الموقف الأميركي يخدم المعارضة

01 ابريل 2017
وجدت واشنطن في الثورة فرصة لتدمير الدولة السورية(محمد يوسف/الأناضول)
+ الخط -
لم يكن مفاجئاً الموقف الأميركي الذي أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، حول وجوب قبول واشنطن بواقع حكم بشار الأسد لسورية، وأن أولوية الولايات المتحدة تنحصر بمحاربة "داعش" و"جبهة النصرة"، على الرغم من قراءته من قبل كثير من السوريين، ومن الجهات التمثيلية في المعارضة، على أنه تحول في الموقف الأميركي، متناسين أن الولايات المتحدة لو لم تتعاط مع نظام بشار الأسد، طوال مراحل الثورة السورية، كأمر واقع على السوريين يمنع عليهم إسقاطه، لما بقي هذا النظام صامداً حتى الآن، ولكان سقط منذ اللحظة التي رأت فيها واشنطن انتهاء دوره في سورية.

الولايات المتحدة منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن لم تغير موقفها من وجود النظام كأمر واقع، لكنها في الوقت ذاته وجدت في الثورة فرصة لتدمير الدولة السورية من خلال النظر إلى كل أطراف الصراع كأعداء. وبالتالي فقد سعت طوال سنوات الثورة للحفاظ على حالة استعصاء عسكري بين النظام والمعارضة، مع الحرص على عدم السماح بسقوط النظام، وفي الوقت ذاته عدم السماح له بتحقيق نصر حاسم. وقد اتخذت الإدارة الأميركية السابقة موقفاً مراوغاً بدا مؤيداً للثورة السورية، تلاعب بعواطف السوريين الذين وجدوا في التصريحات الأميركية حول فقدان النظام شرعيته ما يداعب أحلامهم في التخلص من نظام الاستبداد، على الرغم من ظهور العديد من التصريحات لمسؤولين أميركيين تؤكد عدم وجود نية لدى واشنطن باتخاذ أي إجراء ضد نظام بشار الاسد، كما منح النظام الفرصة للظهور بمظهر الواقف في وجه أميركا التي تدعم الثورة، وتصوير الثورة كمخطط خارجي تتبناه الولايات المتحدة.

ولعل الخلاف بين مواقف إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وإدارة الرئيس الحالي، دونالد ترامب، حول سورية هو تصدير للموقف الأميركي الحقيقي من الثورة السورية بشكل أكثر وضوحاً، وتظهير الموقف الأميركي، بإدارتيه القديمة والجديدة، من النظام السوري بشكل لا يترك مجالاً للبس، والذي نعتقد أنه موقف يصب في مصلحة المعارضة ويجعل صورة الموقف الأميركي أكثر وضوحاً، بعيداً عما يتمنى أن يكون عليه هذا الموقف. كما يسحب من النظام ذريعة طالما تشدق بها تقوم على وسم الثورة السورية بأنها جزء من مخطط أميركي في المنطقة.
المساهمون