الأداء العسكري لـ"البشمركة" يستقطب مكونات عراقية غير كردية

الأداء العسكري لـ"البشمركة" يستقطب مكونات عراقية غير كردية

03 فبراير 2016
دعوات للبشمركة بتحرير مناطق عراقية من "داعش" (يونس كيليس/الأناضول)
+ الخط -
تتسع دائرة الحماسة لدى بعض فئات الشعب العراقي إزاء التقدم الذي تحققه قوات البشمركة الكردية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خصوصاً في بلدة سنجار في الموصل، الأمر الذي يدفع مكوّنات الى مطالبة رئيس الإقليم مسعود البرزاني بالتحرك لتحرير مناطقها من (داعش). 

اقرأ أيضاً: داخل شبكة أنفاق "داعش" تحت مدينة سنجار بالعراق

وقال عضو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" حسن رشيد، الذي تزعمه البرزاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نجاحات البشمركة ووحدة صفها وعملها العسكري النظامي أكسبها تأييداً شعبياً كبيراً في كل المجتمع العراقي بغض النظر عن انتماءاته ومكوّناته"، مبيناً أنّ "ذلك دفع باتجاه مطالبة مكوّنات عراقيّة وأقليّات رئاسة الإقليم بالتحرّك لتحرير مناطقهم من سيطرة (داعش)، مقابل ضمّها الى كردستان وانفصالها عن العراق".

وأضاف رشيد أنّ "المكوّن الشبكي (طائفة تتحدث اللغة الكردية، من مسلمين ينقسمون بين شيعة وسنة يسكنون في محافظة نينوى)، قدّم أخيراً طلباً إلى رئاسة الإقليم، لتحرير مناطق سهل نينوى من "داعش"، مقابل ضمها إلى كردستان"، مبيناً أن "المكوّن عرض ضم متطوعيه الى صفوف البشمركة ليقاتلوا تحت قيادتها". وأوضح أن "ما يهم رئاسة الإقليم هو تحرير المناطق العراقية المغتصبة من سيطرة داعش"، مبيناً أن "رئاسة الإقليم ستدرس الطلب وتتخذ القرار المناسب بشأنه".

من جهته، انتقد النائب عن ائتلاف "دولة القانون" حنين القدو، التوجّه لضم مناطق لكردستان واقتطاعها من العراق. وقال القدّو، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "البرزاني يسعى لاقتطاع مناطق واسعة من العراق وضمها إلى كردستان بغية توسيع الإقليم على حساب العراق"، مبيناً أنّ "البرزاني يركّز على مناطق في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى".

وأضاف أنّ "التحركات من قبل المكوّن الشبكي لا تمثل كل المكون، بل هي محاولات من جهات تمثل الإرادة الكردية في العراق، وخصوصاً إرادة حزب البرزاني"، داعياً الحكومة إلى "عدم السماح بذلك، وعدم ترك البشمركة لوحدها تنفذ تلك الإرادة، وإشراك القوات العراقيّة من جيش وشرطة وحشد شعبي في تحرير كافة المناطق العراقيّة بما فيها مناطق الموصل وسهل نينوى". 

بدوره، حمّل الخبير السياسي، محمود القيسي، الحكومة المركزية وقادة التحالف الوطني مسؤولية "تقسيم العراق، وإثارة الفتنة بين مكوناته". وقال  لـ"العربي الجديد"، إنّ "احتلال (داعش) للعراق، مقابل ضعف القوات العراقية، والاعتماد على المليشيات وتشكيل الحشد الشعبي، وهو قوة غير نظامية، تورطت بأعمال عنف وانتهاكات كثيرة في مختلف المناطق التي تدخلها، شكل عامل خوف لدى غالبية المكونات العراقية المسالمة، ما دفعها إلى مطالبة الإقليم بالتدخل لتحرير مناطقها وضمها إلى كردستان".

وتابع "يضاف إلى ذلك عدم وجود استراتيجية تحرير واضحة من قبل الحكومة المركزية لتحرير المناطق المحتلة من قبل (داعش)، وإهمالها معاناة المواطنين في تلك المناطق وتركهم تحت سيطرة (داعش)، وترك دفة القيادة واتخاذ القرار العسكري بيد المليشيات، والتي تتحرك وفقا لأجندتها الخاصة، كل تلك العوامل أسهمت بفتح الباب أمام اقتطاع أجزاء من العراق".

وأشار إلى أنّ "إقليم كردستان يُعذر في حال حاول ضمّ المناطق التي يحررها، لأن وجود (داعش) في تلك المناطق يشكل خطراً على الإقليم، كما أن قوات البشمركة ليست قوة للعراق كما الجيش العراقي، ولم تحظ بدعم من قبل بغداد، بل هي قوة خاصة لكردستان، وتقديم تضحيات وتحريرها لمناطق يجب أن يكون بثمن، وهو ضمها إلى كردستان".

وأكد أنّ "كل ذلك يتحمل مسؤوليته الحكومة والحكومات المتعاقبة، وقادة التحالف الوطني الذين يديرون دفة الحكم في البلاد منذ عقد من الزمن، وقد دفعت توجهاتهم، وهي مستمرة، باتجاه تمزيق وتشرذم البلاد".

وتمكنت قوات البشمركة من تحرير مدينة سنجار بمحافظة نينوى الواقعة على بعد 100 كيلومتر من الموصل، والتي تربط العراق بسورية، وتعد أحد أهم خطوط الاتصال بين البلدين بالنسبة إلى التنظيم.

اقرأ أيضاً: سنجار ما بعد "داعش": تحديات استعادة الحياة ومنع الانتقام 

المساهمون