مصر تتجه إلى إطلاق سراح أعضاء "حماس"

23 مايو 2018
سيُطلق سراح شبان محتجزين منذ عام 2015(محمود حمس/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية وأخرى في حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية "حماس"، عن توصل الحركة إلى اتفاق مع المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة قضى بخروج المعتقلين من الحركة في السجون المصرية، قبل نهاية شهر رمضان الحالي. في هذا السياق، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "الاتفاق سيشمل 4 من كتائب القسام كانوا قد اختطفوا داخل الحدود المصرية في مارس/ آذار 2015 عقب تجاوزهم معبر رفح بشكل رسمي في طريقهم إلى مطار القاهرة في رحلة علاجية، قبل أن يظهر اثنان منهم في مقطع فيديو مسرّب من داخل مقر جهاز الأمن الوطني فرع لاظوغلي، بعد أن بدت عليهم علامات التعذيب". وقالت حماس وقتها إن "الشبان الأربعة دخلوا الأراضي المصرية بصورة رسمية، وخُتمت جوازات سفرهم بختم ميناء رفح البري، وقد تم احتجازهم في المعبر لحين استكمال كل الإجراءات الاعتيادية"، موضحة في بيان وقتها كشف تفاصيل الواقعة أنه "بعد 300 متر من بوابة ميناء رفح البري تعرضت الحافلة لعملية قرصنة إرهابية من مجموعة ملثمة أطلقت النيران على الحافلة، ومن ثم صعدت وهي تحمل كشوفات بأسماء المسافرين، وتحت تهديد السلاح تم اختطاف الشبان واقتيادهم إلى جهة مجهولة"، مشددة على أن "الواقعة تمثّل كسراً لكل الأعراف الدبلوماسية والأمنية للدولة المصرية".

وطالبت وفود الحركة التي زارت القاهرة في أكثر من مناسبة على مدار عامين الجانبَ المصري بإطلاق سراح الشبان الأربعة، فيما نظم ذووهم وقفات احتجاجية عديدة في القطاع لمطالبة الجانب المصري بإظهارهم وإطلاق سراحهم.

وأوضحت مصادر مصرية أن "الإفراج عن سجناء حماس في السجون المصرية يأتي ضمن حزمة إجراءات لتخفيف التوتر الحاصل في قطاع غزة، وكذلك استثماراً للعلاقات الجيدة في الوقت الراهن بين الحركة والقاهرة". ولفتت إلى أن "الجانب المصري اشترط عدم تنظيم أي فعاليات أو مؤتمرات إعلامية بشأن المفرج عنهم؛ لعدم التسبب في أي حرج للأجهزة المصرية المعنية، خصوصاً أن مصر سبق أن أعلنت أكثر من مرة بشكل رسمي عدم معرفتها بمصير بعض المحتجزين".

وأوضحت مصادر في الحركة أن "حماس وافقت على المطالب المصرية بشأن عدم الإعلان عن تلك الخطوة"، قائلة إن "الحركة تتفهّم الموقف المصري جيداً وتقدّر الضغوط الواقعة على القاهرة والمخاوف المصرية". وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استمرار فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، بعد أن تم فتحه استثنائياً قبل بداية الشهر، كما سمحت مصر بعبور شاحنات تحمل مساعدات دوائية وغذائية للقطاع، في حين دفعت السلطات المصرية بعشرات من سيارات الإسعاف إلى معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينيين من جراء المجزرة الإسرائيلية في 14 مايو/ أيار الحالي، التي استهدفت المشاركين في مسيرة العودة.

ورحّبت المصادر بالخطوات الحاصلة لتخفيف الحصار على القطاع، لافتة إلى أن "هناك إجراءات تتم من دون إعلان، تحمل في طياتها كسراً للحصار المفروض على القطاع منذ 11 عاماً"، مشددة في الوقت ذاته على "استمرار مسيرات العودة من دون توقف، ولكن مع التزامها بضوابط السلمية، لتفويت الفرصة على جرّ القطاع لحرب شاملة جديدة". وأوضحت أن "تلك المسيرات ستعاود ذروتها مرة أخرى مع ذكرى النكسة في 5 يونيو/ حزيران المقبل".



المساهمون