ماكرون يحاول مصالحة الجيش بعد إبعاد رئيس الأركان

21 يوليو 2017
ماكرون قام بزيارة إلى القاعدة الجوية في إيستر(تويتر)
+ الخط -
يبدو أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بدأ يدرك، أخيراً، أن تجاذبه مع رئيس الأركان المستقيل الجنرال بيير دي فيليي كان لصالح الأخير، وأنه، بعد شهرين من وصوله للسلطة، ارتكب خطأ جسيماً لن تنساه الذاكرة الفرنسية بسهولة، لأنه لم يسبق في تاريخ الجمهورية الخامسة أن قدّم عسكريٌّ رفيعٌ من هذه الدرجة استقالته، طواعية.

وكان السياسيون الفرنسيون، في معظمهم، منحازين لهذا الجنرال، الذي فضَّل أن يكون قريباً من جنوده، وأن يدافع عن مصالحهم المادية والمعنوية، وأن يقدم استقالته، بعد استنفاد كل الحلول، على الرغم من تمديد الرئيس الفرنسي الجديد لمهامه سنة إضافية.

كما انتقدوا فظاظة التعامل الرئاسي معه وطرده بطريقة، اعتبروها، "مهينة له وللجيش الفرنسي". وكان لا بد للحكومة وأنصار الرئيس أن يتدخلوا للانتصار لقرار الرئيس. ولهذا السبب تصدّى المتحدث باسم الحكومة، كريستوف كاستنير، للأمر وحاول أن يدافع عن قرار الإبعاد، وأن يكشف ما يراه أخطاء ارتكبها الجنرال، فصرّح لصحيفة "لوفيغارو"، اليوم الجمعة، أن "رئيس الأركان لم يكن أميناً في تصريحاته، وقام بعملية إخراج (مسرحي) لاستقالته".

وأضاف كاستنير أن "استقالته لا علاقة لها باستجوابه من قبل لجنة الدفاع، في 12 يوليو/تموز، حتى لو أن تخيّل أن تتسرب تصريحاته خارج المجلس، إلا إذا كانت تنقصه التجربة". واعتبر أن تصرف الجنرال "هو الذي كان غير مقبول".

وواصل المتحدث الحكومي، هجومه على الجنرال المستقيل، قائلاً "لَم نَرَ من قبل، في فرنسا، رئيساً لأركان الجيوش الفرنسية يَتَواصَل عبر مدوّنة، أو يفشي أسراراً لصحافيين بعد انتهاء اللقاء الصحافي، أو مساءلة مرشحين للانتخابات الرئاسية، أثناء الحملة الانتخابية". ويبدو أن كاستنير أشار في كلامه إلى مقال فيليي الذي نشرته صحيفة "ليزيكو"، الاقتصادية، عام 2016، طالب فيه أصحاب القرار السياسي بـ"مجهود حربي".

لقد تصرَّف الجنرال، كما قال كاستنير مثل "شاعر محتجّ"، في الوقت الذي "كان يُنتظَر منه سماع رؤيته الإستراتيجية أكثر من تعليقاته حول ميزانية (الدفاع)".

وعشية استقالة الجنرال فيليي، بادَرَ رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، إلى مصالحة الجيش، عقب تلك الأزمة، بزيارة إلى القاعدة الجوية في إيستر، في منطقة بوش- دو-رون، على الرغم من أن هذه الزيارة كانت مبرمجة من قبل أسبوع الأزمة، الذي عرفته فرنسا.

ووعَد الرئيس الفرنسي، جنود القاعدة، وبحضور الجنرال فرانسوا لوكوانتر، الذي حلّ محلّ الجنرال المستقيل، بأن "ميزانية الدفاع هي الوحيدة التي ستشهد زيادة في العام المقبل".



وتجدر الإشارة إلى أن القشّة التي قصمت ظهر البعير، هي معارضة الجنرال المستقيل توفير وزارته لمبلغ 850 مليون يورو، هذه السنة، ورأى في المقابل أن ميزانية وزارته تحتاج إلى زيادة كبيرة، بسبب مختلف التحديات الخارجية، من تأمين حضور في قواعد عسكرية خارجية ومحاربة للإرهاب في قواعده، كما وعد الرئيس السابق فرانسوا هولاند، سواء تعلق الأمر بإسناد الشرطة في توفير الأمن، أو بتوفير تجهيزات جديدة وإنجاز صيانة لعتاد غير صالح للاستعمال في كثير من الحالات.
دلالات
المساهمون