدأ الحياد" الذي يتمتع به الرجل ودولته سلوفاكيا من نزاع الصحراء. وقال: "يبدو أنه يبقى مبعوثاً مفضلاً للمجتمع الدولي، لكون جذور تكوينه الثقافي والتاريخي تبقى حاسمة في تحديد فلسفة المبعوث الجديد لتدبير ملف نزاع الصحراء، بعد قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما الأخيرة منها، ومسار الرجل السياسي الواقعي المؤمن بأهمية الوحدة والتكامل".


ويرى "مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية"، أنّ اختيار المبعوث الجديد، الذي يأتي بعد استكمال المغرب سيادته القانونية والتشريعية على الأقاليم الجنوبية بعد المصادقة على ترسيم الحدود والمجالات البحرية، دون اعتراض أممي، "يزيد من تقوية التوجه الواقعي لتدبير أي رؤية للحل السياسي لنزاع الصحراء"، متوقعاً أيضاً أن تقبل الجزائر وجبهة "البوليساريو" بتعيين لايتشاك، لكونه ساعد في 2006 في تنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه الاتحاد الأوروبي في الجبل الأسود.

وخلص الفاتحي إلى أنّ لايتشاك "يبقى الأقرب إلى النهج الواقعي من مدخل كونه كرس انتماء بلده في الوحدة الأوروبية، واستوعب النهج الأممي في التدبير الواقعي لحل النزاعات الدولية، ولا سيما خلال رئاسته للجمعية العامة للأمم المتحدة".

وخدم الدبلوماسي لايتشاك، البالغ من العمر 56 عاماً، في مواقع عدة قبل تعيينه وزيراً لخارجية سلوفاكيا، منها رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بين سبتمبر/ أيلول 2017 وسبتمبر/ أيلول 2018. وفي عام 2006 ساعد لايتشاك في تنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه الاتحاد الأوروبي في الجبل الأسود، قبل أن يعين ممثلاً خاصاً للتكتل الأوروبي في البوسنة.