مستقبل مجهول ينتظر "نداء تونس" بعد وفاة السبسي

مستقبل مجهول ينتظر "نداء تونس" بعد وفاة السبسي

31 يوليو 2019
الحزب يتقهقر مع السبسي الابن (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

تساقط نواب حزب "نداء تونس" وتناثرت قيادته كأوراق الخريف، منذ وفاة مؤسسه الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، حيث سجلت كتلته بالبرلمان، خصوصا من الشق المعارض لنجل الرئيس، حافظ السبسي، استقالة جماعية وهاجر أعضاؤها لترؤس قوائم انتخابية وأحزاب منافسة.

وسجل "نداء تونس" انسلاخ نحو 15 نائبا في وقت قياسي في الفترة بين إعلان وفاة الرئيس التونسي ونهاية آجال تقديم الترشحات للانتخابات التشريعية أول أمس الاثنين.

وانسحب رئيس كتلة الحزب بالبرلمان، سفيان طوبال، مع ثلاثة نواب آخرين هم رضا شرف الدين وسماح دمق وعماد أولاد جبريل، لترؤس قوائم انتخابية باسم حزب "قلب تونس" الذي يتزعمه نبيل القروي صاحب قناة "نسمة"، فيما انسحب 9 آخرون لترأس قوائم عن حزب "أمل تونس" الذي تقوده المديرة السابقة للديوان الرئاسي، سلمى اللومي الرقيق.

كما شهدت الكتلة انسحاب النائبين الطيب المدني وهدى تقية لترؤس قوائم حزب "هلموا لتونس"، إلى جانب استقالة النائبين محمد بن صوف (دائرة إيطاليا) ولمياء المليح (أميركا وبقية دول أوروبا) اللذين التحقا بحزب "تحيا تونس" وترأسا قوائمه في الخارج.

ولم يتبق في حزب نجل الرئيس حافظ سوى بعض النواب، ترشح ثلاثة فقط منهم للانتخابات التشريعية باسم "نداء تونس"، وهم شاكر العيادي وفاطمة المسدي وأنس الحطاب، فيما انسلخ عدد كبير من القيادات والنواب بسبب سياسة السبسي الابن وانفراده بالتسيير والقرار، بحسب معارضيه.

وقال الأمين العام المكلف بالشؤون القانونية والنائب عن "نداء تونس"، الطيب المدني في تصريح لـ "العربي الجديد" إنه استقال من النداء "بعد نهاية كامل العهدة البرلمانية ولم يعد الحزب فضاء للعمل السياسي بعد أن حاد عن برنامجه الذي تكون على أساسه"، مشيرا إلى أنه التحق بحزب جديد بهدف خدمة جهته وأهالي محافظة تطاوين.

وأضاف المدني أن العمل السياسي داخل "نداء تونس" استحال منذ مؤتمره الانتخابي ولم يعد هناك من وجاهة في المواصلة داخله.

وأضاف المدني أن قيادة "نداء تونس" وغالبية مؤسسيه انسحبوا من الحزب مفضلين خدمة تونس من فضاءات أخرى.

ولا تقف استقالة نواب وقيادات "النداء" على الأشخاص بحد ذاتهم، إذ سجل الحزب استقالة جماعية لمكاتبه المحلية والجهوية ومستشاريه البلديين ورؤساء الدوائر على غرار ما حدث في تنسيقية الحزب بقبلي التي استقالت إثر استقالة النائب محمد بن صوف، إضافة إلى استقالة تنسيقيات الحزب بقفصة إثر التحاق طوبال بحزب "قلب تونس".

إزاء ذلك، قال حافظ قائد السبسي، الذي يترأس اللجنة المركزية للحزب، في تصريحات له إنه قرر نهائيا عدم الترشح للانتخابات سواء التشريعية أو الرئاسية، مشيرا إلى أنه قرر التفرغ لخدمة الحزب وتنظيم صفوفه.

وتابع بالقول: "مهمتي الآن أصعب ومسؤوليتي أثقل في إعادة نداء تونس إلى عافيته كما كان يحلم الرئيس الراحل وأنا بهذه المناسبة أطلق دعوة مفتوحة إلى كل الندائيات والندائيين، نساء نداء تونس، رجال نداء تونس، شباب نداء تونس، الباقين على العهد، أو الذين غادروا لأسباب أو لأخرى.... أدعوهم جميعا إلى الالتفاف حول الحزب الذي أسسه الراحل، نداء تونس، الذي تبقى أبوابه مفتوحة أمام الجميع".

وتقهقر "نداء تونس" بشكل مدو بعد أن كان الحزب حاملا لمشعل القيادة في العام 2014 بـ 86 نائبا، وبات بلا برلمانيين تقريبا بعد تفرق نوابه بين الأحزاب والقوائم المترشحة.


وتشتت نواب الحزب الذي أسسه الراحل السبسي في 2012 وتوزعوا على ما يقارب 7 أحزاب جديدة وهي "تحيا تونس" الذي يقوده رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، و"مشروع تونس" الذي يقوده محسن مرزوق، وحزب "بني وطني" الذي يقوده سعيد العايدي، وحزب "البديل" الذي يقوده مهدي جمعة، وأحزاب "قلب تونس" و"أمل تونس" و"هلموا لتونس"، فضلا عمن اختاروا الانسحاب من الحياة السياسية كلياً.

المساهمون