السويد: اليمين المتطرف يتصدّر استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات

السويد: اليمين المتطرف يتصدّر استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات

23 يونيو 2018
ستجري الانتخابات البرلمانية في السويد في سبتمبر(جوناثان ناكتشراند/فرانس برس)
+ الخط -
أظهرت استطلاعات الرأي في السويد تقدّم "حزب ديمقراطيي السويد" اليميني المتطرّف على بقية الأحزاب السياسية، في يمين ويسار الوسط، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، مستغلاً ملفات الهجرة واللجوء، لتحقيق غاية زعيمه جيمي أكيسون، تولّي رئاسة الحكومة.

وتمنح نتائج استطلاع رأي، أجرته مؤسسة "يوغوف"، ونشرت مساء أمس الجمعة، "ديمقراطيي السويد" نحو 28.5% من أصوات الناخبين، في الانتخابات البرلمانية المقررة في 9 سبتمبر/أيلول المقبل.

وتعليقاً على نتائج استطلاع الرأي، قال سكرتير حزب "ديمقراطيي السويد" ريتشارد يومشهوف، إنّ "النتائج تتحدّث عن نفسها، وحلم تأسيس حكومتنا ليس بعيداً".

وفي حال ثبتت هذه الأرقام حتى موعد الانتخابات، فإنّ السويد قد تشهد "زلزالاً سياسياً" نتيجة تقدّم هذا الحزب اليميني المتطرف، من 23% إلى 28.5%، متجاوزاً بذلك أكبر وأعرق الأحزاب السويدية في يسار الوسط، "الحزب الاجتماعي الديمقراطي" الذي لا تمنحه الاستطلاعات أكثر من 22%، ومتجاوزاً أيضاً أكبر أحزاب يمين الوسط "حزب الاعتدال"، والذي تعطيه الاستطلاعات حوالى 17%.

وكانت استطلاعات أخرى قد منحت، "الحزب الاجتماعي الديمقراطي"، نسبة 24% من الأصوات. ففي استطلاع أجرته مؤسسة "نوفوس" لمصلحة التلفزيون السويدي، بداية يونيو/حزيران الحالي، لم يحصل "حزب ديمقراطيي السويد" سوى على نحو 22%، فيما حل "الحزب الاجتماعي الديمقراطي" في المقدمة، مع نحو 24% من الأصوات.

ويبدو الاستطلاع الأخير، المنشورة نتائجه، أمس الجمعة، وكأنّه يعاكس الاستطلاعات السابقة التي أعطت يسار الوسط أفضلية، ويشير إلى تراجع كبير ومقلق، لمعسكر اليسار ويسار الوسط السويدي.

ومنذ أن استقبلت السويد، مئات آلاف اللاجئين، في عامي 2015 و2016، لجأ "حزب ديمقراطيي السويد"، إلى خطاب يتهم يمين ويسار الوسط، بأنّ حكومتيهما (يمين الوسط حكم حتى انتخابات 2014) "لم يأخذا بقلق الشعب السويدي بشأن أزمة اللاجئين"، وفقاً لما ردد زعيم الحزب المثير للجدل جيمي أكيسون.

ويعتبر أكيسون أنّ "فشل سياسات الهجرة والدمج تمنحنا مصداقية، وتقول إنّ كل ما طرحناه كان صحيحاً، وهذا أمر رائع على أبواب الانتخابات، فمن الواضح أنّ الناخبين يؤيدون ما نطرح، وبعض الاستطلاعات تضعنا كأكبر الأحزاب البرلمانية، ما يعني أنّه علينا البدء بالتفكير في تشكيل حكومتنا".

جيمي أكيسون (جوليا راينهارت/getty) 


وبحسب مراقبين، يبدو أنّ الانتخابات في السويد، وبعد تقدّم اليمين المتشدّد في الدول الأوروبية، مثل: إيطاليا والنمسا وألمانيا، ستعطي دفعة لهذا المعسكر الذي يعتقد بأنّه حتى لو لم ينجح في تشكيل حكومات حتى الآن، لا يمكن إلا أن يلعب دوراً سياسياً مؤثراً، كل في بلاده.

ومن الواضح أن تأييد "الحزب الاجتماعي الديمقراطي"، في عدد من الدول الأوروبية، يشهد حالة من التراجع، خصوصاً أنّ نسبته التقليدية كانت تتجاوز 38%، لتصل حالياً إلى العشرينيات في المائة، مقارنة بالتقدّم الكبير لـ"حزب ديمقراطيي السويد"، سواء تراوحت نسبته بين 28 و22% وفق الاستطلاعات، مقارنة بما حصل عليه في انتخابات 2014، إذ لم يحصل سوى على 12.8%.

ويعتبر مراقبون، أنّ تقدّم اليمين المتطرف، في استطلاعات الرأي بالسويد، لا يمكن فصله عن تقدّم هذا المعسكر في سياق تطورات أوروبية وأميركية، بدءاً من انتخاب دونالد ترامب رئيساً في الولايات المتحدة، وانتقالاً إلى تقدم الأحزاب الشعبوية في عدد من الدول الأوروبية.

وبينما تربط معسكر اليمين المتشدد في أوروبا، علاقات وثيقة وتنسيق مواقف، منذ سنوات عديدة، غرّد، نايجل فراج السياسي البريطاني المتطرّف، على "تويتر"، أمس الجمعة، مهنّئاً "حزب ديمقراطيي السويد" على تقدّمه.

وفراج الذي لعب دوراً في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء "بريكست" في يونيو/حزيران 2016، يبدو مرتاحاً لهذه النتائج، لا سيما بعد التصريح الأخير لزعيم "حزب ديمقراطيي السويد"، في 18 يونيو/حزيران الحالي، ليومية "داغنس اندوستري"، الذي قال فيه: "علينا الآن المضي لطرح قضية بقاء السويد في الاتحاد الأوروبي على الشعب لنستطلع رأيه، أظن أنّه علينا الخروج منه، فهو شبكة فاسدين ليس إلا"، وهو ما علّق عليه فراج بالقول إنّه "أمر جيد أن يعد حزب ديمقراطيي السويد، باستطلاع للخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي".



ولا يخفي اليمين المتطرف في الدول الاسكندنافية المجاورة، كما في صفوف "حزب الشعب الدنماركي"، غبطته من هذه النتائج "التي تثبت صحة سياسة معسكرنا الأوروبي"، كما ورد في تعليقاته، اليوم السبت.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تقدم "حزب ديمقراطيي السويد"، يأتي بالرغم من وجود عدد من الفضائح التي تطاول بعض قيادييه، على خلفية علاقاتهم بـ "الحركة النازية الجديدة"، وهو أمر تشير إليه، مراراً، وسائل الإعلام السويدية.