حفتر يستعد للتصعيد: استئناف معركة طرابلس بدعم خارجي متجدد

حفتر يستعد للتصعيد: استئناف معركة طرابلس بدعم خارجي متجدد

29 ابريل 2019
قوات الوفاق تعزّز مواقعها في جنوب طرابلس(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -


لا يوحي الهدوء الحذر في العاصمة الليبية طرابلس أمس الأحد، بقرب انتهاء المعارك، مع مؤشرات على سعي خليفة حفتر لإعادة إطلاق حربه ضد العاصمة على الرغم من الخسائر التي تكبّدتها مليشياته في الفترة الأخيرة وتراجعها عن مناطق كانت قد تقدّمت إليها سابقاً. ودلت التطورات أمس على توجّه حفتر لزيادة الضغوط على حكومة الوفاق عبر توسيع سيطرته على المناطق النفطية وقطع مصادر التمويل عن الحكومة، وذلك في ظل أنباء عن تحضيره لهجوم على سرت، بالتوازي، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن تلقي حفتر مساعدات عسكرية جديدة وذلك قبيل إغلاق المعبر الحدودي بين مصر وليبيا يوم السبت.


وعلى وقع الهدوء الحذر في طرابلس أمس، اتجهت الأنظار إلى سرت النفطية، التي بدأت تصل إليها قوات من مصراتة، لمنع أي اعتداءٍ عليها من مليشيات حفتر. وكانت المليشيات قد اقتحمت مهبط ميناء السدرة، واستخدمته لاستقبال سفن حربية. وهو ما يعزّز احتمال اندلاع معارك حول إمدادات النفط هناك. في المقابل كان وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا يزور تونس، ويعلن أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل انسحاب مليشيات حفتر من المواقع التي تقدّمت إليها، مضيفاً "لا مفاوضات مع حفتر، بل حوار مع أهلنا بالمنطقة الشرقية"، مشيراً إلى أن خريطة سياسية جديدة ستنشأ بعد إبعاد مليشيات حفتر. ولفت خلال مؤتمر صحافي إلى أن هجوم حفتر على طرابلس أعاد إحياء نشاط التنظيمات الإرهابية، موضحاً أنه ليس باستطاعة أحد "أن يزايد علينا في مكافحة الإرهاب". وكشف بأن لدى حكومة الوفاق أدلة بشأن مشاركة طائرات أجنبية في الهجوم على طرابلس، معلناً أن الأمم المتحدة تشارك في التحقيق. وأضاف أن دقة القصف على طرابلس السبت تدل على أن الطائرات تتبع لدولتين عربيتين. وطلب باشاغا من فرنسا "الالتزام بالقيم الفرنسية وعدم التعامل مع حفتر".

ميدانياً، دفعت قوات "البنيان المرصوص" من مصراتة، بتعزيزات عسكرية لدعم قواتها في مدينة سرت وسط البلاد، تحسباً لأي هجوم لحفتر على المدينة. وبحسب تصريحات صحافية فقد أمهل المتحدث باسم غرفة خليج سرت العسكرية التابعة لحفتر، حسن بن طاهر، قوات "البنيان المرصوص" 48 ساعة لـ"تسليم أسلحتها ومغادرة المدينة"، محملاً "كل من يخالف الأوامر ولا يمتثل لها مسؤولية ما سيحدث". وكانت المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس أعلنت، مساء السبت، عن اقتحام مسلحين تابعين لحفتر لمهبط ميناء السدرة وإدخال سفن حربية لميناء راس لانوف في منطقة الهلال النفطي القريبة من سرت، واستنكرت استخدام المنشآت النفطية لأغراض عسكرية وحربية. وكان المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الليبي، مصطفى المجعي، قد كشف عن تواصل مليشيات حفتر مع خبراء من روسيا من أجل مساعدتها في فتح جبهة قتال جديدة شرق سرت. وجاءت تصريحات المجعي قبل إعلان رسمي للمؤسسة الوطنية للنفط عن سيطرة على مهبط ميناء السدرة.

في طرابلس، قال المتحدث الرسمي باسم عملية "بركان الغضب"، التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، إن "المحاور تعيش هدوءاً حذراً منذ مساء السبت بعد اشتباكات في محاور وادي الربيع وقصر بن غشير". وأشار في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "مليشيات حفتر لم تعد تعوّل على المعارك على الأرض، وتسعى للحفاظ على مواقعها الحالية، لكنها اتجهت إلى تكثيف ضرباتها الجوية على مواقع قوات الحكومة". وأكد قنونو أنه "إلى جانب استهداف أحياء المدينة فقد استهدف الطيران الليبي الأجنبي الموالي لحفتر معسكر 7 إبريل بمنطقة السواني وتمركزات أخرى لقوات الحكومة"، من دون أن يعطي تفاصيل عن الخسائر التي لحقت بمواقع الجيش جراء القصف. وكانت لجنة الأزمة والطوارئ التابعة لوزارة الصحة بحكومة الوفاق قد أعلنت عن سقوط أربعة مدنيين وإصابة ما يزيد عن 20 آخرين في قصف مليشيات حفتر على طرابلس مساء السبت.

المساهمون