هادي يهاجم المركزية: لم تورث غير الحروب والدمار

06 ديسمبر 2016
هادي: الانقلابيون يريدون استمرار المركزية (سبأ)
+ الخط -



هاجم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، تجربة الدولة المركزية "المفرطة" في بلاده، في وقت عرضت حكومة الانقلابيين برنامجها أمام البرلمان وتعهدت بالعمل على انتخابات قبل نهاية 2017.

وأوضح هادي، الذي كان يتحدث في اجتماع بحضور رئيس ونواب وعمداء الكليات في جامعة عدن أن "تجربة نحو 60 عاماً في اليمن لإدارة الدولة من خلال المركزية المفرطة، لم تورث غير الحروب والدمار وتفتيت المجتمع عبر الصراعات والمآسي، وانعدام الخدمات الأساسية".

وأعتبر أن ذلك ما يريد استمراره الانقلابيون "من خلال انقلابهم على مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد، وعلى مشروع الدولة وتجربة الأقاليم"، في إشارة إلى التقسيم الفيدرالي الذي جرى إقراره في مؤتمر الحوار الوطني (اختتم أعماله أوائل 2014). 

ويتواجد الرئيس اليمني في مدينة عدن منذ أيام، ويعقد لقاءات يومية بشخصيات ومسؤولين محليين في المدينة، والمحافظات المحيطة بها جنوب البلاد.


وفي صنعاء، قدّمت ما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ الوطني"، التي ألفها الانقلابيون برئاسة عبدالعزيز بن حبتور، برنامجها العام لمجلس النواب، وركز البرنامج على مختلف الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية.

ففي الجانب العسكري، يتحدث البرنامج عن مواجهة ما يصفه بـ"العدوان"، وتطوير التصنيع الحربي، فيما يركز الجانب الاقتصادي على مواجهة أزمة السيولة وتعزيز دور البنك المركزي اليمني بنسخته في صنعاء، بعد أن أقرت الحكومة الشرعية نقله إلى عدن.

وفي الجانب السياسي، تعهدت حكومة الانقلابيين بالتحضير لانتخابات قبل نهاية عام 2017 وتنفيذ قرار "العفو العام"، وكذلك وضع خطة تحرك سياسي ودبلوماسي لكسر الحصار المفروض على المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون في البلاد.

في غضون ذلك، كثفت مقاتلات التحالف غاراتها في محافظة صعدة معقل الحوثيين، ونفذت نحو 28 غارة جوية في مناطق متفرقة بمديرية باقم الحدودية مع السعودية، وفقاً لمصادر تابعة للحوثيين. 

وجاء تكثيف الغارات من قبل التحالف، بالتزامن مع تصاعد المواجهات بين الانقلابيين وقوات يمنية مدعومة من التحالف تقدمت من جهة السعودية، وسيطرت على منفذ "علب" الحدودي، حيث تدور مواجهات منذ أيام.

وفي تعز، قامت مجاميع عسكرية من قوات اللواء 170 دفاع جوي التابع للجيش الوطني، اليوم الثلاثاء، بقطع شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة، للمطالبة بمنحها أرقاما عسكرية، وإقالة قائد المحور العسكري في المحافظة. 

وقد استقدمت المجاميع دبابة ومجموعة من الأطقم العسكرية لمحاصرة مبنى شركة النفط الذي تدار منه المحافظة، وقاموا بإغلاق الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية وسط المدينة، مؤكدين أن مطالبهم "سرعة البت في عملية ترقيمهم، بعيدا عن المعايير الحزبية التي تتعامل بها قيادة المحور، على حد قولهم. 

وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قال القيادي صادق مهيوب (أبو الصدوق) قائد كتيبة الاحتياط باللواء 170 دفاع جوي، إن "قوام كتيبته 800 فرد تم بالسابق اعتمادها من قبل قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، وبعد ذلك تم تشكيل كتيبة بديلة من قيادة المحور وتم ضم الكتيبة إلى قوات اللواء 170 دفاع جوي".

وفي الوقفة الاحتجاجية التي عقدتها مجاميع اللواء 170 دفاع جوي، طالبت هذه المجاميع بإقالة قائد محور تعز ومنح أفرادها أرقاما عسكرية، كي يتحولوا من مليشيات مسلحة إلى جيش وطني، وأن تعطى الأولوية بالترقيم للمشاركين بالجبهات، كما طالبوا بوضع حلول عاجلة للجرحى الذين يعانون من أوضاع مأساوية، في ظل تخلي الحكومة عن واجباتها تجاه الشهداء والجرحى.

وقال أسامة القردعي أحد القادة الميدانيين في الجبهة الشمالية الشرقية وأحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية لـ"العربي الجديد" إن مطالبهم تتمثل بالمساواة ببقية الجبهات وترقيم أفراد اللواء 170 دفاع جوي، كما طالب التحالف العربي بإنزال لجان لترقيم المقاتلين في الجبهات".

يشار إلى أن أفراد جبهة الشقب كانوا قد قاموا بتنفيذ وقفة مشابهة الأسبوع الماضي احتجاجا على عدم منحهم الأرقام العسكرية، رغم أن المحور اعتبرهم من قوام اللواء 22 ميكا، متهمين قيادة محور تعز بالتلاعب في عملية منح الأرقام العسكرية.