"داعش" يشن هجوما واسعا على مناطق النظام السوري بديرالزور

04 ابريل 2016
معارك عنيفة بين قوات النظام السوري و"داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

شن تنظيم "الدولة الإسلامية"، اليوم الإثنين، هجوما على مطار دير الزور العسكري، الخاضع لسيطرة النظام السوري، إلى جانب ثلاثة أحياء في المدينة، استخدم خلاله "المفخخات والانغماسيين". في المقابل قام الطيران الحربي بقصف العديد من النقاط المحيطة بالمطار، إضافة إلى عدد من البلدات الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش شن، فجر اليوم، هجوما واسعا على مناطق النظام في دير الزور، حيث أرسل 4 مفخخات، في ظل قصف صاروخي ومدفعي"، لافتا إلى أن "التنظيم استطاع تحقيق تقدم في عدة نقاط كانت تخضع للنظام، منها في محيط الجفرة وهرابش، عبر مجموعات انغماسية، مما مكنه من أسر عدد من مقاتلي القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، ونقلهم إلى مناطق سيطرته في المدينة، في حين قتل العقيد ابراهيم سلوم، معاون قائد الحرس الجمهوري في المطار، مع عدد من العسكريين في المطار العسكري نتيجة القصف الصاروخي".

ولفت هويدي إلى أن "القوات النظامية، في المقابل، استهدفت، بواسطة الطيران الحربي، مناطق التنظيم في مدينة دير الزور وموحسن وبلدة البوليل وصلاح والبوعمرو، في ريف دير الزور الشرقي، مما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى".

وفي السياق ذاته، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن قوات النظام أحبطت هجوما لمجموعات تابعة لتنظيم "داعش" على مطار دير الزور العسكري من الجهة الشرقية، ونقلت عما أسمته "مصدرا ميدانيا" قوله إن وحدات الجيش في المطار دمرت آليتين مفخختين بكميات كبيرة من المواد المتفجرة لـ"داعش"، حاولتا التقدم في اتجاه المطار من قريتي الجفرة والمريعية في الريف الشرقي، "أعقبتها اشتباكات عنيفة تكبدوا خلالها خسائر بالأفراد والعتاد الحربي، وإجبار من تبقى منهم على الفرار في اتجاه المناطق التي انطلقوا منها".

وبين المصدر أن وحدة من قوات النظام دمرت 4 آليات محملة بعناصر من "داعش" والأسلحة والذخيرة في قرية الجفرة، وآلية في حي الصناعة في مدينة دير الزور، متحدثا عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف التنظيم، في عملية نوعية لوحدة من قوات النظام على مواقع انتشارهم في منطقة حويجة صكر، على الأطراف الشرقية لمدينة دير الزور.

ويرى متابعون أن التنظيم قد يكثف عملياته العسكرية للسيطرة على مناطق النظام في دير الزور، في محاولة منه لقطع الطريق أمام قوات النظام السوري لفك الحصار عنها، حيث تشير العديد من المصادر المقربة من النظام إلى أن فك الحصار عن مناطقه في الدير تعتبر لديه أولوية يسعى إليها، في ظل التقدم الذي أحرزه في الأسابيع الأخيرة، منها استرداد مدينة تدمر والقريتين، واليوم يعمل على السيطرة على السخنة، مؤكدة على أنه رغم صعوبة وصول النظام لفك الحصار عن مناطقه في الدير، إلا أن الأمر قد يحدث في ظل الدعم الكبير من روسيا والتحالف الدولي، ليتجه عقب الدير إلى الرقة.

وأضافت المصادر أن النظام حشد، خلال الأسابيع الفائتة، للمشاركة في عمليات فك الحصار،  مقاتليه الذين إما جلبهم من مناطقه في المحافظات الأخرى، أو جلب مقاتلين من المليشيات الموالية، كما أنه فرض على الكثير من أبناء الدير القتال إلى جانب قواته، بعد أن كان قد اعتقلهم من مناطقهم، كما عمل على تخزين المحروقات والمواد الغذائية. 

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة "أعماق"، التابعة لـ"داعش"، أن اشتباكات اندلعت، اليوم، بين عناصر من "حزب الله" اللبناني ومقاتلي التنظيم في القلمون الغربي، إثر محاولات تقدم لعناصر الحزب على مواقع لمقاتلي التنظيم.

من جهتها، لفتت وسائل إعلام موالية للحزب إلى أن سيطرة قوات النظام السوري على القريتين وتدمر ضيقت الخناق على التنظيم في القلمون، مما أدى إلى ارتفاع حدة الاشتباكات في المنطقة، لتوسيع سيطرته في الجبال، لكن وكالة "أعماق" قالت إن مقاتلي "تنظيم الدولة" استردوا ثلاثة من جبال القلمون، بعد سيطرة "حزب الله" عليها، كما تمكنوا من إحباط هجوم من حاجز شعبة عوض باتجاه منطقة زويتينة، إذ اضطر مسلحو الحزب إلى الانسحاب بعد معارك استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون.

وأضافت الوكالة أن أعداداً كبيرة من مقاتلي "حزب الله" سقطوا بين قتيل وجريح، نتيجة الاشتباكات، من دون أن تورد أية أرقام دقيقة.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات متقطعة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط منطقة الديرخبية، في ريف دمشق الغربي، تزامناً مع استهدافات متبادلة بين الطرفين.

يأتي هذا بعد يوم من سيطرة قوات النظام السوري على مدينة القريتين، جنوب شرقي حمص، عقب أيام من مواجهات عنيفة نجحت فيها قوات النظام في السيطرة على التلال المشرفة على المدينة، بدعم جوي روسي كثيف.

إلى ذلك، قال الناشط الإعلامي، مراد محلي، لـ"العربي الجديد"، إن "فصائل من المعارضة المسلحة، طردت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، من عدة قرى وبلدات شمال حلب"، مشيراً إلى أنها "بسطت سيطرتها على تل أحمر والشعبانية والراغبية وقنطرة، عقب مواجهات عنيفة سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين".

وأوضح أن "فصائل المعارضة باتت على مشارف بلدة الراعي الاستراتيجية، التي تعتبر بوابة الريف الشمالي لحلب، ويتخذ منها التنظيم مركز انطلاقٍ لعملياته، ضد فصائل المعارضة شمال حلب".