المعارضة الروسية تحيي ذكرى اغتيال رمزها بوريس نيمتسوف

المعارضة الروسية تحيي ذكرى اغتيال رمزها بوريس نيمتسوف

موسكو

رامي القليوبي

avata
رامي القليوبي
25 فبراير 2018
+ الخط -


لم يمنع البرد القارس وانخفاض الحرارة إلى نحو 15 درجة مئوية تحت الصفر اليوم الأحد، الآلاف من سكان موسكو من المشاركة في مسيرة حاشدة عشية الذكرى الثالثة لاغتيال أحد رموز المعارضة "غير النظامية" الروسية، بوريس نيمتسوف، الذي قتل على بعد أمتار من الكرملين في ساعة متأخرة من مساء 27 فبراير/ شباط 2015، في جريمة هزت روسيا وأثارت استنكارا دوليا واسعا.


وردد المشاركون في المسيرة "المصرَّح لها"، هتافات مناهضة للسلطة الروسية مثل "روسيا بلا بوتين" و"واحد، اثنان، ثلاثة، بوتين ارحل" و"روسيا ستكون حرة" و"كفاكم كذبا وسرقة"، مطالبين بمساءلة زعيم الشيشان، رمضان قديروف، في ظل اعتقاد المعارضة الروسية أن خيوط الجريمة تقود إلى جمهورية الشيشان الواقعة في شمال القوقاز، ومحملين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو الآخر، المسؤولية السياسية عما جرى.

ورفع المشاركون أيضا صور نيمتسوف، وأعلام روسيا والحركات السياسية التي ينتمون إليها، ولافتات كتبوا عليها "من المحرض؟" و"أين التحقيق الحقيقي؟" و"كافح" و"لا كلام يقال" و"الدعاية تقتل" و"جسر نيمتسوف"، في إشارة إلى المطالب بإطلاق اسم نيمتسوف على جسر بولشوي موسكفوريتسكي بجوار الكرملين، حيث قتل المعارض البارز ببضع طلقات في ظهره.

ومن بين وجوه المعارضة الروسية التي تصدرت المسيرة، المرشح المستبعد من سباق الانتخابات الرئاسية، أليكسي نافالني، ورئيس الوزراء الأسبق، وزعيم حزب "بارناس" حاليا، ميخائيل كاسيانوف، والمرشح للرئاسة الروسية، أحد مؤسسي حزب "يابلوكو" (تفاحة)، غريغوري يافلينسكي، والمرشحة للرئاسة، الإعلامية كسينيا سوبتشاك.

ومع ذلك، لم تخل المسيرة من أشخاص عاديين بلا انتماءات سياسية، حضروا للتعبير عن استيائهم من الأوضاع السياسية والاقتصاد في البلاد بشكل عام.

أولغا، امرأة روسية في نهاية العقد الرابع من عمرها، واحدة من هؤلاء، تقول لـ"العربي الجديد": "أتيت للتعبير عن موقفي الرافض لما يجري اليوم في روسيا. كنت سابقا مؤيدة لبوتين ولضم شبه جزيرة القرم، ثم شعرت بأن وسائل الإعلام الحكومية تتلاعب بعقولنا، فتوقفت عن متابعة القنوات الفدرالية. بدأت أتابع ما يتعرض له الاقتصاد الروسي من أزمات ومدى الفساد بالوزارات، فتغير موقفي".

وحول موقفها من نيمتسوف بشخصه، تضيف: "سمعت حواراته وقرأت عنه، وكانت أقواله تثير احتراما له رغم حملات التشهير التي كان يتعرض لها في وسائل الإعلام".



وبحسب بيانات وزارة الداخلية الروسية، شارك في المسيرة نحو 4500 شخص، بينما أشارت حركة "العداد الأبيض" المعنية بحصر أعداد المتظاهرين إلى نحو 7600 مشارك، وهي أرقام أقل كثيرا مما كان يعول عليه المنظمون الذين أعلنوا عن تنظيم مسيرة بمشاركة 30 ألف شخص.

وكان أفراد "الحرس الروسي" يتولون تفتيش المشاركين، إذ تم نصب أجهزة كشف المعدن على مداخل موقع انطلاق المسيرة، ومنعوا إدخال لافتات مناهضة للسلطة لا علاقة لها باستنكار اغتيال نيمتسوف. وبعد انتهاء المسيرة، توجه عدد من المشاركين إلى مكان وقوع الجريمة لوضع باقات من الزهور إحياءً لذكرى نيمتسوف.

وبعد مرور ثلاث سنوات على اغتيال نيمتسوف، لا يزال المحرض على قتله مجهولا، بل صدرت في الصيف الماضي أحكام بالسجن بين 11 و20 عاما بحق المنفذين فقط، وعلى رأسهم المنفذ الرئيسي الذي أطلق النار، وهو الملازم السابق في الكتيبة الشيشانية "سيفير" ("الشمال") التابعة للقوات الداخلية الروسية زاور دادايف.



وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، رأى المعارض الروسي إيليا ياشين، الذي كان صديقا مقربا لنيمتسوف، أن العدالة لن تتحقق إلا بعد معاقبة المحرضين، معتبرا أن استكمال التحقيق يتطلب إرادة سياسية من السلطات الروسية، ومرجحا أن هناك تستّرا على المحرضين لشغلهم مناصب رفيعة في الشيشان، وفق اعتقاده.



يذكر أن نيمتسوف (1959 - 2015) شغل مناصب رفيعة في الدولة الروسية في عهد الرئيس الراحل، بوريس يلتسين، وتردد اسمه كمرشح محتمل للرئاسة، إلى أن تم تعيين بوتين رئيسا للوزراء في نهاية المطاف. ورغم أن نيمتسوف أيّد ترشيح بوتين لرئاسة روسيا أولا، إلا أنه تحوّل إلى أحد أبرز رموز المعارضة بعد عدة سنوات، وتولى منصب الرئيس المشارك لحزب "بارناس" الليبرالي، كما أنه عُرف خلال العام الأخير من عمره، بمواقفه الرافضة لضم القرم وسياسات الكرملين في أوكرانيا.

وباغتياله أثناء عودته إلى منزله برفقة عارضة الأزياء الأوكرانية آنا دوريتسكايا قبل ثلاث سنوات، أُضيف اسم نيمتسوف إلى مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية الروسية التي لا يزال من يقف وراء قتلها مجهولا، مع معاقبة المنفّذين فقط في أحسن الأحوال.

ذات صلة

الصورة
قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود فيكتور سوكولوف-ألكسي بافليشاك/رويترز

سياسة

ظهر قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود فيكتور سوكولوف، الذي أعلن الجيش الأوكراني، أمس الاثنين، أنه قتله الأسبوع الماضي، وذلك في صور وزّعتها وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء.
الصورة

سياسة

انتشر اسم تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، خلال اليومين الماضيين على قنوات تليغرام وحسابات على منصة إكس كقائد جديد محتمل لمجموعة فاغنر خلفاً لزعيمها، يفغيني بريغوجين، الذي قُتل مساء الأربعاء الماضي مع عدد من قادة المجموعة
الصورة

سياسة

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريراً اليوم الجمعة، كشفت فيه تفاصيل تعرّض معارضي الكرملين على مرّ السنوات السابقة لهجمات وعمليات قتل، كان آخرها مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الأربعاء.
الصورة

سياسة

بعد مرور نحو 24 ساعة على مقتل مؤسس شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، مساء أمس الأربعاء، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صمته، واصفاً الواقعة بأنها مأساة، لكن خبراء ومحللين يرون أن بوتين متورط في عملية اغتيال رئيس المجموعة.

المساهمون